من السترات الواقية إلى طائرات "أف 16".. كيف تطور دعم الغرب العسكري لأوكرانيا؟

بعد إعلان هولندا والدنمارك، أمس، تزويد أوكرانيا بمقاتلات "أف 16"، نعرض مسار تطور المساعدات العسكرية الغربية لكييف منذ بدء حربها ضد موسكو.
  • من السترات الواقية إلى طائرات "أف 16".. كيف تطور الدعم العسكري لأوكرانيا؟

أعلن رئيسا وزراء هولندا والدنمارك، الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي، أمس الأحد، أنّ بلديهما سيزودان أوكرانيا بطائرات مقاتلة من نوع "أف 16"، على أن يبدأ تسليم أولى دفعاتها بحلول العام المقبل، بينما حذّرت روسيا مجدّداً من مخاطر حصول كييف على طائرات "أف 16".

وتُعَدّ الولايات المتحدة، إلى حد كبير، أهم مورِّد للأسلحة إلى أوكرانيا (42,8 مليار يورو)، متقدمةً على ألمانيا (7,5 مليارات)، والمملكة المتحدة (6,6 مليارات)، وفقاً لأحدث بيانات صادرة (في نهاية أيار/مايو) عن معهد "كييل"، الذي يُحصي الأسلحة الموعودة والمسلّمة إلى أوكرانيا منذ بداية الحرب.

وتُعَدّ دول البلطيق (ليتوانيا، ولاتفيا، وإستونيا) أبرز المساهمين، قياساً بثروات البلدان.

من الأسلحة الخفيفة إلى الصواريخ

  • بدأت في نيسان/أبريل 2022 عمليات تسليم قاذفات صواريخ

في بداية النزاع، في شباط/فبراير وآذار/مارس 2022، تلقّى الأوكرانيون على الفور أكثر من 40 ألف قطعة من الأسلحة الخفيفة، و17 ألف صاروخ أرض جو، من طراز "مانباد"، الذي يُحمل على الكتف، بالإضافة إلى معدات (خُوَذ وسترات واقية من الرصاص) لمواجهة تقدّم روسيا السريع.

وعندما ركّز الجيش الروسي جهوده، اعتباراً من نهاية آذار/مارس 2022، على دونباس والجنوب، بدأت الدول الغربية، في نيسان/أبريل، عمليات تسليم مدافع "هاوتزر" وقاذفات صواريخ متعددة الاستخدامات، ومروحيات قتالية، ومسيّرات قادرة على قصف ما وراء خطوط الجيش الروسي. 

وسلّمت الدول الغربية كييف، أيضاً، أنظمة دفاع مضادة للصواريخ. وأرسلت واشنطن نظام باتريوت الصاروخي، أرض - جو، متوسط المدى.

دبابات وصواريخ بعيدة المدى لحرب الخنادق

  • دبابات أبرامز الأميركية

بدأت حرب الخنادق في الشرق في نهاية عام 2022. وفي هذا السياق، حصلت كييف على دبابات ثقيلة وحديثة، كانت تطالب بها منذ فترة طويلة. 

وأعلنت واشنطن تسليم دبابات أبرامز (لن تتوافر قبل خريف عام 2023)، بينما وعدت لندن بدبابات "تشالنجر 2"، ووعدت برلين بـ"ليوبارد 2"، المعروفة بأنّها من الأفضل في العالم. 

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، في نهاية نيسان/أبريل، إنه تمّ تسليم أوكرانيا 230 دبابة غربية، و1550 مركبة مصفحة.

وحتى ذلك الوقت، لم يكن لدى كييف سوى دبابات سوفياتية الصنع، أقلّ كفاءة من الناحية التكنولوجية، وفُقد كثير منها.

بدورها، أكّدت المملكة المتحدة، في أيار/مايو، تسليم كييف صواريخ "ستورم شادو"، يمكن أن يصل مداها إلى 250 كيلومتراً. 

وأعلنت واشنطن، من جانبها، في تموز/يوليو، تسليم الجيش الأوكراني ذخائر عنقودية، وهي أسلحة مثيرة للجدل، إذ تثير مخاوف من مخاطر طويلة الأمد على المدنيّين

وغداً طائرات مقاتلة؟

في 19 أيار/مايو، أعطت واشنطن موافقتها على أن تسلّم دول أخرى مقاتلات أميركية من طراز "أف 16" إلى أوكرانيا، الأمر الذي يشكل نقطة تحول "تاريخية" بالنسبة إلى كييف، التي تعهدت عدم استخدامها في مهاجمة روسيا. 

وأعلنت هولندا والدنمارك، أمس، التزامهما تسليم ما مجموعه 61 مقاتلة إلى كييف، بعد القيام بتدريب طيارين أوكرانيين، يتولاه تحالف من 11 دولة. 

وأعرب مسؤولون عن أملهم أن يكون الطيّارون الأوكرانيون جاهزين بحلول مطلع عام 2024.

يُذكَر أنه على الرغم من هذا الدعم العسكري الغربي الهائل لأوكرانيا، فإنّ الهجوم الأوكراني المضاد سجّل فشلاً ذريعاً حتى الآن، باعتراف مسؤولين وقادة عسكريين أوروبيين وأميركيين.

اقرأ أيضاً: عسكرة شرقي أوروبا.. ما الذي يريده الغرب أبعد من أوكرانيا؟

المصدر: وكالات