بوتين لشولتس: الدول الغربية اتبعت نهجاً مدمراً في أوكرانيا
بحث الرئيس فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، مع المستشار الألماني أولاف شولتس، الأوضاع في أوكرانيا، داعياً إلى إعادة النظر في موقف بلاده على خلفية الأحداث الأوكرانية.
وجاء في بيان الكرملين حول المحادثة التي جرت بمبادرة من الجانب الألماني: "بحث الطرفان بالتفصيل النهج الروسي في إجراء العملية العسكرية الخاصة".
وأضاف البيان: "تمّ خلال المحادثة لفت الانتباه إلى النهج المدمر للدول الغربية، بما فيها ألمانيا، في ضخ الأسلحة إلى نظام كييف وتدريب العسكريين الأوكرانيين، إضافةً إلى أنّ الدعم السياسي والمالي الشامل لأوكرانيا". يأتي ذلك فيما أعلن شولتس يوم أمس، أنّ بلاده تعتزم إبقاء 30 ألف جندي من القوات الألمانية على أهبة الاستعداد، للدّفاع عن دول حلف "الناتو"، اعتباراً من عام 2025.
وأشار بيان الكرملين أيضاً إلى أنّ "القوات الروسية امتنعت منذ فترة طويلة عن توجيه ضربات صاروخية ضد أهداف محددة داخل الأراضي الأوكرانية، ولكن هذه الإجراءات أصبحت الآن اضطرارية ولا مفرّ منها على ضوء الهجمات الاستفزازية التي تشنّها كييف على البنية التحتية المدنية الروسية، بما في ذلك جسر القرم ومنشآت الطاقة".
وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقتٍ سابق، أنّ روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية، موضحاً أن هدف روسيا يتلخص في حماية الأشخاص، الذين تعرضوا على مدى 8 سنوات إلى الاضطهاد والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف.
اقرأ أيضاً: لماذا يفقد الألمان حماستهم لمساعدة أوكرانيا؟
بوتين يبحث مع شولتس صفقة الحبوب
وبحث الطرفان صفقة الحبوب، وأكدا ضرورة تنفيذها بـ"أمانة" من خلال موانئ البحر الأسود إضافةً إلى إلغاء حظر تصدير المواد الغذائية والأسمدة من روسيا.
وكانت روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، وقعت في 22 تموز/يوليو الماضي، في إسطنبول اتفاقيات بشأن تصدير المنتجات الزراعية الروسية والأوكرانية إلى السوق العالمية.
وقبل أسابيع، أكّدت أوكرانيا وتركيا تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود 120 يوماً، في خطوة قوبلت بترحيب الأمين العام للأمم المتحدة.
وتولّت تركيا مسؤولية تنسيق حركة السفن وتفتيشها والتأكد من محتوياتها من خلال "مركز التنسيق المشترك" الذي يتخذ من مدينة إسطنبول مقراً له.
وتهدف الاتفاقيات للسماح بتصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية إلى الدول الأكثر فقراً، إلا أنّ معظم الشحنات في الواقع اتجهت إلى الدول الغنية، بما فيها الأوروبية.
توريد أنظمة "باتريوت" إلى أوكرانيا
في سياقٍ منفصل، أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية، فولفغانغ بوخنر، اليوم، أنّ حكومة بلاده لا تؤكد إجراء مفاوضات مع كييف بشأن توريد أنظمة صواريخ "باتريوت" المضادة للطائرات، مؤكداً عدم النظر في نقلها إلى أوكرانيا.
وقال بوخنر، خلال إيجازٍ صحافي، رداً على سؤال بهذا الشأن: لا أعرف أيّ شيء عن المحادثات مع أوكرانيا بشأن نشر صواريخ "باتريوت" في أوكرانيا.
كما ذكر بوخنر أنّه خلال مؤتمرٍ صحافي مشترك للمستشار الألماني أولاف شولتس مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، يوم أمس الخميس، قال شولتس إنّ عرض بولندا نشر أنظمة دفاع جوي على أراضيها لم يتغير بعد، فيما أكد الأمين العام لحلف الناتو أنّ طلبات كييف وخطط الإمدادات لوارسو يجب النظر فيها بشكلٍ مُنفصل.
بدوره، أوضح مجلس الوزراء، عند تطرقه إلى موضوع تسليم أنظمة الدفاع الجوي الحديثة "إيريس - تي" إلى كييف أن التسليم اللاحق لأنظمة الدفاع الجوي من نوع "باتريوت" إلى أوكرانيا أمرٌ مستحيل من الناحية الفنية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، أرني كولاتس، إنّه "في هذه الحالة ليس هذا نقل صواريخ باتريوت إلى بولندا وإنما نشر على الأراضي البولندية، وسيقوم أفراد ألمان بالخدمة والصيانة الفنية".
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية، اليوم الخميس، نقلاً عن مسؤولين في البيت الأبيض، أنّ الأميركيين سيدربون 2500 جندي أوكراني في ألمانيا شهرياً.
وأفادت وسائل إعلام ألمانية بأنّ توريد برلين للأسلحة إلى كييف أدّى إلى انخفاض كبير في كمية الذخيرة لديها.