نحو 600 عملية إطلاق نار جماعي في الولايات المتحدة هذا العام

مقال في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية يتحدث عن عمليات إطلاق النار الجماعي التي حصلت على مدار العام في العديد من الولايات الأميركية.
  • واشنطن بوست: أكثر من 600 عملية إطلاق نار جماعي هذا العام

تحدّث مقال في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن عمليات إطلاق النار الجماعي (حادث إطلاق نار ينتج منه عدد قتلى كبير) التي حصلت على مدار العام في العديد من الولايات الأميركية، معتبرةً أنها "تعبر عن مزيج من التناقضات الأميركية".

ولفت المقال المنشور أمس الأحد إلى أنّه "مع كلّ الضحايا التي سقطت حتى الآن، فإنّه لا توجد سياسات حكومية ملموسة لوقف عمليات القتل".

وسجلت الولايات المتحدة ما يقرب من عمليتي إطلاق نار جماعي يومياً هذا العام، وفقًا لأرشيف العنف المسلح "Gun Violence Archive".

وأشار مقال واشنطن بوست إلى أنه "في كلّ حادث إطلاق نار كان هناك علامات تحذير تمّ تجاهلها".

وذكر أنّ "الرسائل التي تركها القاتل في وولمارت على هاتفه تثبت أنه شخص يبلغ من العمر 31 عاماً ولكنه مضطرب عقلياً.. وبالرغم من ذلك تمكّن من الحصول على السلاح قبل ساعتين من تنفيذ العملية.. وكذلك الأمر بالنسبة إلى منفذ عملية كولورادو.. الذي كان معتقلاً العام الماضي بتهمة التهديد بوجود قنبلة".

وأوضح المقال أنه "في الكثير من الحالات تعزى الأسباب إلى الأمراض العقلية والاضطرابات النفسية.. لكنّ هذا وحده لا يفسر سبب حصول أكثر من 600 إطلاق نار هذا العام"، متسائلاً: "لماذا لا يوجد بلد آخر لديه أيّ شيء قريب من هذا المستوى من العنف المسلح؟".

وأضاف المقال أنه "يجب مواجهة الحقيقة بشأن الأسلحة في الولايات المتحدة ولماذا من السهل جداً على أيّ شخص الحصول عليها - بما في ذلك بعض الأسلحة الحربية".

وتابع بأنّ "حقيقة أنّه لا يوجد عمل واحد سيوقف جميع عمليات إطلاق النار الجماعية ليس عذراً لعدم القيام بأشياء يمكن أن تمنع بعضها أو تقلّل من الخسائر عند حدوثها".

وأشار إلى أن الكونغرس الأميركي "ليس المكان الوحيد الذي يجب الرهان عليه لاتخاذ إجراء لحظر حيازة السلاح.. فعندما سُئل حاكم ولاية فرجينيا جلين يونغكين (يمين) عمّا إذا كان سيدعم قيوداً أكثر صرامة على الأسلحة بعد وقوع حادثتي إطلاق نار جماعي في ولايته هذا الشهر، أجاب بأنّ "اليوم ليس الوقت المناسب"، متسائلاً: "متى هو إذاً الوقت المناسب؟".

اقرأ أيضاً: "المدير قتلهم وانتحر".. تفاصيل إطلاق النار في متجر فرجينيا الأميركية

تفاقم حالات العنف وإطلاق النار

ويأتي إطلاق النار في متجر وولمارت بعد ثلاثة أيام من إطلاق نار مساء السبت، أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقلّ وإصابة 18 بجروح في ملهى ليلي يتردد عليه المثليون في مدينة كولورادو سبرينغز، خلال احتفال سنوي لروّاد الملهى، وضمن سلسلة مستمرة من عمليات إطلاق نار متفرّقة في الولايات المتحدة، خلال الأشهر العديدة الماضية.

يُذكَر أنّ هذا الحادث هو الثاني هذا الشهر، في ولاية فرجينيا، بعد مقتل 3 من لاعبي كرة القدم في جامعة فرجينيا بالرصاص، وإصابة طالبَين آخرَين على يد زميل لهما، بعد رحلة مدرسية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر. 

كما قُتل شخص وأُصيب آخران من جراء إطلاق نار، في حزيران/يونيو الفائت، أمام كنيسة في فيستافيا هيلز في ألاباما جنوبي الولايات المتحدة، وفق شرطة المدينة، كما فتح مسلح النار، قبل ذلك، في منشأة تصنيع في شمالي ولاية ماريلاند الأميركية، الأمر الذي أسفر عن مقتل 3 أشخاص على الأقل، وإصابة رابع بجروح خطرة، قبل أن تعتقل الشرطة المسلح بعد تبادل لإطلاق النار.

ولقي 19 طفلاً مصرعهم بالإضافة إلى المُدرّس، في إثر إطلاق نار في مدرسة ابتدائية في مدينة أوفالدي في ولاية تكساس الأميركية، في 25 أيار/مايو الفائت.

كما فتح شابّ مسلّح النار في سوبر ماركت، في أيار/مايو أيضاً، في بوفالو في شمالي ولاية نيويورك، الأمر الذي أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل، معظمهم أميركيّون من أصول أفريقية، في حادثة عدّتها السلطات مجزرة ذات طابع عنصري.

وتشهد الولايات المتحدة بوتيرة شبه يومية عمليات إطلاق نار وقتل في أماكن عامة، بينما تسجل في عدد من المدن الكبرى، مثل نيويورك وشيكاغو وميامي وسان فرانسيسكو، زيادة في الجرائم التي تُستخدم فيها أسلحة نارية، وخصوصاً منذ انتشار وباء كوفيد.

وحتى الآن، في عام 2022، رصد موقع "غان فايلنس آركايف" (GUN VIOLENCE ARCHIVE)، المتخصّص بإحصاء حوادث العنف عبر إطلاق النار، أكثرَ من 600 عملية إطلاق نار جماعي في الولايات المتحدة، وهي كل حادثة يُقتَل فيها 4 أشخاص أو أكثر، من دون احتساب مُطلق النار.

وتفيد أرقام برنامج "مراقبة الأسلحة الصغيرة" (سمول آرم سيرفي) بأنه كان في الولايات المتحدة، عام 2017، نحو 393 مليون بندقية، أي أكثر من عدد السكان. ويكفل الدستور الأميركي الحق في حيازة السلاح.

وفي عام 2021، قُتل بأسلحة نارية نحو 45 ألف شخص في الولايات المتحدة، بمن فيهم نحو 24 ألف منتحر، بحسب أرقام رسمية.

المصدر: The Washington Post