صديق الشهيد سليماني المقرّب يكشف للميادين تفاصيل تُروى للمرة الأولى

الميادين تجري حواراً مع صديق الشهيد سليماني المقرّب، فماذا قال بعد 3 سنوات على الرحيل؟
  • صور تجمع الشهيد سليماني بصديقه المقرب محمود خالقي

3 أعوام مرّت على حادثة اغتيال القائدين الشهيدين قاسم سليماني، وأبي مهدي المهندس، وفي هذه المناسبة، أجرت الميادين حواراً مع صديقه المقرّب محمود خالقي. فماذا قال عن الشهيد القائد؟ عن وصيّته وشهادته؟ وكيف قضى آخر أيامه معه قبل الرحيل؟

خبر الاستشهاد

"شعرت بأنّ العالم قد انهار فوق رأسي"، بهذه العبارة يصف محمود خالقي الصديق المقرّب للشهيد قاسم سليماني، خبر استشهاد الأخير. ويضيف أنّ خبر الاستشهاد جاءه عبر رسالة من أحد الأصدقاء، فتوجّه بعد ذلك إلى منزل سليماني في طهران، لمتابعة الأمور من هناك.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

 وعن بداية صداقتهما، يقول خالقي، إنّ صداقته بالشهيد القائد، تعود إلى عام 1985. وتعززت صداقتهما عام 1992 خلال زيارتهما لأداء فريضة الحج، مضيفاً أنّه في 18 من ذي الحجة الذي يتصادف مع مناسبة عيد الغدير، وفي المسجد الحرام وأمام الكعبة المشرفة، "عقدنا عقد الأخوة، وتعاهدنا أن نلتقي دوماً في هذه الدنيا".

وفي صفات الشهيد القائد، يقول خالقي، إنّ الفريق قاسم سليماني كان "إنساناً شديد المحبة والعطف، وكان خير صديق ورفيق". ويضيف أنّه كان يهتم بأدق تفاصيل حياته الشخصية ويسدي له النصيحة الصادقة ويقدم له العون. 

أمّا عن خصاله، فيقول خالقي، إنّ الشهيد سليماني كان يوصف بصدقه وإخلاصه وتضحيته وشجاعته وأخلاقه الحسنة والاهتمام بمشاكل الناس وهمومهم.

وعن رحلته في فترة الدفاع المقدس، يقول خالقي إنّ "الحاج قاسم كان يشعر بالتعب الجسدي، وكان أيضاً يعاني الصداع ولديه مشكلات في الرئتين بسبب الجهاد".

ويضيف أنّه في بعض الأحيان حينما كانت تزدحم عليه الأعمال والمسؤوليات، كان جسمه يعجز عن مرافقته. لكن من الناحية النفسية والروحية، يصفه رفيقه بالشخص القوي والعصامي.

بماذا أوصى الشهيد سليماني؟

يقول خالقي، إنّه في مطلع تسعينيات القرن الماضي، تحدّث إليه الشهيد سليماني للمرة الأولى عن تكفينه ودفنه عندما كانا يزوران جنة (مقبرة) شهداء مدينة كرمان، مشيراً إلى أنّ "الشهيد سليماني كان يجلس في المكان الذي دفن فيه حالياً، أي إلى جانب مرقد الشهيد القائد حسين يوسف سيف إلهي".

ويضيف أنّه يومذاك قال له: "إذا مُتّ أو استشهدت فليكن هذا المكان محل دفني، أي بجانب قبر الشهيد سيف إلهي". ويتابع أنّه في أكثر من مرّة كان الشهيد القائد يوصيه بتكفينه ودفنه عند استشهاده. ويشير إلى أنّ الشهيد سليماني وصّاه أيضاً بوضع الخاتم الذي صلى به داخل قبره، إضافة إلى قطعة قماش وقّع عليها مراجع الدين والعلماء، التي تشهد بحسن سيرته، وفق قوله.

"جسد بلا رأس"

ويشدد خالقي على أنّه في الظاهر كان الجميع يظن أنّ جسد الشهيد كان كاملاً، "لأنّه لم يكن هناك فرصة لفتح الكفن بصورة كاملة ولم تكن هناك ضرورة لذلك، فإننا لم نقم بذلك".

ويضيف أنّ جسد الشهيد سليماني كان بلا رأس، فقد "شاء الله أن أقوم بذلك للمرّة الثانية، أي بعد عام 1986، أي بعد نحو 32 عاماً من مواراتي أخي الشهيد محمد في الثرى وكان جسده الطاهر بلا رأس، قمت بدفن الحاج قاسم بالهيئة نفسها أيضاً".

شهادته كما أرادها

ويقول خالقي إنّ "الحاج قاسم كان يتمنى الشهادة، فقد كان يطلب إلى كل شخص يلتقيه أن يدعو له بالشهادة، وقد نال مبتغاه". 

ويتابع أنّ "شهادته كانت بأفضل شكل، وفي الحالة التي لم تخطر في بال أحد من البشر، إذ اجتمعت فيها جميع الصفات الحسنة من حيث استشهاده في ليلة الجمعة، وعلى أرض العراق، وبمرافقة أبي مهدي المهندس ورفاقه الأبرار، والحالة التي استشهد بها، ناهيك عن التشييع المهيب الذي أقيم له".

ويضيف خالقي أنّه في يوم من الأيام، قال له سليماني إنّه "يتمنى الاستشهاد، ولكن ليس على يد إنسان شرير يطلق عليه مثلاً رصاصةً من الخلف ويرديه شهيداً، بل يريدها كشهادة  السيد محمد باقر الحكيم بحيث لا يبقى من جسده شيء".

قبيل 4 ليال من استشهاده

وقبيل 4 ليال من استشهاده، يروي خالقي للميادين كيف جاء الشهيد سليماني إلى مدينة قم، وكيف قضيا ساعات في حرم السيدة فاطمة المعصومة بالصلاة والدعاء. ويضيف أنّه أصرّ على مرافقة سليماني إلى طهران، وعندما افترقا من أمام منزله في طهران، استشهد بعد نحو 100 ساعة تقريباً.

وعن الحديث الذي دار بينهما، قال: "كان حديثاً اعتيادياً حول البحوث المعرفية والأخلاقية، وعن بعض الشؤون السياسية الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى المواضيع العائلية والأمور الشخصية".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وفي ختام حديثه للميادين، لفت خالقي إلى أنّ الشهيد سليماني كان ينظر إلى جميع البشر على أساس المساواة من دون أيّ تفرقة، مؤكداً أن سليماني لو كان موجوداً اليوم كان سيفدي بروحه الجميع من دون استثناء، فمحبته لم تكن حصراً بالمتدينين وبإيران وحسب، بل بجميع الشعوب الأخرى، داعياً إلى تحريره من الانتماءات السياسية والحزبية والمذهبية، والتعرف إلى هذه الشخصية الشمولية، التي ضحّت بنفسها من أجل الجميع.

اقرأ أيضاً: السيد خامنئي: الشهيد سليماني بثّ روحاً جديدة في جبهة المقاومة

المصدر: الميادين