موسكو: مواقف واشنطن خلال "قمة أفريقيا" فرض فظّ للأجندة الغربية
قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الجمعة، إنّ الولايات المتحدة أظهرت "عدم قدرتها على الحوار المتكافئ والمنافسة النزيهة"، وذلك عقب تصريحاتها المناهضة لروسيا والصين، خلال قمة أميركا - أفريقيا.
وفي بيان نُشر في موقع الخارجية الروسية، أكدت زاخاروفا أنه "مرة أخرى تُظهر واشنطن عدم قدرتها على الحوار المتكافئ والمنافسة النزيهة، وأن التنكّر لالتزامها بخصوص حرية الدول الأفريقية في الاختيار يشهد على ازدواجية المعايير".
وأشارت زاخاروفا إلى أنّ المثال الصارخ على ذلك هو "ما يسمى مشروع قانون مكافحة الأنشطة الخبيثة لروسيا في أفريقيا، والذي ينصّ على اتخاذ عقوبات جماعية ضدّ التعاون مع روسيا".
وأوضحت أنّ "هذا التقييد للحريات السياسية والاقتصادية الأساسية يدل على وجود منافسة غير نزيهة، وعلى وجود فرض فظّ للأجندة الغربية على دول أخرى".
اقرأ أيضاً: "ذا هيل": أفريقيا لا تعدّ واشنطن شريكاً موثوقاً به
وأكّدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن "تضامن روسيا مع الأصدقاء الأفارقة، الذين يتخذون موقفاً مستقلاً على الرغم من الضغوط الهائلة من جانب الغرب، بما في ذلك التهديد بوقف الدعم المالي، وفي الدرجة الأولى في سياق الوضع بشأن أوكرانيا".
وأضافت أن موسكو "تؤيد حق الدول في اختيار شركائها السياسيين والاقتصاديين، على نحو يتوافق مع قيمهم الخاصة وطريق التنمية الحضاري من دون خوف من التعرض للعقاب".
وأكّدت زاخاروفا أنّ "روسيا تطرح تعاوناً نزيهاً ومتبادل المنفعة ومتساوياً، من دون إجراءات عقابية وعقوبات أحادية الجانب، وتدخل في الشؤون الداخلية".
اقرأ أيضاً: القمة الأميركية الأفريقية... مزيد من التنافس غير البريء على القارة السمراء
القمة الأميركية الأفريقية هدفها منافسة الصين وروسيا
وكانت القمة "الأميركية – الأفريقية" الثانية انطلقت في واشنطن في 13 من الشهر الجاري، من أجل بحث عدد من الملفات والقضايا المشتركة، بمشاركة 49 من الزعماء الأفارقة، ومفوضية الاتحاد الأفريقي، إلى جانب عدد من منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إنه "أبلغ العشرات من القادة الأفارقة المجتمعين في واشنطن أنّ الولايات المتحدة تشارك في مستقبل أفريقيا"، وأطلق وعوداً بتخصيص مليارات الدولارات والاستثمارات الخاصة لمساعدة القارة الأفريقية في مجالات الصحة والبنية التحتية والأعمال والتكنولوجيا.
لكنّ صحفاً أميركية متعددة أكدت أنّ مجموعة من القادة الأفارقة "لا تثق بوعود بايدن العريضة"، وحضرت القمة من أجل فحص جدية واشنطن هذه المرة في دعم أفريقيا بعد عدة مرات سابقة لم تنجح فيها سياساتها.
وحذّر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، القادة الأفارقة، في اليوم الأول للقمة، يوم الثلاثاء، من أنّ حضور الصين وروسيا "يمكن أن يكون مزعزعاً للاستقرار".
وحذّر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، باتريك رايدر، من أنّ تنمية العلاقة بين الدول الأفريقية والصين ستكون لها تداعيات سلبية على علاقة هذه الدول بالولايات المتحدة.
وفي وقتٍ سابق، أقرّ نائب وزير التجارة الأميركي، دون غريفز، بأنّ الولايات المتحدة تخلّفت عن الركب بعد أن تجاوزت الصين الاستثمار الأجنبي الأميركي في أفريقيا.
اقرأ أيضاً: القمة الأميركية الأفريقية.. قلق واشنطن من النفوذ الصيني في القارة
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت، في وقت سابق، أنّ "الولايات المتحدة تحاول التنافس مع روسيا في عقد قمم بمشاركة زعماء أفريقيا، لكن موسكو لديها ميزة عددية"، مؤكدة أنّ "الأميركيين يحاولون بوضوح تجاوز قمة سوتشي، لكن من الواضح أنهم سيكونون في نوع من المنافسة معنا".
وقالت الخارجية الروسية إنّ الأميركيين لديهم 49 مشاركاً فقط، وإنّ "القمة الأولى بين روسيا وأفريقيا في سوتشي في عام 2019 حضرتها جميع دول القارة، و54 من 55 عضواً في الاتحاد الأفريقي".
وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت سابق، أن التعاون مع الدول الأفريقية استراتيجي وطويل الأجل، وأن تنمية العلاقات بدول القارة ومنظماتها الإقليمية، إحدى أولويات السياسة الخارجية الروسية.
وتستعدّ موسكو لاستضافة القمة الثانية والمنتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي في سان بطرسبرغ، في تموز/يوليو 2023.