مع مغادرة 6 دول مشاركة.. ما مصير بعثة الأمم المتحدة في مالي؟

6 دول تقرر مغادرة بعثة الأمم المتحدة في مالي التي تحمل اسم "مينوسما"، فما مصير هذه البعثة بعد الانسحابات المتكررة من صفوفها؟
  • مع مغادرة 6 دول مشاركة.. ما مصير بعثة الأمم المتحدة في مالي؟

قررت 6 دول خلال بضعة أشهر وقف أو تعليق مشاركة جنودها في بعثة الأمم المتحدة في مالي "مينوسما"، التي أصبح مستقبلها موضع تساؤل أكثر من أي وقت مضى.

وأعلنت السلفادور، وقبلها السويد وبنين ومصر والمملكة المتحدة وساحل العاج، هذا الأسبوع مغادرتها لأسباب مختلفة. 

وتذرعت بنين بالتهديد المسلح على حدودها، فيما أشارت مصر إلى عدد الجنود الذين فقدتهم في مالي، وتحدثت المملكة المتحدة عن أن "السلطات المالية ترفض التعاون معنا".

وقرّرت ألمانيا إنهاء مشاركتها في البعثة بحلول أواخر العام المقبل. وبذلك، تشمل المغادرة 3503 من أصل 12371 جندياً من القبعات الزرق المسجلين في مالي حتى أيلول/سبتمبر.

وبدأت بعثة "مينوسما" مهمتها في 2013، بهدف قالت إنه "مساعدة هذه الدولة التي تعد من أفقر الدول في العالم على التصدي لتمرد المسلحين والمساهمة في جهود السلام والدفاع عن حقوق الإنسان"، وخوّلتها الأمم المتحدة "استخدام جميع الوسائل اللازمة" لتنفيذ مهمتها.

النتائج العملياتية

ورغم انتشار جنود "مينوسما" والقوات الأجنبية، تدهور الوضع الأمني منذ 2013. وعلاوة على مقتل الآلاف من المدنيين والمقاتلين، تعد "مينوسما" أكثر بعثة للأمم المتحدة تسجل خسائر بشرية في العالم، مع 281 قتيلاً، بينهم 181 أثناء القتال، كما أنها الأكثر كلفة بميزانية سنوية تبلغ 1,26 مليار دولار.

ولطالما اتهمت السكان أو القادة الأفارقة البعثة بالعجز، وتحدثوا عن ضعف الأسس التي قامت عليها منذ تولي الجيش السلطة في باماكو قبل عامين.

وسُجلت سلسلة من الخلافات الدبلوماسية تُوّجت بطرد المتحدث باسم البعثة في تموز/يوليو.

وفي تشرين الأول/أكتوبر، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّ "العقبات التي واجهت عمليات مينوسما في الأشهر الأخيرة أثرت بشكل كبير في قدرتها على تنفيذ مهمتها، ولا سيما حماية المدنيين".

وأضاف أنّ المجلس العسكري دفع فرنسا إلى المغادرة، وأن رحيل قوة برخان جعل من الضروري زيادة القوة العاملة في "مينوسما".

واعتبر ايفان غيشاوا، المتخصص في شؤون منطقة الساحل، أن التحديين اللذين تواجههما البعثة سيكونان "تعويض عناصرها كماً ونوعاً"، مشيراً إلى أنّ للوحدات دوراً محدداً، فالمصريون لمرافقة القوافل، والإنكليز لعمليات الاستطلاع الطويلة في الأدغال، والسويديون "للرد السريع" جواً.

ضربة قاصمة

وأشار الباحث في "مجموعة الأزمات الدولية" جان هيرفي جيزيكيل إلى أنّ "مغادرة جنود ساحل العاج شكل ضربة قاصمة"، إذ إنّ ساحل العاج الذي يشارك بما يصل إلى 872 جندياً من القبعات الزرق يأتي في المرتبة الخامسة بين دول البعثة البالغ عددها 55.

ومع إقراره بوجود "مشاكل"، ناشد مسؤول في الأمم المتحدة في مالي عدم تجاهل مساهمات "مينوسما"، وخصوصاً تلك المتعلقة بالمدنيين، وأشار إلى تمويل البنية التحتية ودعم القضاء لوجستياً والصحة والوساطة بين المجتمعات.

وفي حزيران/يونيو، قال الأمين العام للأمم المتحدة: "في ضوء التغييرات الأساسية التي طرأت ميدانياً، ستُجرى دراسة لتقديم التوصيات في غضون ستة أشهر".

المصدر: وكالات