صربيا: الرئيس يأمر قائد الجيش بالتوجه إلى الحدود مع كوسوفو
أمر الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، قائد جيشه بالتوجه ليل الأحد إلى الحدود مع كوسوفو، وفق ما أعلن الجنرال ميلان مويسيلوفيتش نفسه، مع تفاقم التوتر بين البلدين مؤخراً على خلفية منع العبور عند نقاط حدودية.
وقال قائد الجيش الصربي في مقابلة مع قناة "بينك تي في" المحلية الأحد إن "الوضع هناك صعب ومعقد"، مضيفاً: "هذا يتطلب في الفترة المقبلة وجود الجيش الصربي على طول الخط الإداري".
وأشار قائد الجيش الى أنه في طريقه إلى راسكا، وهي بلدة تبعد نحو 10 كيلومترات عن الحدود مع كوسوفو، في أعقاب اجتماعه مع فوتشيتش في بلغراد، مؤكداً أن "المهام التي أوكلت إلى الجيش الصربي. دقيقة وواضحة وسيتم تنفيذها بالكامل".
Kosovo: Escalation in Kosovo: Head of the General Staff of Serbia went to the troops in the town of Raska near the border. ▪️"Spetsnaz" of Albanian militants fired on the Serbs at the barricades near the village of Zubin Potok....26-12-2022 pic.twitter.com/lYedzrkdFg
— Rowan Van Dijk (@Lastkombo) December 26, 2022
وحذّرت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش من أنّ الوضع في كوسوفو "على حافة نزاع مسلّح"، بينما يقيم الصرب حواجز داخل الإقليم.
وفي 10 كانون الأول/ديسمبر، بدأ الصرب المحليون في الجزء الشمالي من كوسوفو في إقامة حواجز، احتجاجاً على اعتقال ديان بانتيك، ضابط شرطة سابق في كوسوفو، بشبهة "الإرهاب".
وأفادت شرطة كوسوفو ووسائل إعلام محلية، في 11 كانون الأوّل/ديسمبر، بوقوع انفجارات وإطلاق نار وإقامة حواجز على الطرق ليلاً شمالي البلاد، ما تسبب بإصابة بعض الأشخاص. وذكرت وكالة "رويترز" أنّ شرطة كوسوفو تبادلت النيران مع صرب محليين يغلقون الطرق.
كذلك، استُهدفت شرطة الاتحاد الأوروبي المنتشرة في المنطقة كجزء من بعثة "إيوليكس" بقنبلة صوتية.
اقرأ أيضاً: "الناتو" يلوّح بإرسال المزيد من القوات إلى كوسوفو إذا تجدد التوتر مع الصرب
وعزّزت قوة حفظ السلام في كوسوفو بقيادة "حلف شمال الأطلسي" (كفور) وجودها في الشمال، حيث أرسلت قوات ودوريات إضافية، حسبما أفاد قائد القوة الجنرال الإيطالي أنجيلو ميشيل ريستوتشيا الجمعة في بيان أصدره الناتو.
وأكد أنّ "كفور" لديها "جميع القدرات، بما في ذلك من حيث الموظفين، لضمان بيئة سالمة وآمنة وحرية التنقل لجميع الجماعات، في كلّ مكان في كوسوفو".
من جهتها، طلبت صربيا من "كفور" السماح لها بنشر جنود وعناصر شرطة تابعين لها شمالي كوسوفو، من دون تلقّي ردّ حتى الآن، وذلك بالرغم من تشكيك الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بقبول هذا الطلب، الذي يعدّ مشروعاً بموجب اتفاق السلام الموقع.
ورفضت رئيسة كوسوفو، فيوزا عثماني، هذا الاقتراح، قائلةً إنّ "فوتشيتش يعلم جيداً بأنّ وجود الجيش الصربي في كوسوفو انتهى عام 1999".
اقرأ أيضاً: رئيس صربيا: واشنطن وبريشتينا لا تحترمان أي اتفاق بشأن كوسوفو
التصعيد الأخير
وطالب وزير الخارجية الصربي إيفيكا داتشيتش، الدول الأوروبية غير المعترفة بكوسوفو، برفض طلب عضوية الأخيرة لدى الاتحاد الأوروبي، بينما صرح مصدر مطلع في بروكسل، أنّ عملية انضمام كوسوفو إلى الاتحاد الأوروبي ستكون "طويلة ومعقدة"، لافتاً إلى أنّ "5 دول أعضاء في الاتحاد لا تعترف باستقلالها".
ووقعت سلطات كوسوفو على طلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الشهر الجاري، وذلك وسط نزاع طويل الأمد مع جمهورية صربيا، التي لا تعترف بانفصال الإقليم.
وتصاعدت التوترات بين الحكومتين، بعد أن أعلنت حكومة كوسوفو، بقيادة رئيس الوزراء، ألبين كورتي، في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، أنّ وثائق الهوية الصربية ولوحات ترخيص المركبات لم تعد صالحة في إقليم كوسوفو، ويجب استخراج وثائق من خلالها، وإلّا فإنها ستفرض غرامات على المخالفين بداية من 1 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وردّ الصرب في كوسوفو بغضب على التغييرات المقترحة، بينما تبلغ الغرامة 150 يورو، ومن المقرر أن تستمر هذه الفترة الانتقالية حتى 21 نيسان/أبريل المقبل، وبعد ذلك ستبدأ شرطة كوسوفو مصادرة المركبات التي تحمل لوحات تسجيل صربية.
وبعد 14 عاماً على إعلان كوسوفو، ذات الأغلبية الألبانية، استقلالها عن صربيا، ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شماليها، ويستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية، رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.
كذلك، تصاعد التوتر بشكل كبير في شمال كوسوفو، حيث يعيش أكثر من ثلث صرب كوسوفو البالغ عددهم 120 ألفاً، عندما أعلنت بريشتينا عزمها إجراء انتخابات في البلديات ذات الأغلبية الصربية.
وأعلن أكبر حزب صربي أنه سيقاطع الاقتراع، وأرجأت سلطات كوسوفو الانتخابات إلى نيسان/أبريل المقبل.