الإعلام الفرنسي يفضح إمبراطورية فساد الملياردير الإسرائيلي باتريك دراحي

مجموعة من المقرصنين الروس تنشر مئات الآلاف من الوثائق عبر الإنترنت عن "إمبراطورية" باتريك دراحي، وهو ملياردير يملك شركة الإتصالات الفرنسية "SFR" ومحطة "BFM".
  • الملياردير الفرنسي باتريك دراحي 

نشرت مجموعة من المقرصنين الروس مئات الآلاف من الوثائق عبر الإنترنت عن "إمبراطورية" باتريك دراحي، وهو ملياردير يملك شركة الإتصالات الفرنسية "SFR" ومحطة "BFM".

تتعاون مواقع "Reflets" و"Blast" و"StreetPress" لاستكشاف هذه التسريبات، والتحقيق فيها تحت عنوان " دراحي ليكس". وفي تقديمها للتحقيقات بيّنت المواقع المذكورة أنّ "دراحي رجل قوي، ويمتلك العديد من شركات الاتصالات حول العالم: SFR الفرنسية، وHot in Israel، وPortugal Telecom، وAltice USA". 

وأشارت المواقع إلى أنّ "رجل الأعمال قطب إعلامي أيضاً، ومساهم رئيسي في BFM، وRMC (التلفزيون والراديو)، وI24News،temps L'Express، وLibération"، معقبةً بأنّ "دراحي نوع الرجل الذي لا تفضل العبث معه، ووسائل الإعلام المستقلة لها تجربة مريرة معه".

في آب/أغسطس، قامت مجموعة القراصنة الروسية "Hive" بتحميل مئات الآلاف من الوثائق المخترقة لامبراطورية باتريك دراحي المترامية الأطراف "Altice" في زاوية مخفية من الإنترنت بعد أن فشلت في ابتزازه.

وكان موقع "Reflets.info" أوّل من غاص في هذه الثروة من المعلومات. وفي أوائل أيلول/سبتمبر، نشر سلسلة من التحقيقات تحت إسم "دراحي ليكس"، عقبها رد فوري ووحشي من رجل الأعمال.

محامو دراحي هاجموا وسائل الإعلام متذرعين بسريّة الأعمال من أجل الالتفاف على قانون الصحافة، الذي تم وضعه في عهد الرئيس إيمانويل ماكرون لحماية الأسرار الصغيرة للشركات متعدّدة الجنسيّات والأثرياء.

وبناءً على هذا النص، ستفرض المحكمة التجارية، التي صادرتها شركة دراحي "Altice"، رقابة وقائية على موقع "Reflets.info"، وبهذا لم يعد لوسائل الإعلام، من الناحية النظرية، الحق في التحقيق في أكبر الثروات الفرنسية.

إلاّ أنّ الصحافيين يرفضون الاستسلام للرقابة. استأنفوا القرار، ودخلوا في معركة قد تستمر لسنوات. والآن لم يعودوا وحدهم إذ انضم إليهم "Blast" and "StreetPress"، وهما منفذان مستقلّان آخران. ولعدة أسابيع، ظل الصحافيون يتصفحون مئات الآلاف من صفحات التسريبات.

وقالت المواقع الإخبارية، في بيانها منذ يومين: "ننشر بالاشتراك الكشف الأول، تسليط الضوء بشكل غير مسبوق على المطابخ الخلفية الرمادية لإمبراطورية دراحي: تهرب ضريبي شديد العدوانية، مكافآت هزيلة، شبكات النفوذ والمحسوبية".

وتابعت المواقع: "ابتداءً من الساعة 9 صباحاً سنضع استطلاعاً جديداً على الإنترنت كل ساعة. نحن لا نبحث عن فضيحة بل عن معلومات،  لقد تركنا جانباً أي إفصاح عن الحياة الخاصة لعائلة الملياردير".

ولفتت إلى أنّ "دراحي شخصية عامة تمتلك وسائل الإعلام، وتؤثر بطريقة قوية على حياة الفرنسيين الذين يعيشون إلى حد كبير على القروض والمال العام"، مؤكدةً: "نحن لسنا فوق القانون، ونطاق احتمالات المقاضاة ضدنا واسع جداً بالنسبة لقطب وسائل الإعلام، لكن لا يمكننا قبول فعل الرقابة الذي يتمثّل في التذرع بسرية العمل لمنعنا من الكتابة".

ورأت أنّ "عدم مقاومة هذا الإملاء من شأنه أن يترك الحق في الإبلاغ يموت أكثر".

وكان الملياردير اليهـودي باتريك دراحي، الذي يحمل يحمل الجنسية "الإسرائيلية" بالإضافة إلى ثلاث نسيات أخرى؛ المغربية، الفرنسية والبرتغالية، بنى إمبراطورية ضخمة من شركات الاتصالات والإعلام والمزادات عبر مختلف الدول والقارات.

لكنّه بنى ثروته بالطرق الملتوية والتحايل الضريبي عبر اللوبيات اليهـودية المسيطرة على البنوك والإعلام ورجال السياسة النافذين في مراكز الحكم، وتحويل هبات وتبرعات نحو الكيان الصهيوني لضرب عصفورين بحجر واحد؛ دعم الكيان اليهودي من جهة، والتهرب الضريبي من جهة أخرى تحت غطاء "العمل الخيري يقابله صفر ضريبة ".
 
وفي 18 آذار/مارس 2015 تم تكريم باتريك دراحي في القدس، بشخصية العام التي تركت بصمتها في "مجتمع إسرائيل"، وتسلم الوسام من يدي صديقه الصهيـوني برنارد هنري ليفي، عرّاب الثورات العربية ومشعل الفتن.

دراحي.. أغنى عاشر رجل في فرنسا

ولد باتريك دراحي في 20 آب/أغسطس عام 1963، في مدينة الدار البيضاء المغربية من عائلة يهودية، كانت تعيش في الجزائر أثناء الاستعمار الفرنسي، وهاجرت من الجزائر إبّان الاستقلال، بعدها هاجرت إلى الكيان الصـهيوني ثم عاد ليبدأ تأسيس إمبراطوريته.

اليوم، يمتلك دراحي "برتغال تيليكوم"، وهي من أكبر شركات الاتصالات في البرتغال. وله أكبر نسبة أسهم في أكبر وأهم شركة اتصالات في فرنسا وأوروبا الشركة الفرنسية للاتصالات "SFR"، بشراكة مع "فيفاندي" العالمية، والقناة الإخبارية الفرنسية (BFM)، وثاني أكبر دار للمزادات في العالم. ويملك القناة الإخبارية الصهـيونية "I24NEWS"، وشركة "HOT" للاتصالات، وهي أكبر شركة في الكيان المحتل في مجال الاتصالات والإنترنت. 

كذلك، لدراحي الكثير من الجمعيات الناشطة تحث غطاء العمل الخيري، وتوظّف هذه الشركات 50 ألف موظف في 10 دول وتقدّر ثروته المعلنة فقط بأكثر من 12 مليار دولار كعاشر أغنى رجل في فرنسا، والـ18 في سويسرا وثاني أغنى رجل في "إسرائيل".
 
دعم دراحي أنشطة الإستيطان والجمعيات اليهودية في العهديد من البلدان:  

 1- في الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال:
 
- تمويل مشروع "SpaceIL" لإرسال فضائية إلى سطح القمر بـ50 مليون دولار، لكنّ السفينة تعطلت قبل لحظات من نزولها على سطح القمر بسبب انقطاع الاتصال في لحظة وتحطّمت هناك. 
 
- مركز دراحي للابتكار في جامعة "أون هرتسليا" (منحة  9 ملايين دولار على مدى 5 سنوات من 2019).
 
- أكاديمية البرمجة في "تل أبيب" - يافا (1.5 مليون على مدى 4 سنوات اعتباراً من عام 2019).
 
- مدرسة ثانوية تحمل اسم والدَي باتريك دراحي في "تل أبيب" (7 ملايين).
 
- نسخة دراحي من "التلمود" (2.3 مليون على مدى 4 سنوات من 2019).
 
- ملاجئ دراحي في "تل أبيب" (1.2 مليون).
 
- المنظمة غير الحكومية "Yozmot Atid" في الرملة، ومبنى "Drahi Tech-Career" في اللد (700 ألف دولار).
 
- مستشفى باسم زوجته لطب الأطفال في أشدود (4 ملايين دولار أميركي 2016 و2018)، وقسم للتوليد (9 ملايين دولار)، بالإضافة إلى مشاريع بين 2023 و2030.
  
2 - التبرعات في سويسرا حصراً للجالية اليهـودية عبر:
 
- 5000 فرنك لجيش الاحتلال
 
- 20000 فرنك لجوقة حاخام جنيف، ومثلها للين "cicad"
 
- ما يزيد عن 20000 فرنك للجالية اليهودية في جنيف
 
- 1.8 مليون فرنك سويسري على مدى 5 سنوات لمشروع "Mooc"، من مشروع "Blue Brain" التابع لشركة "Henry Markram".
 
 3- تمويل مشروع التعليم الرابع الموجه للبحر المتوسط
 
رغم أنّ الإسم يوحي بدعم التعليم في دول البحر المتوسط، لكنّ الواقع هو دعم نافذة شخصيات تربطهم علاقات مباشرة بين المتوسط ودول خليجية وأفريقية من جهة، ومجتمع الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، وتحسين صورة الكيان المحتل.

وأوكل دراحي إدارة مشروع التعليم الرابع الرجل المقرّب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتعهّد بتمويل 200 شخصية مرشحة لقيادة المشاريع في مختلف الدول، حيث تم توجيه 200.000 دولار لكل من الأردن والبحرين، و150.000 دولار لتونس ونفس المبلغ لكوت ديفوار والسنغال، و 350.000 دولار لكل من المغرب والإمارات.

المصدر: الميادين نت