مقعد واحد يفصل "الديمقراطيين" عن الاحتفاظ بأغلبية مجلس الشيوخ الأميركي
بدا الرئيس الأميركي، جو بايدن، اليوم السبت، قادراً على الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ، في الوقت الذي يبدو الجمهوريون قريبين من تجريده من الأغلبية في مجلس النواب.
وفي وقتٍ سابق اليوم، أعلنت 3 شبكات تلفزيونية إعادة انتخاب السناتور الديمقراطي مارك كيلي عن ولاية أريزونا.
وبفوز كيلي، رائد الفضاء السابق، على خصمه الجمهوري، بليك ماسترز، يرتفع عدد أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين إلى 49 حتى الآن، أي بفارق مقعد واحد لضمان الأغلبية، بينما يستمر في نيفادا فرز الأصوات، في حين ستجرى في جورجيا دورة ثانية في السادس من كانون الأول/ديسمبر المقبل.
ويكفي أن يفوز الديمقراطيون بمقعد واحد من أجل المحافظة على السيطرة على مجلس الشيوخ، بينما يمكنهم الاستفادة من صوت نائبة الرئيس كامالا هاريس من أجل حسم تعادل الأصوات، وفق ما هو منصوص عليه في الدستور.
وفي ظلّ هذه الانتكاسات المتتالية، التي مُني بها مرشّحو ترامب، أطلق الرئيس السابق تصريحات عن "التزوير الانتخابي"، رافضاً الاعتراف بحكم صناديق الاقتراع، كما فعل منذ هزيمته في الانتخابات الرئاسية في عام 2020.
وفي مجلس النواب، يبدو أنّ الجمهوريين سيحصلون على أغلبية المقاعد، الأمر الذي سيعقّد ما تبقّى من ولاية الرئيس جو بايدن.
لكن انتصارهم يبدو أقل ممّا تمّ إعلانه، فلقد توقّعت قناة "أن بي سي نيوز"، صباح اليوم السبت، أغلبية هشّة بفارق 5 مقاعد للجمهوريين، الذين سيحصلون على 220 مقعداً في مقابل 215 مقعداً للديمقراطيين.
يأتي ذلك في وقت لم ينتهِ الفرز في نحو 20 مركز اقتراع، وبصورة رئيسية في كاليفورنيا.
اقرأ أيضاً: ماذا نعرف عن الانتخابات النصفية الأميركية؟
لم يتحقّق "المدّ الأحمر"
لطالما اعتقد الجمهوريون أنّ لديهم حظوظاً قوية في استعادة المجلسَين من منافسيهم الديمقراطيين، ووعدوا بـ"مدّ أحمر"، أو حتى "تسونامي"، لكن ذلك لم يحدث في النهاية.
وأثارت نتائجهم المخيّبة للآمال الغضب بين المسؤولين المنتخَبين في الكونغرس، الأمر الذي يُنذر بإمكان اللجوء إلى تصفية حسابات.
وطالب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ المؤيّدين لترامب، في رسالة كشف عنها موقع "بوليتيكو"، بتأجيل التصويت لانتخاب زعيمهم في المجلس، وعبّروا عن شعورهم بـ"خيبة أمل"، لأنّ "المدّ الأحمر لم يتحقّق"، الأمر الذي يشكّل تحدّياً للزعيم الحالي ميتش ماكونيل.
اقرأ أيضاً: الجيل "z" في الانتخابات النصفية الأميركية.. كيف أثّر في النتيجة؟
الأنظار تتجه إلى انتخابات 2024
بمجرّد تبلوُر المشهد السياسي في مجلسَي النواب والشيوخ، ستتجه الأنظار إلى الانتخابات الرئاسية، عام 2024، وسط احتمال رؤية الرئيس السابق دونالد ترامب يُعلن ترشّحه، الثلاثاء، وفقاً لأحد مستشاريه المقرّبين.
وقال مستشاره، جايسون ميلر، إنّ "ترامب سيعلن الثلاثاء أنّه مرشح للانتخابات الرئاسية. وسيكون إعلاناً حِرَفياً جداً، ومصقولاً للغاية".
كذلك، سيكون الثلاثاء يوم صدور مذكّرات منافس محتمل آخر لدونالد ترامب، هو نائبه السابق مايك بنس.
وكان ترامب لمّح، في وقت سابق، إلى أنّه قد يترشّح للانتخابات الرئاسية، واعداً بأنه سيُصدر "إعلاناً كبيراً" من مقرّ إقامته في مارالاغو في فلوريدا. لكنّ مضمون هذا الإعلان لم يعد يثير حماسة في الأيام الأخيرة.
وسيكون هذا ترشّح ترامب الثالث للبيت الأبيض. وحتى لو ظلّ يملك تأثيراً لا يمكن إنكاره في الحزب الجمهوري، فلقد خرج ضعيفاً من الانتخابات النصفية، التي شهدت خسارة عدد من مرشّحيه.
في غضون ذلك، تُوّج حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، الذي أُعيد انتخابه، الفائز الأكبر في موسم الانتخابات. وعزّز انتصار هذا النجم الجديد لليمين المتشدّد مكانته كمنافس محتمل للرئيس السابق في ترشيح الحزب الجمهوري.
يبقى أنّ انتخابات عام 2024 قد تشكّل إعادةً لمشهد انتخابات عام 2020، فلقد أعلن بايدن "نيّته" السعي لولاية ثانية، لكنّه آثر ترك القرار النهائي في هذا الشأن إلى العام المقبل.