بوتين في مينسك.. مخاوف أوكرانية من دخول بيلاروسيا الحرب مع روسيا

بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمر بوتين إلى بيلاروسيا، وزارة الدفاع الروسية تعلن عن تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين تحاكي حرب شوارع وتطهير مبان من قوات معادية، بالتزامن مع تحذيرات من دخول مينسك الحرب.
  • القوات الروسية تشارك في مناورة عسكرية مشتركة مع جيش بيلاروسيا

أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدريبات مشتركة للجيشين الروسي والبيلاروسي في منطقة بريست البيلاروسية المحاذية للحدود البولندية.

وأشارت الوزارة إلى أنّ هذه التدريبات تحاكي حرب شوارع وتطهير مبان من قواتٍ معادية، وتجري في إطار مجموعة القوات الاقليمية الروسية البيلاروسية التي تشكلت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو ما أثار مخاوف من أن بيلاروسيا على وشك الدخول في المعركة.

كما أوضحت الوزارة أنّ  القوات الاقليمية تضم من الجانب الروسي وحده نحو 9000 عسكري. 

وكانت سلسلة من التدريبات العسكرية السابقة التي أجريت بين البلدين خلال الشهر الماضي، قد أثارت ذات المخاوف، والحذر من تخضر ميسنك للدخول في المعركة.

وقبل ساعات من زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ميسنك، أعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية الانتهاء من أحدث التدريبات العسكرية المفاجئة، التي أمر بها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو للتحقق من "الاستعداد القتالي" لجيش البلاد.

ووفق معهد دراسة الحرب (ISW)، وهو مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة، فإنّ "زيارة بوتين يمكن أن تشير إلى أنهيحاول وضع شروط ... هجوم متجدد ضد أوكرانيا - ربما ضد شمال أوكرانيا أو كييف - في شتاء 2023".

الهدف من زيارة بوتين إلى بيلاروسيا

  • الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره البيلاروسي

وبموازة ذلك، نشرت  صحيفة "برافدا" الروسية تقريراً اعتبر أن الهدف من زيارة بوتين إلى بيلاروسيا، هو التعرف على مدى استعداد وحدات القوات المسلحة الروسية المتمركزة هناك، ما يوحي ببدء العد التنازلي لانطلاق الحملة الشتوية في أوكرانيا.

ومع ذلك أورد التقرير اعتماداً على مصادر إعلامية غربية وروسية أخرى، أن الزيارة تأتي لإقناع "العدو" بقدرة روسيا على مهاجمة أوكرانيا من بيلاروسيا، ومن ثم إجباره على سحب عددٍ كبير من قواته نحو الشمال، لتخفيف الضغط على القوات الروسية المتمركزة في شرق وجنوب أوكرانيا.

كما استند التقرير إلى توقّعات "معهد دراسات الحرب الأميركي"، الذي اعتمد على إعلان وزارة الدفاع الروسية الأسبوع الماضي، أن تدريبات تعبئة الروس في ميدان التدريب في بيلاروسيا مستمرة بلا توقف، وتشمل الدبابات ومركبات المشاة القتالية والقناصة ورماة "آر بي جي 7".

لكن قبل الزيارة، وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، الأخبار عن توجّه بوتين إلى مينسك لإجبار بيلاروسيا على المشاركة في  العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا بالـ "غبية".

ماذا ناقش بوتين مع نظيره البيلاروسي؟

من جهتها، أوضحت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أنّ بوتين ناقش إقامة تعاون عسكري أوثق مع نظيره لوكاشينكو خلال الزيارة، مع تزايد المخاوف في كييف من أن موسكو تدفع أقرب حليف لها للانضمام إلى هجوم بري جديد ضد أوكرانيا.

وفي حديثهما في مؤتمر صحفي مشترك في مينسك في وقت متأخر من يوم الاثنين، قال الرئيسان إنهما اتفقا على مواصلة سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة التي أثارت القلق في أوكرانيا.

بدوره، وصف الرئيس البيلاروسي روسيا بأنها "أقرب حليف له وشريك استراتيجي"، مشدداً على أنّ بلاده لا تستطيع حماية "استقلالها وحدها".

وكان لوكاشينكو قد سمح في السابق للكرملين باستخدام بلاده كمنصة لإرسال عشرات الآلاف من القوات الروسية إلى أوكرانيا، في حين أقلعت الطائرات الحربية الروسية من القواعد البيلاروسية.

اقرأ أيضاً: روسيا وبيلاروسيا تتفقان على تعديل "اتفاقية 1997" للأمن المشترك

وجهة النظر الأوكرانية من الزيارة

  •  زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة لجميع السيناريوهات

بعد اللقاء بساعات، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنّ أوكرانيا مستعدة "لجميع السيناريوهات الدفاعية المحتملة" ضد موسكو وحليفتها بيلاروسيا.

كما حث زيلينسكي، القادة الغربيين على تزويد بلاده بمجموعة واسعة من أنظمة الأسلحة لإنهاء "العدوان الروسي".

ويعتزم زيلينسكي زيارة واشنطن، لحضور لقاء محتمل مع الرئيس الأميركي جو بايدن وإلقاء كلمة أمام الكونغرس، في أول رحلة له إلى الخارج منذ العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

ووفق مسؤولٍ رفيع في الإدارة الأميركية، قال في إفادةٍ صحافية عبر الهاتف، إنّ "هذه الزيارة ستؤكد التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه أوكرانيا"

 الأقمار الصناعية فوق بلاروسيا

بالتزامن، كشفت صحيفة "فورين بولسي" أنّ صور الأقمار الصناعية الأخيرة فوق بيلاروسيا أظهرت طرق غابات منحوتة حديثاً وحركة تدفق بطيء للمعدات العسكرية إلى الحدود الشمالية لأوكرانيا، واعتبرها العديد من الخبراء علامة على أن بيلاروسيا يمكن أن تكون الجبهة التالية في الحرب الروسية الأوكرانية.

ووفق الصحيفة فإنّ "وصول معدات جديدة، إلى جانب عملية مكافحة الإرهاب الأخيرة والتفتيش المفاجئ للقوات التي نظمها الجيش البيلاروسي، جعل الحكومة الأوكرانية قلقة من إمكانية شن هجوم جديد من الشمال في أوائل العام المقبل".

وأوضحت الصحيفة أنه "كان هناك زيادة في القطارات التي تنقل الجنود والمعدات من الحدود الروسية إلى بلدة بريست في جنوب غرب بيلاروسيا بالقرب من الحدود مع بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي".

وتتباين تقديرات عدد القوات الموجودة حالياً على الحدود بشكل كبير، لكن مصادر أمنية أوكرانية قالت للصحيفة إنّها "تستعد لأكثر من 30 ألف جندي، بما في ذلك تعزيزات روسية".

من ناحية أخرى، أفاد تقرير استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية في تشرين الثاني/نوفمبر أنّ طائرتين اعتراضيتين من طراز "MiG-31K Foxhound" كانتا على الأرجح متوقفتين في مطار ماتشوليشي، في جنوب مينسك.

ووفق التقرير "تم الإبلاغ عن مشاهدات في المنطقة لصندوق ضخم يعتقد أنه يحمل الصاروخ الباليستي الجوي الروسي "Kinzhal"، جوهرة التاج لترسانة "MiG-31K".

وتعتقد وزارة الدفاع البريطانية أن إظهارها هو جزء من عملية إعلامية تعلن عن "زيادة مشاركة بيلاروسيا في الحرب".

اقرأ أيضاً: بيلاروسيا: حشد "الناتو" في الجناح الشرقي تطوير لمسرح عمليات محتمل 

 

المصدر: الميادين نت + وكالات