كاظمي قمي: إيران تؤمّن جزءاً كبيراً من احتياجات أفغانستان
أعلن الممثل الخاص للرئيس الإيراني لشؤون أفغانستان، حسن کاظمي قمي، أن إيران تؤمن جزءاً كبيراً من احتياجات أفغانستان، مؤكداً أن طهران ستقوم بتقديم المساعدات التي يحتاجها الجانب الأفغاني ضمن إطار قدرتها.
وقال كاظمي قمي لوكالة "سبوتنيك" إن "أحد الاحتياجات الرئيسية لشعب أفغانستان اليوم هو المنتجات البترولية، بما في ذلك البنزين والديزل وغاز البترول المسال ووقود الطائرات والكيروسين".
وأضاف: "مع اقتراب الشتاء، من الطبيعي أن يكون هذا أحد التحديات الخطرة التي يواجهها الشعب الأفغاني، ومن منطلق سياسة إيران، فهي ستقوم بتقديم المساعدات التي يحتاجها الجانب الأفغاني ضمن إطار قدرتها".
وتابع المسؤول الإيراني: "في الوقت الحالي، توجد مفاوضات جيدة بين إيران والمسؤولين الحكوميين في كابول"، مشیراً إلى أنه "تم إجراء مشاورات مع الشركات الخاصة لتوفير المواد اللازمة، وكانت حصيلتها إبرام عقود بين الطرفين".
اجتماع موسكو حول أفغانستان هدفه تشكيل حكومة شاملة
وأكد کاظمي قمي أن هدف "صيغة موسكو" حول أفغانستان هو المساعدة في إعادة بناء هذا البلد وتشكيل حكومة شاملة فيه.
وقال: "شاهدنا في اجتماع صيغة موسكو حول أفغانستان محاولة جميع دول الجوار في المنطقة مساعدة شعب أفغانستان على إرساء الاستقرار والأمن في هذا البلد. هذا الاستقرار والأمن المستدام هما نتاج تشكيل حكومة تأتي من الشعب...".
وأردف: "الشيء الذي أكدناه عندما تحدثنا إلى مسؤولي طالبان هو أن التجربة التي مرت بها أفغانستان منذ 4 عقود أظهرت أن الحركة وحدها لا تستطيع إنهاء هذه التحديات والأزمات في أفغانستان"، معبراً عن أمله في أن يتم تشكيل حكومة شاملة تشاركية في هذا البلد.
وأضاف: "في ظل وجود غزاة الأمس ومتطفلي اليوم الذين يحاولون نشر الإرهاب، فإننا نرى أن الجماعات الإرهابية، مثل داعش، تزداد قوة في أفغانستان، والسبب هو دعم الأميركيين لهم".
الوضع الأمني في أفغانستان سيؤثر على الاقتصاد الأفغاني
وأكد كاظمي قمي أن التعاون المشترك بين إيران وأفغانستان لا يقتصر على مسألة أمن الحدود، بل هناك أيضاً تعاون مشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية.
وقال: "كلما تدهور الوضع الأمني في أفغانستان سيؤثر ذلك في الناحية الاقتصادية هناك، ما سيؤدي إلى زيادة عدد اللاجئين الأفغان إلى دول المنطقة، وهو ما نشهده الآن للأسف".
وأضاف: "تعاون وتفاعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع طالبان هو أمر جدي لمساعدة الشعب الأفغاني".
وتابع: "أتمنى أن يتم تشكيل حكومة مشتركة تنال ثقة الجميع في أفغانستان، وأن يشارك فيها جميع ممثلي الشعب الأفغاني، إذ إنَّ ذلك سيؤدي إلى فتح المجال أمام التعاون الإقليمي والدولي، ويخلق الثقة في الداخل الأفغاني، وستكون هذه الثقة هي أكبر داعم للحكومة في كابول للتعامل مع الإرهابيين وعدم الاستقرار والأمن".
يذكر أنّ روسيا استضافت الاجتماع الرابع للدول المشاركة في منصة موسكو للمشاورات بشأن أفغانستان، بمشاركة روسيا والصين وباكستان وإيران والهند وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، إضافة إلى قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وقال البيان الختامي للاجتماع إنّ "المشاركين ناقشوا الوضع الحالي في أفغانستان مع التركيز على قضايا الأمن الإقليمي، والاستقرار الأمني (العسكري) والسياسي، والوضع الاجتماعي والاقتصادي والإنساني".
التعاون بين إيران وروسيا لا يقتصر على أفغانستان
وشدد کاظمي قمي على أن التعاون بين روسیا وإيران لا یقتصر علی أفغانستان، بل هناك تعاون في مجالات مختلفة.
وقال: "في ما یتعلق بالسياسة الخارجية الإيرانية، یجب الأخذ في الاعتبار أنّ غرب آسيا اليوم هو أحد مراكز التطورات السياسية والجيوسياسية. من ناحية أخرى، وبالنظر إلى تدخلات أميركا في المنطقة والأزمة الأوکرانیة، فإنَّ العلاقات بين البلدين يمكن أن تؤثر في أمن المنطقة واستقرارها".
وأضاف: "الشيء الذي أكدناه عندما تحدثنا مع مسؤولي طالبان هو أن التجربة التي مرت بها أفغانستان منذ 4 عقود أظهرت أن الحركة وحدها لا تستطيع إنهاء هذه التحديات والأزمات في أفغانستان".
وتابع: "سيتم تعزيز هذه المحادثات، بما في ذلك ما يتعلق بأفغانستان. بالطبع، قضية أفغانستان ليست قضية روسيا وإيران فقط، بل هي قضية دولية، والمحادثات بين البلدين ستكون ضمن هذا الإطار، وستتعزز بالتأكيد وتتطور".