"الغارديان": من هم الرابحون والخاسرون الكبار في الانتخابات النصفية الأميركية؟
أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية بأنّ الرئيس الأميركي جو بايدن وحاكم فلوريدا الجمهوري رون دي سانتيس حققا تقدماً، ولكن الرئيس السابق دونالد ترامب وبعض مرشحي الحزب الجمهوري قد فشلوا في الانتخابات النصفية.
وقالت الصحيفة: "بعد شهور من الحملات وإنفاق مليارات الدولارات على الإعلانات، يمكن تلخيص الرسالة من انتخابات التجديد النصفي لأميركا بشكلٍ أساسي بأنّها لم تكن بالسوء الذي يخشاه الديمقراطيون".
وأضافت الصحيفة: "كانت هناك انتصارات كبيرة للجمهوريين في فلوريدا، ولا يزال من المرجح أن يتولى الحزب مجلس النواب، لكن في أماكن أخرى، فشل المرشحون الذين دعمهم الرئيس السابق دونالد ترامب، وحقق مؤيدو حقوق الإجهاض انتصاراتٍ رئيسية".
الفائزون في الانتخابات
أولاً: رئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدنـ، فالجمهوريون في جميع أنحاء البلاد نشروا إعلانات تربط خصومهم ببايدن، وأقرّوا بأنّ الرئيس غير المحبوب سوف يثني الناخبين، لكن جهودهم "لم تنجح"، إذا كان أداء الديمقراطيين أفضل بكثير مما كان متوقعاً في جميع المجالات.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ بايدن لا يحظى بشعبية كبيرة فقد انخفضت شعبيته إلى 39% في استطلاع أجرته "رويترز" هذا الأسبوع، لكن لا يبدو أنّ هذا يُعيق حزبه.
ودفعت نتائج الانتخابات النصفية الرئيس بايدن، الذي سيبلغ الـ 80 من عمره في وقتٍ لاحق هذا الشهر، إلى تكرار تأكيداته الأخيرة بأنّه سيرشح نفسه لولاية ثانية كرئيس في غضون العامين.
ووفق "الغارديان"، فإنّ حاكم فلوريدا الجمهوري رون دي سانتيس هو الفائز الثاني، إذ أصبح يمثل دي سانتيس مستقبل الحزب الجمهوري، فقد أطلقوا عليه اسم "المستقبل"، وهو جمهوري مناهض للهجرة ومناهض للإجهاض ومناهض لحقوق المثليين، لذلك فهو النسخة الأكثر قبولاً من ترامب وفق استطلاعات الرأي.
الفائز الثالث هو المرشح الديمقراطي في مجلس الشيوخ جون فيترمان، فقبل 3 سنوات كان جون فيترمان عمدة برادوك، وهي بلدة يقل عدد سكانها عن 2000 نسمة، وتمّ انتخابه، يوم الثلاثاء الماضي لمجلس الشيوخ الأميركي، وسيمثل 13 مليوناً في بنسلفانيا.
والفائز الرابع في الانتخابات، بحسب الصحيفة، هي حقوق الإجهاض، وبعيداً عن الضوضاء والمكائد حول المرشحين والأعراق الجمهوريين والديمقراطيين، وافق ناخبو ميشيغين على إجراء اقتراع لتأمين حق دستوري للإجهاض، ومنع فرض حظر الإجهاض الصادر عام 1931 في الولاية.
وفي كنتاكي، رفض الناخبون إجراء كان من شأنه أن يحرم الحماية الدستورية للإجهاض. وفشل الجمهوريون في ولاية كارولينا الشمالية في تأمين الأغلبية التي كانت ستمكنهم من فرض حظر على الإجهاض، وكانت قصة مماثلة في ولاية ويسكونسن، حيث سيكون للحاكم الديمقراطي المُعاد انتخابه، توني إيفرز، سلطة نقض قوانين الإجهاض التي اقترحها الهيئة التشريعية للولاية.
اقرأ أيضاً: الديمقراطيون يسيطرون على مجلس الشيوخ الأميركي بعد الفوز بمقعد نيفادا
الخاسرون في الانتخابات
وحددت الصحيفة مجموعة من الخاسرين، وعلى رأسهم الرئيس السابق دونالد ترامب، فقد شهد الرئيس الذي تولى فترة ولاية واحدة وعزل مرتين صدمة في الانتخابات النصفية، إذ فشل العديد من مرشحيه المؤيدين في السباقات الرئيسية في جميع أنحاء البلاد، واحداً تلو الآخر.
وقالت الصحيفة إنّ العديد من الجمهوريين الذين دعمهم ترامب خسروا، وليس هذا هو الشيء الوحيد "المؤلم"، فأداء العديد من أعضاء ترامب كان ضعيفاً في عدد من الولايات، حيث انتصر الجمهوريون الذين لم يعيّنهم ترامب.
إضافة إلى ذلك، يبدو أنّ روبرت مردوخ قد انقلب على ترامب، ولا سيما في أعقاب كارثة انتخابات التجديد النصفي للحزب الجمهوري، وقد إرسال رسالة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مفادها أنّه "انتهى دورك".
اقرأ أيضاً: حاكم فلوريدا ينافس ترامب على زعامة "الجمهوريين".. من هو رون دي سانتيس؟
وأقرّ ترامب، قبل أيام، بأنّ نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس كانت "مخيبة للآمال إلى حدٍ ما"، لكنّه قال إنّها تمثّل "نصراً كبيراً" بالنسبة إليه.
وفي وقتٍ سابق، قال مستشار ترامب، لشبكة "سي أن أن"، إنّ "ترامب غاضب ويصرخ على الجميع بعد نتائج الحزب الجمهوري المخيّبة للآمال، الليلة الماضية، في الانتخابات النصفية".
الخاسر الثاني بحسب الصحيفة هم الجمهوريون من خارج فلوريدا ونيويورك، فمع وجود رئيس ديمقراطي غير محبوب، وتضخم شديد، وارتفاع أسعار الغاز، وانتشار الكآبة، كان من المفترض أن تكون هذه هي الليلة التي يجتاح فيها الجمهوريون الكونغرس في "موجة حمراء"، لكنهم لم يفعلوا.
وبحلول يوم الجمعة، ومع استمرار فرز الأصوات في بعض الولايات، كان الحزب الجمهوري لا يزال أقل من الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، حيث تفوّق الديمقراطيون على التوقعات في جميع أنحاء البلاد.
ووفق "الغارديان"، فإنّ الخاسر الثالث هم بعض المرشحين المختلفين، مثل عضو مجلس الشيوخ القومي المسيحي في ولاية بنسلفانيا دوج ماستريانو الذي دفع أجرة حافلات لنقل الناس إلى ما أصبح فيما بعد "تمرد 6 يناير"، وحاول إبطال نتائج انتخابات عام 2020، إذ جرت هزيمته في سباق الحاكم.
كذلك، خسر ماثيو ديبيرنو، الذي وصف الديمقراطيين بأنهم "ماركسيون ثقافيون جذريون"، وخسر محاولته لمنصب المدعي العام لميشيغين.
وأضافت الصحيفة أنّ تينا فورتي، العضوة الجمهورية التي حضّرت "تمرد 6 يناير" وشاركت في نظريات مؤامرة QAnon، سُحقت في محاولتها لهزيمة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، النائبة الديمقراطية في نيويورك.
اقرأ أيضاً: ما تأثير الانتخابات النصفية في السياسة الخارجية الأميركية؟