صربيا ترسل إلى "الناتو" طلب نشر قواتٍ لها في كوسوفو
طلبت صربيا، اليوم الجمعة، إلى القوة الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كوسوفو، منحها الحق في نشر جنود ورجال شرطة صرب في الإقليم، الذي يشهد توتراً جديداً، بحسب وسائل إعلام محلية.
ومنذ أيام، يقيم أفراد من الأقلية الصربية حواجز في الطرق في شمالي كوسوفو احتجاجاً على اعتقال شرطي صربي سابق، الأمر الذي أدى إلى شلّ حركة المرور في اتجاه معبرين حدوديين.
وأعلن الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، مساء الخميس، عبر محطة التلفزيون "آر تي أس" الرسمية، أنّ بلغراد "ستطلب إلى قيادة قوة كوسوفو" (كفور) التي يقودها الناتو "عودة ما يصل إلى ألف جندي وشرطي (صربي) إلى كوسوفو".
لكنه أوضح، على الفور، أنه "شبه متأكد" من أنّ هذا الطلب "لن يُقبَل". وتابع الرئيس الصربي أنّ انتشار هؤلاء سيكون "مهماً لحماية السكان الصرب" في كوسوفو، و"سيخفض التوتر بصورة كبيرة".
وذكر التلفزيون أنّ الطلب الصربي أُرسل إلى القوة الجمعة.
وكان فوتشيتش أعلن، السبت، أنّ "صربيا ستطلب السماح لها بنشر الجيش والشرطة الصربيين في كوسوفو، على الرغم من أنها تعتقد أنه لا توجد فرصة في الموافقة على الطلب".
ورفضت رئيسة كوسوفو، فيوزا عثماني، هذا الاقتراح، قائلةً إنّ "فوتشيتش يعلم جيداً بأنّ وجود الجيش الصربي في كوسوفو انتهى عام 1999".
وكانت عثماني تشير إلى الحرب الدامية بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان في كوسوفو، والتي انتهت عام 1999 عبر حملة قصف قادها الحلف الأطلسي.
يُذكَر أن غارات "الناتو"، التي استمرت من 24 آذار/مارس حتى 10 حزيران/يونيو 1999، أسفرت عن مقتل أكثر من 2,5 ألف شخص، بينهم 87 طفلاً، وعن خسائر مادية تقدَّر بـ 100 مليار دولار.
اقرأ أيضاً: صربيا: لن ننضم إلى الناتو لأننا لن ننسى الأطفال من ضحايا عدوان 1999
وستكون هذه هي المرة الأولى التي تطلب فيها بلغراد نشر قوات في كوسوفو، بموجب أحكام قرار مجلس الأمن الدولي، الذي أنهى حرب 1998-1999، والتي تدخّل فيها الناتو ضدّ صربيا.
ونصّ القرار على أنه يمكن لصربيا نشر ما يصل إلى 1000 عسكري وشرطي وجمركي في المواقع الدينية المسيحية الأرثوذكسية والمناطق ذات الأغلبية الصربية والمعابر الحدودية، إذا وافق قائد قوة كوسوفو على مثل هذا الانتشار.
وفي الوقت الذي صدر القرار، كانت كوسوفو جزءاً من صربيا باعتراف دوليّ، لكن بدعم من الدول الغربية، أعلنت كوسوفو استقلالها في عام 2008، وهو إعلان لم تعترف به صربيا، بالإضافة إلى عدد كبير من دول العالم.
خلفية التصعيد الأخير
وتصاعدت التوترات بين الحكومتين، بعد أن أعلنت حكومة كوسوفو، بقيادة رئيس الوزراء، ألبين كورتي، في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، أنّ وثائق الهوية الصربية ولوحات ترخيص المركبات لم تعد صالحة في إقليم كوسوفو، ويجب استخراج وثائق من خلالها، وإلّا فإنها ستفرض غرامات على المخالفين بداية من 1 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وردّ الصرب في كوسوفو بغضب على التغييرات المقترحة، بينما تبلغ الغرامة 150 يورو، ومن المقرر أن تستمر هذه الفترة الانتقالية حتى 21 نيسان/أبريل المقبل، وبعد ذلك ستبدأ شرطة كوسوفو مصادرة المركبات التي تحمل لوحات تسجيل صربية.
وبعد 14 عاماً على إعلان كوسوفو، ذات الأغلبية الألبانية، استقلالها عن صربيا، ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شماليها، ويستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية، رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.
كذلك، تصاعد التوتر بشكل كبير في شمال كوسوفو، حيث يعيش أكثر من ثلث صرب كوسوفو البالغ عددهم 120 ألفاً، عندما أعلنت بريشتينا عزمها إجراء انتخابات في البلديات ذات الأغلبية الصربية.
وأعلن أكبر حزب صربي أنه سيقاطع الاقتراع، وأرجأت سلطات كوسوفو الانتخابات إلى نيسان/أبريل المقبل.
اقرأ أيضاً: روسيا تدعو كوسوفو إلى وقف الاستفزازات واحترام حقوق الصرب