"أوروبا ستسامح".. وزير الخارجية القطري يصحح كلام وزير الطاقة
بدا وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الثلاثاء، أنّه "يصحّح" بياناً مثيراً للجدل أدلى به زميله وزير الطاقة في مطلع الأسبوع، بشأن الحرب الروسية الأوكرانية.
كان وزير الطاقة القطري ورئيس شركة الغاز الحكومية سعد شريدة الكعبي، قال إنه "واثق من أنّ الغاز الروسي سيعود في نهاية المطاف إلى أوروبا، لأن القارة "ستغفر وتنسى" لموسكو الحرب في أوكرانيا".
وصرّح الكعبي بأنّه "كلنا محظوظون لأن نكون قادرين على النسيان والتسامح"، وذلك خلال منتدىً للطاقة في أبو ظبي السبت الفائت، مضيفاً أنه يعتقد "أنّ الأمور تتعافى مع مرور الوقت.. فهم (الأوروبيون) يتعلمون من هذا الوضع.. وربما يكون لديهم تنوع أكبر بكثير في استهلاك الطاقة مستقبلاً".
وأثار التعليق غضباً وضجةً في وسائل الإعلام والأوساط السياسية.
وجاء تعليق وزير الخارجية آل ثاني ردّاً على سؤال من هادلي جامبل من قناة CNBC، عما إذا كان كلام الكعبي هو الموقف الرسمي لقطر.
إذ أجاب وزير الخارجية بأنّه "ليس كذلك واقعاً، فمن الناحية السياسية، عندما نتحدث عن الوضع والحرب، فإنّ قطر لديها موقف سياسي واضح للغاية بشأن هذا: نحن لا نقبل غزو دولة لأخرى".
“We’ve been in the Middle East suffering for decades”
— Doha News (@dohanews) January 17, 2023
Qatar’s foreign minister calls out the double standards approach in addressing Ukraine’s war and the ongoing Israeli occupation of Palestine, in comments made during the World Economic Forum in Davos on Tuesday@MBA_AlThani_ pic.twitter.com/5dH8i3M6ys
وأضاف آل ثاني أنّ قطر "لا تقبل التهديد بالقوة أو باستخدام القوة، ولا تقبل إصابة المدنيين، وقد دأبنا على إظهار ذلك خلال تصويتنا داخل الأمم المتحدة".
وأوضح الوزير القطري بأنّ "رسالتنا إلى الروس وإلى الأوكرانيين كانت دائماً أنّ هذه الأنواع من الخلافات والاختلافات لا ينبغي حلّها في ساحة المعركة، بل يجب حلّها من خلال الحوار".
كما أكّد آل ثاني أنّ "الأمر متروك لأوروبا لتقرير مستقبل طاقتها".
وقال: "في الواقع، هذا قرار أوروبي.. في نهاية المطاف، من منظورنا وسياستنا كدولة قطر، لا نقوم بتسييس الطاقة أبداً.. نحن نرى أن الغذاء والدواء والطاقة، هي عناصر تحتاج إلى حماية، لأنها تخصّ الناس، وليست من أجل الحكومات أو لأسباب سياسية".
وأضاف أنّ "مشاكل أوروبا ليست فقط نتيجة للحرب"، لكنّه قال إنّ "الصراع أدّى إلى تسريع تحديات الطاقة في القارة".
قال الوزير إنه "مرّت فترة طويلة جداً كانت فيها السياسات الأوروبية غير واقعية"، مشيراً إلى "تحوّل مفرط في الطاقة قلّل من أهمية الوقود الأحفوري، مع الاعتماد بشكل كبير على مصادر الطاقة المتجددة".
وبرزت قطر كمصدر بديل مهم للغاز الطبيعي لأوروبا مؤخراً، كما جرى توقيع اتفاقيات لتصدير مليوني طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً إلى ألمانيا لمدة 15 عاماً على الأقل اعتباراً من عام 2026.
بالمقابل، تقيم قطر علاقات جيدة مع روسيا، ويمتلك صندوق الثروة السيادي "جهاز قطر للاستثمار" البالغة قيمته 300 مليار دولار، ما يقرب من 19٪ من شركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت"، ويخطط لمواصلة الاستثمار في البلاد.