موسكو: واشنطن والناتو يكثفان أنشطتهما العسكرية في القطب الشمالي
صرح قائد الأسطول الشمالي الروسي ألكسندر مويسيف، اليوم الجمعة، بأنّ الولايات المتحدة ودول الناتو كثفت أنشطتها العسكرية في منطقة القطب الشمالي.
وقال مويسيف في منتدى "القطب الشمالي: الحاضر والمستقبل": "بالنظر إلى القطب الشمالي باعتباره منطقة صراع محتملة، كثفت الولايات المتحدة ودول الناتو أنشطتها العسكرية في المنطقة، بحجة تزايد احتمالات الصراع في المنطقة على خلفية الاتجاهات السلبية في مجال الاستقرار الإستراتيجي والأمن. يجري اتخاذ خطوات عملية من أجل عسكرة منطقة القطب الشمالي".
وهكذا، وفقاً لقائد الأسطول الشمالي، تمارس الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي حملات منتظمة فردية وجماعية من السفن الحربية في بحر بارنتس، إضافةً إلى الحفاظ على "وجود دائم للغواصات النووية متعددة الأغراض التابعة للبحرية الأميركية"، وهناك أيضاً "زيادة مطردة في كثافة" أنشطة التدريب القتالي.
وتابع: "في الواقع، يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات العملية لبناء مرافق البنية التحتية العسكرية، وتوسيع الوجود العسكري للقوات المسلحة المشتركة لحلف الناتو بالفعل حقيقة وتشير إلى انتقال الكتلة إلى إجراءات عملية لتشكيل أدوات القوة العسكرية لاحتواء روسيا الاتحادية في القطب الشمالي".
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت الدائرة القطبية الشمالية موقعاً محورياً في الصراع الجيوسياسي، وفي المنافسة العالمية، وربما تشهد تصعيد صراع القوى العظمى في المستقبل القريب. فمع ذوبان القمم الجليدية في القطب الشمالي، بدأت الدول بالاندفاع إلى السيطرة عليه، بموارده الطبيعية وموقعه الإستراتيجي.
اقرأ أيضاً: روسيا تطلق حقلاً ضخماً للغاز في القطب الشمالي
ولأجل غايات عدّة، أبرزها الغاية الاقتصادية والعسكرية، تتنافس دول مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين على السيطرة على هذه المنطقة التي تعد منطقة دولية محايدة.
وحفزت الحاجة إلى الحفاظ على المصالح الاقتصادية الدول على تحقيق وجود عسكري في المنطقة، مع إمكانية جذب هذا التنافس العسكري المزيد من الدول. وفي ضوء زيادة اهتمام دول حلف شمال الأطلسي في المنطقة القطبية الشمالية، اتخذت روسيا مجموعة من التدابير، بما فيها العسكرية، لحماية المصالح الروسية فيها.
وباعتبار أنّ أميركا وروسيا هما من القوى المتنافسة في القطب الشمالي، قامت كل منهما بإنشاء قواعد عسكرية، ونشر كاسحات جليد لتحقيق المزيد من الاختراقات.
ويؤكد خبراء روس أنّ القيمة الإجمالية للمعادن التي تتركز في المنطقة الروسية للقطب الشمالي تزيد عن أكثر من 30 تريليون دولار، وبشكل تدريجي سيتحول مركز ثقل إنتاج النفط والغاز الروسيين إلى الجرف البحري للمنطقة القطبية الشمالية.
وأعادت موسكو فتح 50 موقعاً عسكرياً كان مغلقاً سابقاً من الحقبة السوفياتية. ويشمل ذلك تجديد 13 قاعدة جوية و10 محطات رادار و20 بؤرة استيطانية حدودية و10 محطات إنقاذ طوارئ متكاملة.
أما بالنسبة إلى أميركا، فهي تمتلك حالياً قاعدة "ثول" الجوية، الواقعة في شمال غرينلاند. في عام 2017، استثمرت الولايات المتحدة 40 مليون دولار أميركي في تحسين قاعدة "ثول" الجوية بسبب تصعيد روسيا للوجود العسكري في المنطقة. ويعتبر موقع القاعدة الجوية إستراتيجياً، فريداً من نوعه، نظراً إلى وقوعها في منتصف المسافة تقريباً بين واشنطن العاصمة وموسكو.
وفي هذا السياق، عيّنت الولايات المتحدة سفيراً لشؤون منطقة القطب الشمالي، وسط زيادة النشاط العسكري الروسي في المنطقة.