بعد جنوب أفريقيا وأنغولا.. لافروف يصل إلى أريتريا
وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إريتريا، اليوم الخميس، في زيارة غير معلنة تستمرّ يوماً واحداً، وفق أسمرة، وذلك في إطار جولة إفريقية تهدف إلى تعزيز العلاقات بين موسكو ودول القارة الأفريقية.
وسيلتقي لافروف، الذي يقوم بجولته الثانية في أفريقيا خلال 6 أشهر، الرئيس إيساياس أفورقي، لمناقشة "تعزيز العلاقات الثنائية إضافة إلى التنمية الإقليمية ذات الاهتمام بالنسبة للبلدين"، وفق وزارة الإعلام في أسمرة.
ويتوقّع أن يعقد لافروف مع نظيره الإريتري عثمان صالح مؤتمراً صحافياً مشتركاً في وقت لاحق الخميس، بحسب بيان للوزارة.
وتعاني أريتريا من حصار ومقاطعة دولية وغربية بشكل خاص، وهي كانت واحدة من 5 دول صوّتت برفض قرار للأمم المتحدة في آذار/مارس 2022 الذي طالب بإدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
Russia's Foreign Minister Sergey Lavrov arrives in Asmara #Eritrea pic.twitter.com/v1kIRdOhMJ
— Freedom is important in the world. (@YewhannesS) January 26, 2023
لافروف يلتقي رئيس أنغولا
وكان لافروف زار أنغولا، أمس الأربعاء، في زيارة غير معلنة كذلك، وصرّح بأنّ "المبادرة حول إطلاق عملة لمجموعة "بريكس" ستتم مناقشتها في قمة جنوب إفريقيا المخطط لها في آب/أغسطس القادم"، بحسب موقع "أفريكانيوز".
وقال لافروف عقب لقائه الرئيس الأنغولي جواو لورينسو، إنّ "الأفكار الأخيرة تدعو إلى تشكيل عملة خاصة لمجموعة دول "بريكس" (روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا، البرازيل) وكذلك في أمريكا اللاتينية".
وأضاف وزير الخارجية الروسي أنّ قمة "بريكس" المقبلة ستناقش "على وجه الخصوص هذه المبادرة"، مشيراً إلى أنّه "تمت دعوة ممثلين عن الدول الإفريقية لحضور هذا الحدث".
لافروف من جنوب أفريقيا: الغرب يريد تدمير روسيا
ويأتي ذلك عقب زيارة أجراها الإثنين الفائت لجمهورية جنوب أفريقيا، إذ اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب لقائه نظيرته ناليدي باندور، أنّ "الصراع بين موسكو والغرب أقرب إلى حرب حقيقية"، منتقداً الغرب بسبب إرسال أسلحة بمليارات الدولارات إلى كييف لإطالة أمد الحرب.
وقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الجنوب أفريقية، إن الغرب كان يستعدّ لهذه الحرب ضد روسيا لفترة طويلة، في محاولة لتدميرها"، وفق ما ذكرته "روسيا اليوم".
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى تصريحات قادة الدول الغربية التي يؤكدون من خلالها رفضهم المفاوضات، وإصرارهم على الحل العسكري، ورغبتهم في تدمير روسيا.
اقرأ أيضاً: روسيا في أفريقيا.. تمدّد في مساحات الأطلسي
ويأتي ذلك تأكيداً لتصريحات لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، بأن وزير الخارجية لافروف "سيقوم في الفترة من كانون الثاني/يناير إلى شباط/فبراير من العام المقبل، بزيارتين إلى القارة الأفريقية تتضمنان زيارة ثماني دول، بما في ذلك المغرب".
وأوضح بوغدانوف كذلك أنه "من المقرر هناك أن تجري اتصالات ثنائية مع وزراء خارجية الدول العربية، بما فيها طبعاً، دول شمالي أفريقيا العربية".
وكان الكرملين قد أعلن مؤخراً أنه سيكرّس الشهر الجاري والمقبل لتنظيم القمة الروسية الأفريقية الثانية، كما أعلنت مؤسسة "روس كونغرس" الروسية، المسؤولة عن تنظيم المؤتمرات، الإثنين الماضي، أنّ "القمة الروسية الأفريقية الثانية ستعقد 26 إلى 29 تموز/يوليو المقبل".
اقرأ أيضاً: بوتين: روسيا والدول الأفريقية تستطيع تعزيز الأمن والاستقرار في العالم
الزيارة الرابعة لأفريقيا خلال 6 أشهر
وكان وزير الخارجية الروسي أجرى، في تموز/يوليو الفائت، جولة رسمية على مجموعة من الدول الأفريقية شملت مصر وإثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو، ناقش لافروف خلالها الأجندة الدولية والإقليمية لروسيا والتعاون الثنائي الروسي الأفريقي، مؤكداً أنّ بلاده "لديها علاقات طويلة الأمد وجيّدة مع أفريقيا، منذ أيام الاتحاد السوفياتي".
وأوضح لافروف أن "موسكو تعمل بنشاط في السنوات الأخيرة على استعادة موقعها في القارة"، مشيراً إلى أن "هذا النهج تشاركها فيه الدول الأفريقية".
وكان رئيس الاتحاد الأفريقي ورئيس السنغال، ماكي سال، أكد أنّ "العقوبات المفروضة على روسيا أدت إلى حرمان الدول الأفريقية من الحصول على الحبوب والأسمدة، الأمر الذي أدّى إلى تفاقم الوضع في مجال الغذاء".
بريتوريا تسلّمت رئاسة مجموعة "بريكس"
وتأتي زيارة لافروف إلى أريتريا وأنغولا وجنوب أفريقيا، في موازاة تسلّم بريتوريا مهام رئاسة مجموعة "بريكس" من الصين مطلع العام، والتي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، ومن المتوقع أن تستضيف قمة لـ"بريكس" في آب/أغسطس المقبل.
وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا، الذي سيرأس اجتماعات قادة "بريكس" حتى نهاية العام، إن المجموعة عليها أن تلعب دوراً مهما في قيادة عملية على صعيد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، تهدف لإنشاء آليات جديدة لتطوير واتخاذ القرارات، من أجل إقامة نظام عالمي أكثر شمولا وعدلا واستدامة.
وكان لافروف أكّد في وقت سابق أنّ روسيا "دعت جميع الدول الأفريقية للمشاركة في القمة"، وذلك بعكس الولايات المتحدة، التي امتنعت عن دعوة بعض الدول التي شهدت انقلابات عسكرية إلى قمة الولايات المتحدة - أفريقيا، التي جرت في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
ومن جانبه، أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق، أنّ "التعاون مع الدول الأفريقية استراتيجي وطويل الأجل"، وأنّ "تنمية العلاقات مع دول القارة ومنظماتها الإقليمية هي إحدى أولويات السياسة الخارجية الروسية".
واستضافت مدينة سوتشي الروسية، في تشرين الأول/أكتوبر 2019، قمة "روسيا - أفريقيا" الأولى برئاسة مشتركة للرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والمصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الأفريقي آنذاك، كما استضافت كذلك المنتدى "الروسي الإفريقي"، في خطوة هي الأولى من نوعها على هذا المستوى في تاريخ العلاقات الروسية الأفريقية.
في المقابل، قالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، سابرينا سينغ، إنّ البنتاغون يلاحظ ارتفاع "حضور روسيا في شمالي أفريقيا".
كما كشفت واشنطن، في آب/أغسطس الفائت، عن إعادة صياغة شاملة لسياستها في أفريقيا جنوبي الصحراء، بحيث تعتزم "مواجهة الوجود الروسي والوجود الصيني، وتطوير أساليب غير عسكرية ضد الإرهاب"، مؤكدةً أنّ "للولايات المتحدة مصلحة كبيرة في ضمان إبقاء المنطقة مفتوحة ومتاحة للجميع، وأنّ الحكومات والشعوب يمكنها بنفسها اتخاذ خياراتها السياسية".