مؤتمر "بغداد-2".. تأكيد لأهمية تعزيز قواعد التعاون والشراكة
أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، أنّ مكافحة الفساد "أولوية"، وأشار إلى أن ضرورة البدء بها من أعلى المستويات.
وأضاف السوداني، في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في دورته الثانية الذي استضافه الأردن، أنّ "العراق منفتح أكثر على بناء شراكات إقليمية ودولية مبنية على المصالح المشتركة".
ولفت السوداني إلى أنَّ فكرةَ تأسيسِ مؤتمر بغداد تنطلق من رغبة العراق في "إرساء وتعزيز قواعد التعاون والشراكة مع دول الجوار والصديقة".
وقال: "نجتمعُ اليوم في عمّان والأمل يحدونا بالمضيّ نحو تعزيز مسيرة العلاقات بين دولنا في مختلفِ المجالات، وتطوير وتيرتها بالشكل الذي يُسهم في إرساء قواعد الاستقرار والتنمية في المنطقة، ويفتحُ المجال واسعاً أمام سبل الحوار والنقاش لتبادل الآراء وتعميق المفاهيم".
وأكد السوداني أنّ حكومته تتبنّى نهجاً منفتحاً يهدف إلى بناء شراكات إقليمية ودولية مبنيّة على المصالح المشتركة، بما في ذلك "إنشاء المشروعات الإستراتيجية التكاملية لربط العراق مع محيطه الإقليمي".
ولفت إلى ضرورة التركيز على قطاع الخدمات وتطويره باعتباره أحد أهمِّ "محركات الاقتصاد في المنطقة، إضافة إلى مُعالجة المشكلات التي تعانيها كالبطالة، من خلال تنمية القطاع الخاص المنتِج وتحسين ظروف العملِ فيه، وتوفير الضمانات للعاملين".
وعلى الصعيد الداخلي، أوضح السوداني أن "مكافحةَ الفساد المالي والإداري هي في صلبِ الأولويات، والبدء في حملة مكافحة الفساد، بدءاً من أعلى المستويات"، مطالباً الدول الشقيقة والصديقة "المساعدة في استرداد أموال العراق المنهوبة والمهربة وتسليم المطلوبين الذين يتخذون من هذه الدول محلَّ إقامةٍ لهم".
السوداني لفت أيضاً إلى أنّ "الحكومة تعمل بجدٍّ لتحسين البيئة الاستثمارية في العراق، من حيث التشريعات والإجراءات والضمانات، لتمكين المستثمرين من دخول الأسواق والإفادة من الفرص الكبيرة فيها".
وبين السوداني أنّ العراق يواجه تهديداً وجودياً بسببِ شُحِّ المياه، وأنّ السلطة عازمة على العمل الجادّ مع جيرانها في الجمهورية التركية والجمهوريةِ الإسلامية الإيرانية لضمان الأمن المائي.
وشدد على حصول العراق على "حصصه المائية وفقَ الاتفاقيات والقوانين الدولية"، مؤكداً بدء "الخطوات العملية لتعزيز استخدام أنظمة الري الحديثة ووقف هدر المياهِ في الخزنِ والزراعة".
الرئيس المصري يرفض أي تدخل في شؤون العراق الداخلية
أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فأكد اليوم، المضي قُدماً في الشراكة الاقتصادية مع الأردن والعراق والعمل لإنجاح هذه الشراكة.
وأضاف أنّ "انعقاد مؤتمر بغداد-2 دلالة على الرغبة الصادقة في الانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة من أجل أمن العراق والمنطقة".
فيما رفض أي تدخل في شؤون العراق الداخلية، مثمّناً التضحيات التي قدمها الشعب العراقي في مواجهة التطرف والإرهاب.
ماكرون يؤكد حرص فرنسا على استقرار المنطقة
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إنّ "الأردن يؤدي دوراً محورياً في دعم الحوار وتعزيز الدبلوماسية في المنطقة".
وأضاف: "المنطقة تتحول إلى مركز ثقل دبلوماسي، وأنّها تُعزز دورها في الاستقرار العالمي".
وأكد الرئيس الفرنسي تجديد الالتزام في "مصلحة العراق وأمنه واستقراره واحترام سيادته"، معتبراً أنّ "هذه مهمة السلطات العراقية ولكن ليس وحدها".
ولفت إلى أنّ العراق اليوم هو "مسرح لتأثيرات وانتهاكات وزعزعة استقرار تؤثر في المنطقة وبالتالي يجب أن نعقد هذا المؤتمر بهذه التشكيلة وأن تجتمع حول الطاولة كل الدول والأمم التي يمكنها أن تساهم في تعزيز سيادة العراق وأمن واستقرار المنطقة تالياً. هذه المنطقة هي في قلب تاريخ البشرية".
وفي وقت سابق اليوم، انطلقت في الأردن أعمال الدورة الثانية من مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، بدعوة من الملك الأردني عبد الله الثاني، وبالتنسيق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وبحضورهما.
ويأتي انطلاق المؤتمر في الأردن بناءً على قرار صدر عن المؤتمر الأول الذي عُقد في شهر آب/أغسطس 2021 في بغداد، تأكيداً لدعم العراق وسيادته وأمنه واستقراره، ولتطوير آليات التعاون معه.