"بلومبرغ": هل تستعيد روسيا مكانتها كمورد للغاز إلى أوروبا؟
رأت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أن روسيا لديها فرصة لاستعادة مكانتها كمورد رئيسي للغاز إلى الاتحاد الأوروبي. وبحسب التقرير، فإن رئيس وزراء ولاية ساكسونيا الفيدرالية، مايكل كريتشمر، وصف قرار البقاء بدون الغاز الروسي إلى الأبد بأنه سيكون "جهلاً تاريخياً وخطأً جيوسياسياً".
وأضاف التقرير أنه بالنسبة للعديد من السياسيين الألمان، تعتبر الأسعار مهمة، إذ تدفع برلين الآن 140 يورو (180 دولاراً) لكل ميغاوات لواردات الغاز، أي حوالي 7 أضعاف متوسط الدفع من 2010 إلى 2020.
وأشار التقرير إلى أن حقائق الجغرافيا والأسواق يمكن أن تتفوق على آراء السياسيين، الذين يؤكدون أنهم لن يعودوا إلى الغاز الروسي.
وقبل بدء العملية الخاصة في أوكرانيا، زودت روسيا أوروبا بنحو 40% من الغاز الذي تستهلكه. وتشير الوكالة إلى أن "جسر الطاقة"، الذي تمّ بناؤه على مدى عقود، صمد أمام الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي وتحرير أسواق الطاقة الأوروبية. ومع ذلك، بعد بدء العملية الخاصة، بدأت حصة الغاز الروسي في الانخفاض بشكل كبير.
ووضعت وكالة الطاقة الدولية (IEA) نموذجاً لسيناريو سيتم فيه خفض إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا إلى الحد الأدنى بحلول عام 2025 وإلى الصفر بحلول عام 2028، بسبب زيادة واردات وإنتاج الغاز الطبيعي المسال في محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتعتقد وكالة الطاقة الدولية أن الفجوة في تجارة الغاز بين روسيا وأوروبا ستكون "دائمة". وأشارت إلى أن هذه الفجوة سيكون لها آثار على أسواق الطاقة الأوروبية وصناعاتها، وعلى مستقبل استثمار الغاز من قطر إلى موزمبيق والولايات المتحدة.
وذكر التقرير أن أوروبا قد لا تعود أبداً إلى عقودها القديمة طويلة الأجل مع روسيا، ولكن إذا أرادت الحفاظ على تنافسية الصناعات الكيماوية والغذائية والثقيلة، فستحتاج إلى بعض الغاز الرخيص. وبالنسبة لأوروبا، لا يوجد غاز أرخص من الغاز الروسي، وفق التقرير.
وبحسب المقال، فقد تصر كييف في المستقبل على أن يشتري الاتحاد الأوروبي الغاز الروسي، الذي يتم تسليمه فقد عبر خطوط الأنابيب التي تمر في الأراضي الأوكرانية.
وسيعقد مجلس استثنائي لوزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي، ومن المقرر أن يناقش مقترحات للحد من أسعار الغاز الروسي، في 13 كانون الأول/ديسمبر. ووفقاً لاقتراح المفوضية الأوروبية، تدخل القيود حيز التنفيذ إذا تجاوز سعر الغاز في بورصة أمستردام 275 يورو لكل 1 ميجاوات ساعة (حوالي 3000 دولار لكل 1000 متر مكعب) لمدة أسبوعين على الأقل، وبات فرق سعر الغاز المسال الغاز الطبيعي - أكثر من 58 يورو (حوالي 616 دولاراً لكل 1000 متر مكعب).
اقرأ ايضاً: "تسقيف" أسعار الغاز الروسي.. كيف سينقلب على "القارة العجوز"؟