منصات التواصل الاجتماعي.. كيف أدت دورها في الانتخابات النصفية الأميركية؟

مواقع التواصل الاجتماعي وضعت خططها لمواجهة الأخبار الكاذبة والادعاءات المضللة خلال الانتخابات النصفية الأميركية، فهل نجحت في مهمتها؟
  • منصات التواصل الاجتماعي.. كيف أدت دورها في الانتخابات النصفية الأميركية؟

تؤدي مواقع التواصل الاجتماعي دوراً لا يمكن إغفاله خلال الأحداث التي يمر بها العالم، وخصوصاً في بلد كالولايات المتحدة الأميركية، التي يصنف سكانها من أكثر الناشطين والمتفاعلين عبر هذه المواقع ومنصاتها.

وضعت جميع منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية خططاً لمراقبة خدماتها في يوم الانتخابات النصفية الأميركية، تفادياً لتحولها إلى منصات لنشر التضليل والكراهية، خصوصاً بين أنصار الجمهوريين والديمقراطيين.

وعلى الرغم من الاحتياطات التي ادَّعت إدارات شركات مواقع التواصل الاجتماعي حرصها على اتخاذها، فإنَّ بعضها كان مصدراً رئيسياً للأخبار الخاطئة، ولترجيح كفة حزب على آخر في الانتخابات.

كيف خطّطت الشركات لمراقبة خدماتها خلال الانتخابات؟

يعدّ موقع "فيسبوك" التابع لشركة "ميتا" إحدى أكثر المنصات التي تخضع للتدقيق عندما يتعلق الأمر بالمعلومات المضللة، وذلك بعدما وجه إليه الكثير من الانتقادات خلال الانتخابات التي كانت تشهدها الولايات المتحدة في السابق.

ويشارك "فيسبوك" و"إنستغرام" أيضاً معلومات موثوقة مع المستخدمين حول كيفية التصويت، وقالت الشركة إنّها أرسلت بالفعل أكثر من 80 مليون إشعار انتخابي هذا العام للمستخدمين.

ووجدت دراسة حديثة أن "فيسوك" كان ناجحاً في الغالب في حظر الإعلانات التي قدمت معلومات مضللة عن الانتخابات. ومع ذلك، تمت الموافقة على 20% إلى 50% من الإعلانات التي تم اختبارها.

وشكّك الباحثون في سياسات "فيسبوك" حول من يُسمح له بوضع الإعلانات. وبعد إجراء اختبار من أحد الحسابات، لم يتأكد الباحثون إذا كان "فيسبوك" قد حظر منشوره المضلل بالفعل.

ورغم الاحتياطات التي اتخذتها شركة "ميتا" ومنصة "فيسبوك"، فإنَّها فشلت في منع الإعلانات التي تحتوي معلومات مضللة "صارخة" حول موعد التصويت في الانتخابات النصفية للولايات المتحدة وكيفيته، وكذلك حول نزاهة عملية التصويت، وفقاً لتقرير جديد صادر عن منظمة"Global Witness" وفريق الأمن السيبراني من أجل الديمقراطية (C4D) في جامعة نيويورك.

"تيك توك"

أصبح "تيك توك" منصة ذات أهمية متزايدة لجميع أنواع المناقشات، لكنه حاول الحفاظ على خدمته بعيداً عن المناقشات السياسية الأكثر سخونة، إذ إنه لا يسمح بالإعلانات السياسية. وقد أبدى رغبته في أن تكون الخدمة "تجربة ممتعة وإيجابية ومبهجة".

وقالت الشركة في منشور خلال أيلول/سبتمبر: "تيك توك هو أولاً وقبل كل شيء منصة ترفيهية"، وأضافت أنّها تريد "رعاية وتعزيز بيئة إيجابية تجمع الناس معاً".

ومع ذلك، وجدت دراسة جامعة نيويورك و"غلوبال ويتنس" أن "تيك توك" كان يؤدي أسوأ أداء من بين المنصات التي اختبرتها في منع المعلومات الخاطئة المتعلقة بالانتخابات في الإعلانات، حين وافق على إعلانات تروج لتاريخ خاطئ للانتخابات أو تشجع الناخبين على التصويت مرتين.

ووجد الباحثون أن "تيك توك" وافق على 90% من الإعلانات التي تحتوي معلومات خاطئة أو مضللة بشكل صارخ.

ولم تقدم شركة "تيك توك" تعليقاً على التقرير، لكنها أعلنت أنّها ستحاول التحقق الإلزامي من حسابات الحكومة والسياسيين والأحزاب السياسية في الولايات المتحدة، وتعطيل هذه الأنواع من الحسابات من عرض الإعلانات.

"تويتر"

يحتل موقع "تويتر" موقعاً مهماً في فترة الانتخابات، وخصوصاً أنّ الانتخابات جاءت بعد شراء الملياردير إيلون ماسك المنصة قبل أقل من أسبوعين من توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع.

وأعرب ماسك عن رغبته في تخفيف سياسات الإشراف على المحتوى في "تويتر"، وقال إنّ القرارات بشأن إعادة المستخدمين المحظورين، وهي مجموعة تضم الرئيس السابق دونالد ترامب، ستستغرق بضعة أسابيع على الأقل.

وأثار تسريحه عدداً كبيراً من العاملين في منصة "تويتر" مخاوف من أن يخلق ذلك ظروفاً مثالية للمعلومات المضللة والمحتوى البغيض قبل انتخابات التجديد النصفي.

وأشارت مجلة "بولتيكو" في نسختها الأميركية إلى استبعاد فريق إدارة "تويتر" الذي عمل على مكافحة المعلومات المضللة تماماً، وأفادت بأنّ فريق السياسة العامة المسؤول عن اعتماد حسابات السياسيين في "تويتر" شهد أيضاً تسريحات كبيرة للموظفين.

وأعلن رئيس قسم السلامة والنزاهة في منصة "تويتر"، يوئيل روث، أن نزاهة الانتخابات الأميركية تظل "أولوية قصوى"، على الرغم من عمليات التسريح الجماعي للموظفين، لافتاً إلى أنّ فريق الثقة والأمان الخاص بالمنصة لم يتضرر نسبياً في ظل عمليات التسريح.

"غوغل" و"يوتيوب"

تعد "غوغل" و"يوتيوب" منصتين مهمتين أيضاً في فترة الانتخابات النصفية، لكن سياستهما تجعلهما أكثر نزاهة من غيرهما من المنصات.

وتتطلَّب الأنظمة الأساسية من المعلنين الذين ينشرون رسائل انتخابية التحقق من صحتها والكشف عن دعم الإعلان. وقد قامت "غوغل" بذلك لتفادي استهداف المستخدمين بعد الآن بالإعلانات السياسية، ما يقصر الاستهداف على فئات ديموغرافية عامة معينة.

ووجدت دراسة جامعة نيويورك و"غلوبال ويتنس" أن "يوتيوب" حقق أفضل أداء من الأنظمة الأساسية التي اختبرها في منع الإعلانات التي تحتوي معلومات مضللة عن الانتخابات.

وحظر الموقع في النهاية جميع الإعلانات المليئة بالمعلومات الخاطئة التي أرسلها الباحثون من خلال حساب لم يخضع لعملية التحقق من المعلنين، وحظرت المنصة أيضاً قناة "يوتيوب" عرضت هذه الإعلانات، على الرغم من بقاء حساب إعلانات "غوغل" نشطاً.

المعلومات الخاطئة

رغم الخطط التي وضعتها شركات تدير مواقع التواصل الاجتماعي، فإن أغلبها وقع في فخ نشر المعلومات المضللة، وأدى دوراً سلبياً خلال الانتخابات النصفية.

وقال خبراء في وسائل التواصل الاجتماعي إن عشرات المنشورات في "تويتر" و"فيسبوك" شككت في نجاحات الديمقراطيين في الانتخابات من دون دليل يوم الأربعاء.

ويراقب الباحثون الذين يدرسون المعلومات الخاطئة من كثب المناقشات عبر الإنترنت بعد تصويت يوم الثلاثاء. وهذه المرة، أثار المستخدمون شكوكاً في النتائج غير المستقرة في ولاية أريزونا، مستشهدين بمشاكل آلية التصويت والعد البطيء.

وأشارت بعض المنشورات إلى أنّ الجمهوريين حققوا فوزاً كبيراً في فلوريدا بعدما سنّت الولاية قيوداً جديدة على التصويت، وادعت أنّ عدم وجود مثل هذه القوانين في ولايات أخرى أدى إلى الاحتيال.

رغم ذلك، قال باحثون إنّ جهود مسؤولي الانتخابات وخبراء المعلومات المضللة عبر الإنترنت للرد على الروايات المضللة في وسائل التواصل الاجتماعي بدت أفضل مما كانت عليه عام 2020، وساعدت في الحد من انتشار الادعاءات الكاذبة.

ويهدف "فيسبوك" أيضاً إلى الحد من انتشار المحتوى التآمري من خلال تقليل التوصية به، ولم تحظَ المشاركات الإشكالية التي وجدها الباحثون بأكثر من بضع مئات من الإعجابات، لكن الشركة رفضت التعليق على مدى نجاح الميزة في هذه الانتخابات.

أما "تويتر"، فقد قالت منظمة "Common Cause"، التي تراقب وسائل التواصل الاجتماعي لجهود قمع الناخبين، يوم الثلاثاء، إنه لم يتخذ أي إجراء بشأن المنشورات التي وصفتها المنظمة بأنها غير لائقة، ولم يستجب لطلب التعليق على الأمر.

المصدر: الميادين نت