بعد تمديد "صفقة الغذاء" 4 أشهر.. موسكو: لا حديث عن أجل غير مسمى
أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، "عدم وجود أيّ اتفاق حول تمديد مبادرة نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود لأجل غير مسمى".
وقال بيسكوف للصحافيين، في إشارة إلى طبيعة المفاوضات التي أدّت إلى قرار تمديد الصفقة لمدة 120 يوماً، إنه "لم يكن هناك حديث عن التمديد لأجل غير مسمى".
وأوضح بيسكوف أنّ "الأمم المتحدة تعمل على ضمان عمليات تصدير السلع الزراعية الروسية، والتي واجهت قيوداً على خلفية العقوبات الغربية المناهضة لروسيا".
ويأتي تصريح بيسكوف بعدما تحدّثت كييف عن نيتها تمديد الصفقة إلى أجل غير مسمى، وأيدتها تصريحات أنقرة التي أكدت أهمية هذا الأمر.
وفي السياق نفسه، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، في وقت سابق اليوم الخميس، أنّ سلطات لاتفيا "تواصل، لأسباب سياسية، منع إرسال شحنات الأسمدة الروسية إلى البلدان المحتاجة".
وأشار فيرشينين إلى أنه، بسبب العقوبات الغربية، "يستحيل فكّ القيود المفروضة على نحو 280 ألف طن من الأسمدة الروسية العالقة في موانئ لاتفيا وإستونيا وبلجيكا وهولندا".
تمديد الاتفاق بشأن الحبوب خلال الشتاء
وتمّ في وقت سابق اليوم تمديد الاتفاق الذي يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ أوكرانيا لأشهر الشتاء الأربعة ممّا أدّى إلى تهدئة المخاوف من أزمة غذاء عالمية محتملة.
وكان يفترض أن تنتهي "المبادرة المتعلقة بالحبوب في البحر الأسود" منتصف ليل الجمعة السبت المقبل.
وأكد الأطراف الأربعة المشاركون في هذا الاتفاق، وهم تركيا وأوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة، استمرار هذا التفاهم "من دون أيّ تغيير"، كما قالت وزارة الخارجية الروسية.
ويضمن الاتفاق، الذي وقعه ممثلون عن روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، في إسطنبول في 22 تموز/يوليو الفائت، تصدير الحبوب والأغذية والأسمدة الأوكرانية عبر البحر الأسود من ثلاثة موانئ، بما في ذلك ميناء أوديسا الأوكراني، فيما يقع مركز التنسيق المشترك، وهو المكلف بتنسيق حركة السفن، في مدينة إسطنبول التركية.
إردوغان يؤكد أهمية الاتفاق
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن، في وقت سابق من اليوم، تمديد الاتفاق 120 يوماً.
وأعلن إردوغان، عبر تغريدة في "تويتر"، أنه "بعد المحادثات الرباعية التي استضافتها تركيا تم تمديد اتفاقية ممرّ الحبوب في البحر الأسود لمدة 120 يوماً اعتباراً من 19 تشرين الثاني/نوفمبر".
وأكّد إردوغان، أحد الراعين الأساسيين لهذا الاتفاق، "أهمية وفائدة هذا التفاهم للإمداد والأمن الغذائي في العالم"، مشيراً إلى أنّ "نحو 500 سفينة وأكثر من 11 مليون طن من الحبوب والمنتجات الغذائية تمّ تسليمها منذ الصيف" بفضل الاتفاق.
إقرأ أيضاً: إردوغان: بوتين يريد تصدير الحبوب إلى الدول الفقيرة
كييف تريد التمديد "إلى أجل غير مسمى"
من جهته، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن كييف عرضت "تمديد مبادرة البحر الأسود إلى أجل غير مسمى"، معتبراً أن ذلك "أمر حيوي من أجل الاستقرار".
لكنّ موسكو سبق أن اتهمت كييف وقوات بريطانية باستخدام ممرّ الحبوب لاستهداف السفن الروسية العسكرية التي تضمن أمن الممر بواسطة مسيرات الشهر الفائت، وهو ما أدى إلى تعطيل العمل بالاتفاقية وتجميد مشاركة روسيا فيها.
كما رحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالتمديد، في بيان نشره مركز التنسيق المشترك المتمركز في اسطنبول.
وقال مسؤول تركي كبير طلب عدم كشف هويته إنّ "كل الأطراف اتفقت على استمرار سريان الاتفاق لمدة 120 يوماً خلال أشهر الشتاء"، وأنه "يمكن بعد ذلك إجراء ترتيبات جديدة في نهاية الموسم السيئ في البحر الأسود".
الأسمدة والحبوب الروسية
وفي الأسابيع الأخيرة، جرت مفاوضات مكثفة تحت رعاية الأمم المتحدة لضمان تمديد هذه الترتيبات، بينما ما زال أكثر من عشرة ملايين طن من الحبوب عالقاً في الصوامع في أوكرانيا.
وتؤكد الأمم المتحدة أنّ هذه الحبوب ضرورية لتثبيت الأسعار في الأسواق الدولية وإمداد السكان الأكثر عرضة لخطر الجوع، لا سيما في أفريقيا، فيما تسلّمت البلدان النامية ما لا يزيد عن 40% من أصل 11 مليون طن تم تصديرها حتى الآن.
وقال غوتيريش في بيانه إنّ "الأمم المتحدة ملتزمة التزاماً كاملاً بإزالة العقبات التي تعرقل تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة من روسيا الاتحادية".
وكان مفاوض قال إن روسيا "لم تقدم مطالب جديدة"، لكنها "أصرت في الأسابيع الأخيرة على المبدأ الذي تم الاتفاق عليه الصيف الماضي، حول صادراتها الخاصة من الأسمدة والمنتجات الغذائية".
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: يجب تسهيل تصدير الأسمدة والحبوب الروسية من دون عوائق
"عمل شاق"
وفي الوقت الذي لا تخضع فيه المنتجات الزراعية للعقوبات الغربية ضد روسيا، ولكن بسبب المخاطر المرتبطة بالنزاع في البحر الأسود، لم يعد أصحاب السفن يرغبون في استئجار قواربهم لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على بوالص تأمين.
والتقى المفاوضون الروس والأمم المتحدة الأسبوع الماضي لساعات في جنيف مقر الأمم المتحدة، فيما ذكر مصدر في الأمم المتحدة مرتبط بالمفاوضات أن "عملاً شاقاً" بُذل لإيجاد السبل الكفيلة بضمان الصادرات الروسية.
وأضاف أنه تمّ وضع إطار عمل "في مسائل التأمين والوصول إلى الموانئ، والمعاملات المالية والوصول إلى النقل البحري"، بالرغم من العقوبات الثلاث السارية - الأميركي والبريطاني والأوروبي، موضحاً أنه "كان لا بد من توضيح إطار العمل السياسي هذا حتى يكون اللاعبون في القطاع الخاص على استعداد لاستئناف التعامل مع روسيا".
وسمح الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه باستمرار التجارة في البحر الأسود.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كشف، في أيلول/سبتمبر، أنّ الغرب "يصدر معظم الحبوب الأوكرانية إلى دوله، وليس إلى الدول المحتاجة في أفريقيا وآسيا".
وفي الوقت نفسه، أشار الممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إلى أنّ "الجزء المتعلق برفع القيود المفروضة على تصدير المواد الغذائية والأسمدة الروسية في الصفقة غير مفعّل".