وفد نيابي أسترالي يتوجّه إلى تايوان الأحد
يتوجّه نواب أستراليون، غداً الأحد إلى تايوان، في زيارة تستمرّ خمسة أيام، وفق ما أعلن متحدث باسم أحد النواب السبت، في خطوة من شأنها إثارة غضب الصين بعد أن كانت أنباء تحدّثت عن أنّ العلاقات بين البلدين في طريقها إلى التحسّن.
وبحسب المتحدث، تضمّ الزيارة نواباً من الحزبين الرئيسيين، "الليبراليون" و"العمال"، وستكون الأولى من نوعها منذ أكثر من ثلاث سنوات، في فترة شهدت توقفاً للرحلات الجوية بذريعة جائحة "كوفيد-19".
وأكّد متحدّث باسم النائب الأسترالي المحافظ سكوت باكهولتس، المشارك في الوفد، نية النواب القيام بالزيارة.
رئيس الحكومة الأسترالي يخفف من أهمية الزيارة
من جهة أخرى، سعى رئيس الحكومة أنتوني ألبانيزي إلى التخفيف من أهمية هذه الزيارة، التي كانت صحيفة "ويك إند أستراليان" أول من أشار إليها.
وأشار ألبانيزي، في تصريح للصحافيين، إلى أنّ "زيارات غير رسمية تجري إلى تايوان منذ زمن"، مشدداً على أنّ "الزيارة المرتقبة تندرج في هذا السياق"، ومؤكدا أنها "ليست زيارة حكومية".
وشدّد ألبانيزي على أنّ "الحزبين الرئيسيين في أستراليا يدعمان سياسة "الصين الواحدة" التي تعترف ببكين وليس تايبيه، ويؤيدان في الوقت نفسه الوضع القائم في الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي".
ولدى سؤاله عن أهداف الزيارة، قال ألبانيزي أنه "ليست لدي أدنى فكرة! لست ذاهباً إلى تايوان.. عليكم أن تطرحوا السؤال عليهم".
Australia's prime minister says he's not in group of Australian MPs to visit Taiwan Albanese will not be PM if he goes against the British and the US because Albanese wants peace and cooperation in the region the others don't https://t.co/IRxX2pLFZ9
— hans.johansson (@HansJohansson89) December 3, 2022
ويتضمن الوفد 6 نواب أعضاء في حزب العمال الحاكم (يسار الوسط) وفي الحزب الليبرالي المحافظ وحليفه الحزب الوطني.
ويشارك في الوفد النائب السابق لرئيس الوزراء بارنابي جويس من الحزب الوطني، وفق المتحدث باسم باكهولتس، ومن المقرر أن يلتقي النواب رئيسة تايوان تساي إنغ-وين ووزير الخارجية جوزف وو ومسؤولين آخرين، وفق صحيفة "ويك إند أستراليان".
والزيارة، التي تدعمها تايوان، ترمي إلى التعبير عن رغبة بالسلام في منطقة آسيا المحيط الهادئ.
وقال باكهولتس، في تصريح للصحيفة الأسترالية، بأنّ "صداقتنا لتايوان لا تعني أنه لا يمكننا أن نكون أصدقاء للصين". وأشار التقرير إلى أنّ التخطيط للزيارة "بقي طي الكتمان لمنع الصين من التعبئة ضدها".
اقرأ أيضاً: الصين تحذّر من "صراع عسكري" مع الولايات المتحدة بشأن تايوان
وخلال لقائه ألبانيزي في إندونيسيا الشهر الماضي، في أوّل قمة رسمية بين البلدين منذ سنوات، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى "علاقات أفضل مع أستراليا".
واعتُبر الموقف بمثابة انفتاح على تحسين العلاقات بين الشريكين التجاريين الكبيرين.
وكانت جهود أستراليا لإصدار تشريعات ضد "توسيع بكين نفوذها في الخارج" كما دعوتها لاستبعاد مجموعة "هواوي" من تطوير شبكة اتصالات الجيل الخامس ودعوتها إلى إجراء تحقيق مستقل لكشف منشأ جائحة كوفيد-19، قد أثارت غضب الصين.
وفرضت الصين تدابير عقابية على سلع أسترالية وعلّقت التواصل الوزاري بين البلدين في السنوات الأخيرة.
وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" كشفت، منذ أيام، عن عقد هيئة صنع القرار السياسي الرئيسية في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أول محادثات لهم بشأن تايوان، في أيلول/سبتمبر الماضي، وسط تشجيع من الولايات المتحدة على إيلاء مزيد من الاهتمام بمزاعم "تهديد الصين المتزايد للجزيرة".
وناقش أعضاء "الناتو" قضية تايوان في اجتماعات المجلس السابقة مع تأكيد الصين المتزايد سيادتها على الجزيرة، لكن جلسة أيلول/سبتمبر كانت أول مناقشة مخصصة للقضية.
وقال جيمس ستافريديس، أميرال أميركي متقاعد والقائد الأعلى السابق لحلفاء "الناتو": "المهم و الجدير بالملاحظة، أن التحالف يجري،للمرة الأولى، مناقشات بشأن تايوان، وحكومتها ودورها الحاسم في تصنيع الرقائق على الصعيد العالمي"، كما "ناقشوا أحدث المعلومات الاستخبارية حول التهديد الذي تتعرض له تايوان، وتأثير أي نزاع هناك في الأعضاء".
وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزّأ من أراضيها، وتحتج على زيارة مشرّعين أجانب للجزيرة، وتصرّ على أن هذا الأمر ينطوي على تدخل في شؤونها الداخلية.
وتشهد منطقة مضيق تايوان تصعيداً كبيراً في الفترة الأخيرة، اتخذ شكلاً عسكرياً، إضافة إلى المواقف السياسية، بعدما نفّذت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي زيارة لتايوان، على الرغم من رفض الصين للزيارة، واعتبارها "انتهاكاً للتفاهمات والاتفاقيات بين الصين والولايات المتحدة"، ولا سيما مبدأ "الصين الواحدة".
اقرأ أيضاً: بكين تنشئ ائتلافاً لإنتاج أشباه الموصلات في مواجهة عقوبات واشنطن