طواقم الإسعاف في قطاع الصحة تنضم إلى الإضرابات في بريطانيا وويلز
نفذت طواقم فرق الإسعاف إضراباً في بريطانيا وويلز، اليوم الأربعاء، ما أدّى إلى تصعيد الخلاف على الأجور بين الحكومة ومجموعة من موظفي القطاع العام.
وتسببت سلسلة من الإضرابات في إشاعة شعور بالبؤس في بريطانيا، قبل عيد الميلاد، مع تهديد عمال السكك الحديد وشرطة مراقبة الجوازات أيضاً، بإفساد عطلة الأعياد في ظلّ رفض الحكومة قبول المطالب المتعلقة بزيادة الأجور.
UK ambulance strikes LIVE: 999 calls plummet as army drafted in as Health Secretary blames unions https://t.co/G4VJmyxsRq pic.twitter.com/1S3stZcp8F
— #BringBackOurGirls (@AvwensEdesiri) December 21, 2022
ويطالب الموظفون في جميع قطاعات الاقتصاد البريطاني بزيادات في الرواتب في مواجهة التضخم الأعلى منذ عقود مع بلوغه حالياً، نحو 11% والذي يتسبب في أسوأ أزمة غلاء معيشة في تاريخ البلاد.
UK strikes: Hard-Left union barons behind ambulance strikes include £120k-a-year Unison boss https://t.co/QsPZb8JjHs pic.twitter.com/CifDiomx3L
— #BringBackOurGirls (@AvwensEdesiri) December 21, 2022
وتبادلت الحكومة والنقابات اللوم حول الخسائر المحتملة في الأرواح نتيجة الإضرابات، فيما حذّر مسؤولون في قطاع الرعاية الصحية من إجهاد نظام يعاني بالفعل من أزمة.
هذا وأضرب الآلاف من أعضاء الجمعية الملكية للتمريض (RCN) في بريطانيا وويلز وإيرلندا الشمالية، أمس الثلاثاء، بعد خمسة أيام فقط من إضرابهم الأول في خلال 106 أعوام من تاريخ الجمعية.
واتهم وزير الصحة، ستيف باركلي، في مقال له في صحيفة "دايلي تلغراف" النقابات باتخاذ "قرار واعٍ" بالتسبب بالأذى للمرضى.
في المقابل، ردّت رايتشيل هاريسون، السكرتيرة الوطنية للاتحاد العام للنقابات (جي إم بي GMB union) لتصف تعليقات الوزير بأنها "مهينة". وقالت إنّ "عمال الإسعاف غاضبون من مثل هذه المحاولة الفظة والمهينة لتحويل الانتباه عن الفوضى الحكومية المستمرة في الخدمة الصحية الوطنية NHS".
Thousands of UK ambulance staff strike as public urged to avoid risks https://t.co/v0dv6Gy3G8
— Abiola Obayomi 🇳🇬 (@AbiolaObayomi) December 21, 2022
وهددت النقابات التي تمثل كلًا من ممرضات الخدمة الصحية الوطنية، وطواقم الإسعاف بـ"تنفيذ مزيد من الإضرابات في العام الجديد إذا أصرت الحكومة على موقفها".
وتوقف موظفو سيارات الإسعاف في الخدمة التي تديرها الدولة، بمن فيهم طواقم الإسعاف ومسؤولو الاتصالات عن العمل، اليوم الأربعاء، فيا تجمع نحو 40 موظفاً معتصمين خارج مركز خدمة إسعاف وست ميدلاندز في لونغفورد في وسط بريطانياخلف لافتة كتب عليها "الخدمة الوطنية الصحية تحت الحصار".
كذلك عبر سائقو سيارات الإسعاف عن تأييدهم عبر إطلاق العنان لأبواقهم، وقال ممثل نقابة يونايت Unite ستيف تومسون، إنّ الهدف من الإضراب هو "محاولة الاحتفاظ بالخدمات وتحسينها، بالإضافة إلى تحسين الأجور".
Thousands of UK ambulance staff strike as public urged to avoid risks https://t.co/QmNPCFqVsD
— news (@Dfo70News) December 21, 2022
وقبل ايام واجه العديد من البريطانيين صعوبات في الوصول إلى مراكز عملهم، مع بدء اليوم الأول لإضراب سكك الحديد. وذكر الاتحاد الوطني لعمال السكك الحديد والبحرية والنقل (آر إم تي) أنّ "40 ألفاً من أعضائه العاملين في شبكة سكك الحديد، و14 شركة قطارات شاركوا في التحرك".
في المقابل، تصرّ الحكومة تصر على أنها "لا يمكن أن تلتزم بأكثر من زيادات متواضعة لعمال القطاع العام أوصت بها هيئات مستقلة لمراجعة الأجور".
وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك إنّ "أفضل طريقة لمساعدتهم ومساعدة أي شخص آخر في البلاد هو أن نكون صارمين ونخفض التضخم في أسرع وقت ممكن".
وانتقدت الجمعية الملكية للتمريض موقف الحكومة واتهمت وزير الصحة ستيف باركلي بتبني أسلوب تفاوض "متعنت" خلال الاجتماعات الأخيرة، محذّرةً من أنّ "الممرضين سينفذون إضراباً أوسع الشهر المقبل، إذا استمرت الحكومة "في عدم الاكتراث لمطالب طواقم التمريض".
وأظهر استطلاع لشركة يوغوف YouGov نُشر، أمس الثلاثاء، أنّ ثلثي البريطانيين يدعمون الممرضين المضربين، وأنّ الدعم يصل بالمثل إلى 63% لطواقم سيارات الإسعاف.
اقرأ أيضاً: الإضرابات في المملكة المتحدة تهدد مختلف القطاعات الاقتصادية
وأدّت مساعدات الحكومة البريطانية المخصصة للطاقة، وغلاء المعيشة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، إلى ارتفاع حجم اقتراضها إلى 22 مليار جنيه استرليني، بزيادة قدرها 13,9 ملياراً عمّا كان قبل عام، وفق ما أعلن المكتب الوطني للإحصاءات، اليوم الأربعاء.
وبلغت فوائد الدين الحكومي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، 7,3 مليارات جنيه تعكس في 60%، منها تأثير التضخم.
وقبل يومين، أعلنت الحكومة البريطانية أنه سيتم تعبئة 1200 عسكري ليحلوا مكان المسعفين وعناصر شرطة الحدود المضربين، قبل أسبوع جديد تتخلله إضرابات عديدة.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أنه يخطط لفرض قوانين لـ"مكافحة الإضرابات"، في المملكة التي تشهد موجة إضرابات واسعة احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وللمطالبة بزيادة الأجور.
اقرأ أيضاً: "لوموند": القادم أصعب.. اقتصاد بريطانيا ينزلق إلى الركود
وتدفع ارتفاع أسعار الطاقة خصوصاً بسبب الحرب في أوكرانيا التضخم إلى ذروته في المملكة المتحدة، مقترباً من 11 بالمئة، ما يؤدي إلى أزمة حادة في كلفة المعيشة.