"محرك أوروبا".. دعوات إلى إحياء التحالف بين ألمانيا وفرنسا
دعت رئيسة مجلس النواب الألماني، "البوندستاغ"، بيربل باس، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، إلى "إحياء التحالف الفرنسي - الألماني"، "محرك أوروبا"، على رغم الخلافات الأخيرة بين باريس وبرلين.
وأملت باس، المنتمية إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي، أن "تلقى العلاقات الفرنسية الألمانية زخماً جديداً بفضل الاحتفالات، الأحد (غداً)، بالذكرى الـ60 لتوقيع معاهدة الإليزيه، والتي ستؤدي إلى اجتماع الحكومتين والبرلمانين"، مضيفةً أن البلدين يدركان أنهما "محرك أوروبا".
وأشارت رئيسة مجلس النواب الألماني إلى أن "قوة العلاقات الفرنسية الألمانية تكمن في تحويل الاختلافات بين البلدين إلى تقدّم لأوروبا"، مضيفةً أنه "يمكن لفرنسا وألمانيا تطوير مشاريع مشتركة في الاتحاد الأوروبي، مثل فرض حد أدنى للأجور وشؤون اجتماعية أخرى".
وفيما يتعلق بالقضايا الدفاعية، وهي من أبرز المخاوف الأوروبية منذ العملية الروسية في أوكرانيا، في نهاية شباط/فبراير 2022، دعت باس إلى "تعاون قوي".
وتابعت: "نحن مطالَبون، كأوروبيين، بإظهار القدرة على التحرك الدولي واستعادة أمننا معاً. يجب علينا المحافظة على التضامن مع أوكرانيا، وتقديم دعم إضافي بتنسيق وثيق مع شركائنا، والمحافظة على وحدة أوروبا".
من جهته، أكد مجلس النواب الألماني أن "من المتوقع وصول نحو 120 نائباً ألمانياً إلى باريس يوم الأحد (غداً) لحضور الاحتفالات".
ويواجه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، أولاف شولتس، بعد أشهر من اضطراب العلاقات بين البلدين، تحدياً لإعادة إطلاق الشراكة الفرنسية الألمانية في عدد من المواضيع، من أبرزها سعر الغاز والطاقة النووية، ومنظومة القتال الجوي المستقبلي، "سكاف"، ومنظومة الدفاع المضادة للصواريخ، علماً بأن الخلافات تراكمت منذ تولي شولتس منصبه خلفاً لأنجيلا ميركل، في كانون الأول/ديسمبر 2021.
فرنسا وألمانيا تدعوان إلى تعزيز "سيادة" الاتحاد الأوروبي
وفي مقال مشترك نُشر قبل يومين من انعقاد مجلس الوزراء الألماني الفرنسي المشترك، دعا المستشار الالماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم أمس الجمعة، إلى "تعزيز سيادة الاتحاد الأوروبي".
وقال المسؤولان في صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ" إن "الاتحاد الأوروبي، مع اقتراب الذكرى الـ60 لتوقيع معاهدة الإليزيه، أمام تحدٍّ أساسي، يقضي بضمان أن تصبح أوروبا أكثر سيادة، وتملك القدرات الجيوسياسية على إرساء النظام الدولي"، مؤكدين أن "على أوروبا استثمار مزيد في قواتها المسلحة وصناعاتها الدفاعية".
وشدد ماكرون وشولتس، في مقالهما، على أن "قدرات أوروبية معزَّزة، ودعامة أوروبية أقوى في الحلف الأطلسي، ستجعل منّا شريكاً أقوى تجاه الضفة الأخرى من الأطلسي والولايات المتحدة، والأفضل تجهيزاً والأكثر فعّالية وقوة".
وبعد أشهر من التردد، يعتزم ماكرون وشولتس إعادة تفعيل الشراكة الفرنسية الألمانية، يوم غد الأحد في باريس، بمناسبة ذكرى المعاهدة، التي أرست المصالحة بين البلدين، بعد الحرب العالمية الثانية.
ولفت المسؤولان إلى أن هذا الاتفاق أتاح "التغلب على عقود،ـ بل قرون، من الخصومات المريرة والحروب الدامية بين بلدينا، في قلب أوروبا".
وأوضحا أن "السيادة الأوروبية ينبغي لها ألّا تُقاس وفق المعايير العسكرية فحسب، بل كذلك عبر القدرة على الصمود والتحرك بصورة استطلاعيّة في المجالات الاستراتيجية". ويتطلب هذا، وفق رأيهما، " تنويع مصادر الإمداد الاستراتيجية".
وأضاف ماكرون وشولتس أنه "يتحتم على أوروبا بذل كل ما في وسعها حتى تصبح أول قارة محايدة على صعيد المناخ في العالم".
وذكرا أن بين الأهداف الأخرى أن "تصبح أوروبا رائدة عالمية في الإنتاج والابتكار، وأن يترافق التقدم، اقتصادياً واجتماعياً، مع عملية انتقال في مجال البيئة".
ومن المقرَّر إقامة حفل رسمي، صباح غد الأحد، في جامعة "السوربون"، ويليه مجلس وزراء فرنسي ألماني في قصر الإليزيه، وذلك بعد أن تمّ تأجيل هذا الاجتماع في نهاية تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، بسبب خلافات بين الدولتين.