المجلس الأوروبي: اتفاق مبدئي على آلية للحدّ من تقلبات أسعار الغاز
وافق وزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي بشكل مبدئي على آلية للحد من تقلبات الأسعار اليومية في مشتقات الغاز، بموجب مؤشر "تي تي إف" الهولندي، والذي يعدّ المرجع الرئيسي لأسعار الغاز في أوروبا.
وقال بيان صادر عن المجلس الأوروبي، اليوم الخميس، إنّ "وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي وافقوا اليوم على محتوىً مقترح بشأن لائحة المجلس، بشأن المزيد من التدابير الطارئة المؤقتة لاحتواء أسعار الطاقة المرتفعة وتحسين أمن الإمداد".
ويفترض أن تزيد الإجراءات الجديدة من التضامن في حالة حدوث طوارئ حقيقية ونقص في إمدادات الغاز، وأن تضمن تنسيقاً أفضل لمشتريات الغاز المشتركة، وأن تحدّ من أسعار الغاز المرتفعة والكهرباء، فضلاً عن وضع معايير موثوقة لأسعار الغاز.
ويفترض أن يضع الاتفاق على الآلية حداً لسعر المعاملات التي تتمّ خلال 24 ساعة على مشتقات الغاز، بحسب بيان المجلس الأوروبي.
وأضاف البيان أنّ "آلية إدارة التقلبات اليومية هذه ستمنع تحركات الأسعار المفرطة خلال يوم التداول، وهذا سيمنع أسعار المشتقات من الارتفاع والانخفاض إلى ما وراء الحدود العليا والسفلى"، كما توصل الوزراء إلى اتفاق مبدئي بشأن آلية جديدة لشراء الغاز بشكل مشترك لملء مخزونات دول الاتحاد بحلول شتاء 2023 - 2024.
وفي وقت سابق اليوم، فشل وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع لهم في بروكسل، في الاتفاق على قرار يقضي بفرض سقف لأسعار الغاز، حسبما أعلن وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو، الذي اعتبر أن "هذه فكرة سيئة وتهدد أمن الطاقة في أوروبا".
وكان وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي وافقوا، الشهر الماضي، على اقتراح المفوضية الأوروبية بشأن إنشاء "منصة شراء مشتركة للغاز لضمان إمدادات موثوق بها لدول الاتحاد الأوروبي".
من ناحية أخرى، أعلن مسؤول في الاتحاد الأوروبي، قبل ذلك، أنّ مقترح المفوضية الأوروبية لوضع آلية للحد من ارتفاع أسعار الغاز، عبر المركز الرئيس لتداول العقود الآجلة في أوروبا (تي تي أف) في هولندا، لا يحظى بإجماع بين دول الاتحاد.
اقرأ أيضاً: "نوفاتيك": فرض سقف لأسعار الغاز في الاتحاد الأوروبي سيفاقم أزمة الطاقة
وزاد إنفاق الاتحاد الأوروبي على واردات الغاز، نحوَ أربعة أضعاف على أساس سنوي، ووصل إلى 75 مليار يورو (73.6 مليار دولار) في الربع الثاني من عام 2022، بحيث أنفق ما يقرب من ثلث هذا المبلغ، أو ما يعادل 23 مليار يورو، على موارد الغاز الروسي.
توقعات بشأن عجز خطير في ملء الخزانات للشتاء المقبل
وتوقّعت وكالة الطاقة الدولية أن تشهد أوروبا "عجزاً في الغاز بمقدار 30 مليار متر مكعب خلال الصيف المقبل، في أثناء فترة ملء خزّانات الغاز تحت الأرض، في حال قطع روسيا إمداداتها من الغاز إلى القارة، وارتفاع الطلب عليه في الصين".
وقالت الوكالة، في تقرير لها صدر في 3 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، إنّ "تحليلاً جديداً لوكالة الطاقة الدولية يشير إلى فجوة كبيرة متوقعة بين العرض والطلب، بمقدار 30 مليار متر مكعب خلال الصيف المقبل، عند توقيت حيوي لملء خزّانات الاتحاد الأوروبي، إذا أوقفت روسيا ضخ الغاز عبر جميع خطوط الأنابيب، وتعافى استيراد الغاز الطبيعي المسال في الصين".
اقرأ أيضاً: إسبانيا تستنكر اقتراح بروكسل بشأن سقف لسعر الغاز
وأضافت الوكالة أنّ "هذه الفجوة قد تصل إلى نصف كمية الغاز المطلوبة لملء مواقع التخزين حتى 95% من السعة بحلول شتاء 2023-2024.
وحذّرت الوكالة دول أوروبا من "الاطمئنان الزائد إلى حجم الكميات المخزَّنة الحالية من الغاز تحت الأرض"، داعيةً إياها إلى "اتخاذ إجراءات للاستعداد للشتاء المقبل".
ويواجه قطاع الطاقة في أوروبا أزمة غير مسبوقة، وارتفاعاً في أسعار الكهرباء والغاز، على خلفية العقوبات الغربية الشاملة التي فُرضت على موسكو عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا، والتي طالبت بصورة أساسية بقطع إمدادات الطاقة، بعد أن كانت أوروبا تعتمد على الغاز الروسي بنسبة إجمالية تفوق 40%، بينما تحاول دولها اليوم تنويع مصادر الطاقة لديها، والبحث عن بدائل.