فرنسا تهدد إيطاليا بعواقب بسبب سياساتها تجاه أزمة المهاجرين

وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا تقول إنّ "روما قد تواجه عواقب في حال عدم تغيير موقفها"، وذلك بعد رفض إيطاليا قبول دخول سفينة المهاجرين "أوشن فايكنغ".
  • فرنسا تهدد إيطاليا بعواقب بسبب سياساتها تجاه أزمة المهاجرين

هددت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، اليوم السبت، من أنّ "روما قد تواجه عواقب في حال عدم تغيير موقفها"، وذلك بعد رفض إيطاليا قبول دخول سفينة المهاجرين "أوشن فايكنغ".

وقالت الوزيرة الفرنسية: "ستكون هناك عواقب إذا استمرت إيطاليا في هذا الإجراء. من جانبنا، قمنا بتعليق آلية إعادة توطين المهاجرين من إيطاليا وشددنا الضوابط على الحدود بين فرنسا وإيطاليا".

وتابعت كولونا، في مقابلة أجرتها مع صحيفة "باريزيان"، أنه "يجب تذكير روما بواجبها في إظهار الجانب الإنساني"، وأشارت إلى "خيبة أمل شديدة" من قرار إيطاليا، وبحسبها، فإن "روما لا تحترم القانون الدولي أو البحري".

وشددت كولونا على أنّ "فرنسا قبلت دخول السفينة بشكل استثنائي، بالنظر إلى رفض إيطاليا العنيد وافتقارها للإنسانية"، واصفة قرار السلطات الإيطالية بـ "الصادم".

فيما حذَّر أحد أقرب مساعدي رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في وقت سابق  اليوم، فرنسا من تصعيد الخلاف المستمر بشأن الهجرة، بتقييد قدرة روما على الحصول على أموال الاتحاد الأوروبي المخصصة للتعافي من الجائحة.

وقال المسؤول المعني بتنفيذ برنامج الحكومة، جوفانباتيستا فاتزولاري، لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" اليوم الجمعة، إنّه يأمل "ألا يكونوا يشيرون إلى أموال الاتحاد الأوروبي المخصصة لما بعد الجائحة"، لأنّ أي إجراء من هذا القبيل سيكون "خطراً للغاية".

وتُعد إيطاليا المستفيد الأكبر من بين دول الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها 27 دولة، من الصندوق الأوروبي للتعافي والمرونة، إذ تحصل على نحو 200 مليار يورو (204.28 مليار دولار).

كما قالت رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، الخميس الماضي، إنّ "شيئاً ما لا يعمل في الآلية الأوروبية المتعلقة باستقبال المهاجرين وإيوائهم"، واصفة هذه الآلية بأنها "غير عادلة من ناحية القول بأن إيطاليا يجب أن تكون نقطة وصولهم الوحيدة"، ومعربة عن "حيرتها من رد فعل فرنسا" حول قرارها قبول سفينة اللاجئين "كاستثناء".

وفي وقت سابق، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين إن سلطات البلاد، كاستثناء، "تسمح للسفينة "أوشن فايكنغ"، التابعة لمنظمة إنسانية دولية "إس أو إس ميديتراني"، بالرسو في ميناء تولون".

وبحسبه، يؤخذ في الاعتبار أنّ "السفينة كانت في البحر منذ أكثر من 15 يوماً، وجعلت السلطات الإيطالية خلالها الركاب ينتظرون".

وقال دارمانين أيضاً إنّ "فرنسا ترفض قبول 3500 مهاجر من المقرر إعادة توجيههم من إيطاليا إلى فرنسا الصيف المقبل"، وحثّ الدول الأخرى على أن تحذو حذو باريس، مؤكداً أنّ "فرنسا ستعزّز أيضاً ضوابط الحدود مع إيطاليا في المستقبل القريب".

وتشهد العلاقات بين البلدين توتراً على خلفية الموضوع.

وتعهدت الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرفة الجديدة بقمع المهاجرين الذين يحاولون العبور بقوارب متهالكة، في رحلة محفوفة بالمخاطر من شمال أفريقيا إلى أوروبا.

وصل أكثر من 87000 شخص إلى إيطاليا حتى الآن هذا العام، وفقاً لوزارة الداخلية - على الرغم من أن 14% فقط من هؤلاء تمّ إنقاذهم في البحر ونقلهم إلى بر الأمان بواسطة سفن خيرية.

المصدر: الميادين + وكالات