قوة "الناتو" في كوسوفو تعزز انتشارها عند حدود صربيا وسط احتجاجات غاضبة
عزّزت قوة كوسوفو التي يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، اليوم الأحد، من انتشارها الأمني عند معبر "خارينجي" الحدودي المغلق بين صربيا وكوسوفو، بسبب تجمع حاشد للصرب على الجانب الآخر.
وتجمع بضع مئات من الأشخاص الذين كانوا يرفعون الأعلام بالقرب من نقطة التفتيش المعطلة في بلدة راسكا الحدودية الصربية في تمام الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (12:00 بتوقيت غرينتش).
وجاءت الحشود بتشجيع من مجموعات صربية التي وجّهت دعوةً عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى مشاركين من صربيا والجبل الأسود وجمهورية صربسكا في البوسنة والهرسك للتجمع، ورفعوا شعار "لن تكون هناك حدود أبداً، كوسوفو هي صربيا".
وبحسب موقع كوسوفو الإخباري، عززت قوة كوسوفو وجودها في المنطقة ليلة الأحد. وقال السكان لبوابة الأخبار إنّهم "لاحظوا أكثر من 15 سيارة هامر وشاحنات عدة تابعة لقوة كوسفو على الطرق الالتفافية الريفية الليلة".
وأقامت قوة كوسوفو سياجاً من الأسلاك الشائكة واستخدمت سيارات الدفع الرباعي لإغلاق الطريق على بعد بضع عشرات من الأمتار من معبر "جاريني" الحدودي.
وذكرت الشرطة في كوسوفو أنّ نقطتي تفتيش "يارينجى" و"برنجاك" عند المخرج المؤدي إلى وسط صربيا ما زالتا مغلقتين، بزعم أن "الحواجز على الطرق السريعة تعيق حركة المرور والبضائع".
💥💥💥Serbs crossed the front line of the police cordon at the Yarina checkpoint, lighting flares and chanting "Kosovo is the heart of Serbia," local media reported. About 200 people arrived at the border crossing today💥💥💥
— IOSTOCONPUTIN 🇷🇺💪🇷🇺💪🇷🇺💪 (@ilciclistainblu) December 18, 2022
👉https://t.co/7lbnwhdWUP pic.twitter.com/swHokXXP2y
وفي 10 ديسمبر/كانون الأول، بدأ الصرب المحليون في الجزء الشمالي من كوسوفو في إقامة حواجز، احتجاجاً على اعتقال ديان بانتيك، ضابط شرطة سابق في كوسوفو، بشبهة "الإرهاب".
وأفادت شرطة كوسوفو ووسائل إعلام محلية، في 11 كانون الأوّل/ديسمبر، بوقوع انفجارات وإطلاق نار وإقامة حواجز على الطرق ليلاً شمالي البلاد، ما تسبب بإصابة بعض الأشخاص. وذكرت وكالة "رويترز" أنّ شرطة كوسوفو تبادلت النيران مع صرب محليين يغلقون الطرق.
وطلبت صربيا، قبل يومين، إلى القوة الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كوسوفو، منحها الحق في نشر جنود ورجال شرطة صرب في الإقليم، الذي يشهد توتراً جديداً.
وأوضح الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، على الفور، أنه "شبه متأكد" من أنّ هذا الطلب "لن يُقبَل". وتابع الرئيس الصربي أنّ انتشار هؤلاء سيكون "مهماً لحماية السكان الصرب" في كوسوفو، و"سيخفض التوتر بصورة كبيرة".
ورفضت رئيسة كوسوفو، فيوزا عثماني، هذا الاقتراح، قائلةً إنّ "فوتشيتش يعلم جيداً بأنّ وجود الجيش الصربي في كوسوفو انتهى عام 1999".
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يفشل مجدداً في حل الخلاف بين صربيا وكوسوفو
خلفية التصعيد الأخير
وتصاعدت التوترات بين الحكومتين، بعد أن أعلنت حكومة كوسوفو، بقيادة رئيس الوزراء، ألبين كورتي، في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، أنّ وثائق الهوية الصربية ولوحات ترخيص المركبات لم تعد صالحة في إقليم كوسوفو، ويجب استخراج وثائق من خلالها، وإلّا فإنها ستفرض غرامات على المخالفين بداية من 1 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وردّ الصرب في كوسوفو بغضب على التغييرات المقترحة، بينما تبلغ الغرامة 150 يورو، ومن المقرر أن تستمر هذه الفترة الانتقالية حتى 21 نيسان/أبريل المقبل، وبعد ذلك ستبدأ شرطة كوسوفو مصادرة المركبات التي تحمل لوحات تسجيل صربية.
وبعد 14 عاماً على إعلان كوسوفو، ذات الأغلبية الألبانية، استقلالها عن صربيا، ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شماليها، ويستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية، رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.
كذلك، تصاعد التوتر بشكل كبير في شمال كوسوفو، حيث يعيش أكثر من ثلث صرب كوسوفو البالغ عددهم 120 ألفاً، عندما أعلنت بريشتينا عزمها إجراء انتخابات في البلديات ذات الأغلبية الصربية.
وأعلن أكبر حزب صربي أنه سيقاطع الاقتراع، وأرجأت سلطات كوسوفو الانتخابات إلى نيسان/أبريل المقبل.
اقرأ أيضاً: روسيا تدعو كوسوفو إلى وقف الاستفزازات واحترام حقوق الصرب