ما أبرز القضايا التي تقلق الناخبين في تكساس الأميركية؟
يُعتبر التضخم في مدينة "ماك آلن" في ولاية تكساس الحدودية مع المكسيك، كما في أماكن أخرى في الولايات المتحدة، موضوعاً رئيسياً في الانتخابات النصفية الأميركية، فيما تُثير مسألة الهجرة القلق أيضاً، لأنّ المنطقة تعدّ إحدى بوابات دخول المهاجرين من أميركا اللاتينية.
وبحسب استطلاع أجرته "واشنطن بوست" و"ABC News"، فإنّ 80% من الناخبين الذي شملهم الاستطلاع يعتبرون الاقتصاد قضية رئيسية ستؤثر على تصويتهم في الانتخابات المقبلة، و77% يعتبرون أن التضخم هو القضية المؤثرة على تصويتهم.
ووفق بيانات الاستطلاع، يقول الأميركيون إن أوضاعهم المالية أصبحت سيئة أكثر منذ أن تولى بايدن منصبه.
كذلك، كشف استطلاع سابق أن عدداً كبيراً من الأميركيين يعانون اقتصادياً في الوقت الحالي، أكثر مما شعروا به في انتخابات التجديد النصفي السابقة للكونغرس قبل أربع سنوات، مؤكدين أن بايدن لم يعر اهتماماً لأهم مخاوفهم وسط استمرار التضخم.
وإلى جانب القضايا الاقتصادية، سيؤثر على الناخبين الأميركيين قضايا اجتماعية أخرى، وهي قضية الإجهاض، والعنف المسلح الذي أفضى إلى ارتفاع معدلات الجريمة مؤخراً في الولايات المتحدة، إلى جانب موضوع الهجرة.
اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة: التضخم الأساسي يصل لأعلى مستوى له منذ 40 عاماً
قضية الهجرة تُقلق الناخبين في تكساس
في هذه المدينة، التي تحتوي على سكان من أصول لاتينية بنسبة 80%، يبقى الشاغل الرئيسي خلال هذه الانتخابات النصفية هو معرفة ماذا ستفعل السلطات في مواجهة ضغوط الهجرة المتزايدة على الحدود.
ففي "ماك آلن"، يوجد جسرٌ يمتد فوق نهر ريو غراندي، تعبره مئات السيارات يومياً، وجدار بُني خلال حكم إدارة ترامب.
وعلى الرغم من ذلك، يحاول آلاف المهاجرين من أميركا الوسطى وكوبا وفنزويلا وهايتي عبور النهر بكل الوسائل لدخول الأراضي الأميركية.
وفي هذا الخصوص، قال المواطن الأميركي توني جالومو، أثناء توجهه إلى مركز اقتراع: "أعتقد أنّ المشكلة الرئيسية التي تؤثر علينا جميعاً حالياً هي ارتفاع نسبة التضخم الموجود في كل مكان في العالم.. لكن كذلك الهجرة مشكلة أميركية، ونريد أن يتحدث الطرفان لإيجاد حل".
وكدليل على ضغط الهجرة المتواصل، احتجز أكثر من 2.5 مليون شخص في مراكز احتجاز بين الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2021 و31 آب/أغسطس 2022 وفق شرطة الحدود.
ويغادر معظمهم بلادهم بسبب الفقر والعنف وانعدام الأفق. ولكن هذه الأسباب لا تثير التعاطف إلى حد كبير في شمال الحدود.
وفي السياق، أشار المواطن الأميركي فرانسيسكو كابرال إلى رغبة الرئيس جو بايدن في تسوية أوضاع 11 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون على الأراضي الأميركية، بينما يمكن أن تصبح هذه المبادرة معقدة إذا فاز الحزب الجمهوري بالأغلبية في مجلسي الكونغرس.
وتتعارض هذه الرؤية مع تطلعات الجمهوريين الذين يعتبرون أنّ الهجرة تسبب انعدام الأمن ويجب مكافحتها من خلال منح وسائل إضافية لشرطة الحدود، بهدف حماية عائلات "ماك آلن".
"معقل الديمقراطيين"
كانت ماك آلن تاريخياً معقلًا للديمقراطيين، لكن في السنوات الأخيرة حقق المحافظون مكاسب فيها. وتتمتع المرشحة الجمهورية مونيكا دي لا كروز حالياً بفرصة للفوز ودخول مجلس النواب.
واعتبرت المواطنة خوانيتا غونزاليس، من جهتها، أنّه "من الضروري أن تبقى المنطقة في أيدي الديمقراطيين.
الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون، زار بدوره المدينة، لدعم المرشحة الديمقراطية ميشيل فاليجو، وهي نفسها من أصول لاتينية، وذلك تداركاً لخطر خسارة حزبه للمدينة.
وترى فاليجو العاملة في مجال التجارة في ولايتها أنّ "ماك آلن" قادرة على توفير فرص عديدة، إذا وجدت الاستثمارات.
من جانبه، يعتقد كلينتون أنّ الجمهوريين "ينمّون حسّ الكراهية تجاه المهاجرين".
وقال الرئيس السابق خلال تجمّع: "لا يريدونكم أن تفكروا. يريدون أن تخافوا وتنقسموا، يريدون أن تنظروا إلى الآخرين وتعتقدوا أن الاختلافات أهم من إنسانيتنا المشتركة".
يُشار إلى أنّ الأميركيين أدلوا بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشيوخ وانتخاب أعضاء مجلس النواب وحكام الولايات، التي انطلقت الثلاثاء، في استحقاق مفصلي، سيحدد هامش المناورة للرئيس جو بايدن حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في العام 2024، والتي قد يخوضها الرئيس السابق دونالد ترامب.
وسيكون لفقدان السيطرة على مجلسي الكونغرس، عواقب وخيمة على الرئيس الديمقراطي الذي أعرب عن "نيّته" الترشح في العام 2024، ما يُنذر بإعادة مشهد الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2020.
اقرأ أكثر: أزمات تؤرق الأميركيين في الانتخابات النصفية.. ما هي؟