مراسل الميادين في موسكو يشرح تفاصيل الوضع الميداني للعملية العسكرية
أفاد مراسل الميادين في موسكو، اليوم الأحد، بتفاصيل الوضعية الميدانية للقتال المستمر حتى صباح اليوم على محاور دونيتسك، بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية.
وأكّد مراسل الميادين أنّ الحدث الأبرز في هذا الاتجاه ما زال يجري حول مدينة مارينكا وضواحيها، إذ تعتبر عقدة دفاع استراتيجية للقوات المسلّحة الأوكرانية، جنوب غرب مدينة دونيتسك عاصمة الجمهورية الشعبية.
وفي المقابل، تعمل القوات المسلّحة الروسية إلى جانب فيلق جيش دونيتسك الشعبي لتحرير المدينة، فيما يتوقع أن تكون تبعات سقوط مارينكا بشكل كامل بيد القوّات الروسية شبيهة، في حال حصولها، بتلك التي حصلت بعد سقوط دفاعات القوات الأوكرانية في محيط سوليدار.
وكما كان الوضع في سوليدار هو الآن في باخموت،يتقدّم الجيش الروسي في هذا الاتجاه ببطء ولكن بثبات وبشكل مستمر، ويسعى لزحزحة تشكيلات القوات المسلّحة الأوكرانية من خطوط دفاعاتها من الأقسام الغربية للمدينة.
ومع مرور كل يوم، يزداد ضغط القوات الروسية و الشعبية في الجنوب وصولاً إلى الخطوط الخلفية لمجموعة القوات الأوكرانية في أوغليدار.
وبشكل متوازٍ يجري تعزيز تموضع مجموعة تشكيلات القوات الروسية شمال ضفة نهر فولتشيا، والتي يتوقع أن ينطلق منها هجوم القوات الضاربة الروسية باتجاه أرلوفكا، لقطع سبل تواصل مجموعة أفدييفكا للقوات الأوكرانية.
ولفت مراسل الميادين إلى أنّه "بغضّ النظر عن كل النجاحات في هذا الاتجاه، إلّا أنّه لا يشكّل أولوية لدى موسكو، بل يحتلّ أهمية ثانوية حالياً، على خلفية النجاحات في محاور اتجاهي زاباروجيا و أرتيوموفسك".
لكنّ الميدان يمكن أن يحوّل الأنظار في أي لحظة إلى محاور اتجاه مارينكا - أوغليدار، ليصبح الاتجاهَ الأساسيَّ، ولا سيّما إذا تمكنت القوات الروسية من إحداث خرقٍ مؤثر في الخطوط الدفاعية الأوكرانية في تلك المنطقة.
القتال في اتجاه أرتيوموفسك
لا يزال الوضع في أرتيوموفسك كما كان بالأمس من دون تغييرات ملحوظة، إذ تستمرّ القوات الروسية وقوات فاغنر الخاصّة، بتعزيز ضغطها الثابت جنوبي المدينة من ناحية اتجاه إيفانوفسكي - كراسني.
وبالأمس، احتلّت وحدات قوات فاغنر الخاصة عدّة مواقع ارتكازية مهمة في هذا الاتجاه، ومن البديهي أن يستمرّ هذا التحرك اليوم، إذ تستفيد القوات الروسية من نجاحاتها في محاور زاباروجيا وخرقها لخطّ الدفاع الأوكراني الأول بنجاح في عدّة نقاط مؤثرة.
وتمكّنت القوات الروسية أمس، من إحداث خرق مهم على الجبهة الجنوبية، حيث أرغمت الأركان الأوكرانية على استدعاء وسحب احتياطياتها حتى من جبهات شمال الدونباس، لمنع الانهيار الكامل شمالي خط التماس المخترق في زاباروجيا.
واستمرّت المواجهات الضارية شمال المدينة في محيط باراسكوفيفكا، التي تشكّل عقدة مواصلات و تقاطع طرق مهمة.
اقرأ أيضاً: القوات الروسية تتقدم في زاباروجيا وتخترق خطوط جبهات أوكرانية
هل تتجهّز كييف لسحب قواتها؟
ويلاحظ أنّ القوات الأوكرانية بدأت بسحب أركان مقار القيادة من أرتيوموفسك - باخموت، وقامت كذلك بسحب تشكيلات مختلفة من قوات الدعم الخلفية، ما يؤشّر على أنّ قيادة أركان تلك القوات تتهيّأ للتخلّي أو لخسارة جغرافية حتمية مقبلة، وهي ليست متفائلة عموماً بخصوص إمكانيتها الحفاظ على سيطرتها على الممدينة.
وفعلياً، فإنّ القوات الأوكرانية التي تدير معركة دفاعية في باخموت وأرتيوموفسك، يمكنها في ظلّ ظروفها الحالية أن تؤخّر تقدم الهجوم الروسي أياماً أو أسابيع، ولكنّها غير قادرة أن تقف في وجهه.
وتأمل كييف أن تمنع وقوع انهيار كبير في صفوف قواتها جنوب غربي الدونباس على مستوى واسع النطاق، لذلك سوف تسعى للانتقال إلى مواقع تموضع جديدة شرق سلافيانسك وكراماتورسك، وستحاول المحافظة على إمساكها بـ تشاسوف يار.
اتجاه سفاتوفسك "كوبيانسك- ليمان" جنوب خاركوف
قيّمت الأركان الأوكرانية خطورة التقدم الروسي على هذا المحور، إذ تسعى لزجّ مزيد من قوات الدعم و المعدات الإضافية، ولذلك لوحظ وصول قوافل من قوات أوكرانية محمولة وآليات إلى ضواحي خاركوف الشرقية.
إلا أنّ محاولات القوات الأوكرانية للقيام بعمليات هجومية مضادة جنوب كوبيانسك باءت بالفشل حتى الآن، وانتقلت المبادرة بشكل كبير لمصلحة القوات الروسية، التي تقوم بتعزيز ضغطها على مواقع أوكرانية ارتكازية جنوب سفاتوفسك، حيث أصبحت على مشارف ماكييفكا ونيفسكويه.
ومن المحتمل أن تقوم القوات الروسية بإجراء عملية عبور هادئة غير مستعجلة لنهر جيريبيتس، الذي يقع على ضفافه ماكييفكا ونيفسكويه، وبعد العبور المتوقع، يصبح ممكناً عملياً توجيه ضربة قاسمة لقطع طريق التواصل مع بوروفايا من الشمال والجنوب، وهذا ممكن كما يعتقد الخبراء العسكريون، في ظلّ ظروف حملة الشتاء الحالية.
ولكن قبل تنفيذ هذا السيناريو لا بدّ من حسم معضلة مجموعة تشكيلات القوات المسلحة الأوكرانية في سيفيرسك، إذ يجب إضعاف مواقع تلك القوات في محيط كريمينويه، ما سيؤمن نجاح المبادرة القتالية الروسية شمالي هذا الاتجاه.
ومن دون مبالغة في استباق الأحداث واحتمالات تطور المتغيرات الميدانية، فإنّه من شبه المؤكد أنّه في هذا الاتجاه سنشهد تقدماً بطيئاً وثابتاً للقوات الروسية، وستكون القوات الأوكرانية يائسة من قدرتها على مواجهته أو منعه.
تبعات اجتماع رامشتاين
وفي سياق فشل الدول الغربية المجتمعة في رامشتاين في التفاهم على نوعية وكمية الدعم المقدّم لنظام كييف، نجد من الجيّد التوضيح بأنّ ألمانيا، ورغم تمنّعها حالياً عن السير في توجّه دعم كييف بالدبابات الثقيلة، ولكن في الواقع فإنّ بإمكانها عملياً تقديم 19 دبابة ليوبارد 2 أي 5 فقط.
إذ أنّ الدبابات التي ستقدّمها، إن فعلت، هي التي كانت تستخدم في تدريب القوات لمحاكاة أهدافٍ معادية.
كما أنّ بولندا يمكن أن تؤمّن لأوكرانيا دبابات ليوبارد من طراز 2 أي 4، وهي أقل تطوّراً وأضعف من التي من الممكن أن تقدمها ألمانيا، بالرغم من أنّها تعتبر الأحدث لدى بولندا، ولكنّها باتت قديمة من منظور معايير التسليح الألمانية.
فالحديث يدور إذاً حول ما يقارب الـ 40 دبابة ليوبارد من طرازات مختلفة، مع وجود إشكالية المدّة التي قد تحتاجها عملية التسليم. أما بالنسبة للقوات الروسية، فإن السيناريو الأفضل هو أن لا تصل تلك الدبابات، أو دبابات تشالنجر البريطانية أو غيرها إلى أوكرانيا أبداً.
اقرأ أيضاً: واشنطن تحثّ كييف على تجميد الجبهة.. وسجال غربي متصاعد بشأن الدبابات