أزمات تؤرق الأميركيين في الانتخابات النصفية.. ما هي؟
تتنوّع مخاوف الناخبين الأميركيين، لكن بعضها سيكون أكثر أهمية من غيره خلال التصويت في انتخابات نصف الولاية اليوم الثلاثاء، كالحق في الإجهاض، الهجرة، التضخّم، الجريمة والدفاع عن الديمقراطية.
في ما يلي نظرة عامّة على هذه المخاوف، في الوقت الذي يستعدّ ملايين الأميركيين لاختيار نوابهم وأعضاء مجلس الشيوخ وحكّام الولايات.
التضخّم على رأس الأولويات
التضخم الشغل الشاغل للأُسر الأميركية، وفقاً لجميع استطلاعات الرأي. ويتهم الجمهوريون جو بايدن وحزبه بالمسؤولية عن ارتفاع الأسعار في البلاد.
وقالت المرشحة المحافِظة عن مقعدٍ في مجلس النواب جين كيغان: "في أيامنا هذه، كلّ شيء أكثر تكلفة، من التسوّق إلى تعبئة السيارة بالوقود".
وسعى الديمقراطيون لتجنّب التطرّق إلى المسألة، خوفاً من أن تؤثر فيهم سلباً.
ولكن بناءً على ضغوط الجناح اليساري في الحزب الديموقراطي، الداعي إلى إيصال رسالة واضحة بشأن الاقتصاد، كرّر جو بايدن في الأسابيع الأخيرة القول إنّ "الديمقراطيين يبنون أميركا أفضل بالنسبة إلى الجميع"، مؤكداً أنّ الجمهوريين هم الذين "سيقوّضون الاقتصاد".
اقرأ أيضاً: استطلاع أميركي: السخط الاقتصادي يدفع الناخبين في اتجاه الجمهوريين
الدفاع عن الحق في الإجهاض رهانٌ ديمقراطي
مع ذلك، فضّل المرشحون الديمقراطيون أن يبنوا حملتهم على الإجهاض، في الوقت الذي قرّرت فيه المحكمة العليا للولايات المتحدة، في نهاية حزيران/يونيو، تعليق حق النساء الأميركيات في إنهاء حملهن.
وقدّم قرار أعلى هيئة قضائية في البلاد دفعاً للديمقراطيين في استطلاعات الرأي هذا الصيف، ما ساهم في تعزيز التكهّنات بشأن فوزٍ ديمقراطي محتمل في هذا الاقتراع.
كذلك، شكّل استفتاء نُظّم في مطلع آب/أغسطس في ولاية كنساس المحافظة حافزاً آخر للديمقراطيين، حيث صوّت الناخبون على نحو كبير لرفض تعديل دستوري مناهض للإجهاض.
غير أنّ استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت أنّ الإجهاض لم يكن أولوية بالنسبة إلى الأميركيين.
اقرأ أيضاً: هل يتحول "قانون الإجهاض" في الولايات المتحدة إلى مادة للاستقطاب السياسي؟
الجريمة ذريعة أخرى للجمهوريين
شكّلت الجريمة الآخذة في التصاعد، وفقاً لبيانات الشرطة الفدرالية، منطلقاً لهجوم الحزب الجمهوري الذي اتهم الديمقراطيين بعدم القدرة على ضمان سلامة الأميركيين.
في بنسلفانيا، إحدى الولايات التي تشهد نزاعاً محتدماً في انتخابات منتصف الولاية، يتّهم المرشح الجمهوري محمد أوز باستمرار خصمه الديموقراطي جون فيترمان بـ"التراخي في مواجهة الجريمة".
وحاول الديمقراطيون إسكات هذه الاتهامات عبر التصويت في الأسابيع الأخيرة على سلسلة من مشروعات القوانين التي تهدف إلى تحسين تجنيد وتدريب ضبّاط الشرطة في الولايات المتحدة، ما يثير سخط أولئك الذين ينتمون إلى الجناح اليساري في الحزب، والذين يقومون بحملة لتقليص تمويل الشرطة منذ مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على يد ضابط شرطة أبيض.
اقرأ أيضاً: العنف في الولايات المتحدة.. رصاصة على طفل في كل ساعة
الهجرة
الهجرة التي عادة ما تعدّ موضوعاً متفجّراً في الولايات المتحدة، باتت أكثر تفجّراً في الأسابيع التي سبقت الانتخابات، فقد اتهمت المعارضة الجمهورية الديمقراطيين بتحويل الحدود مع المكسيك إلى مصفاة.
ويأتي ذلك فيما سجّلت الولايات المتحدة أكثر من مليوني حالة اعتقال للمهاجرين على هذه الحدود، بين تشرين الأول/أكتوبر 2021 وآب/أغسطس 2022. ويعدّ هذا رقماً قياسياً يتضمّن أيضاً عدد المخالفين الذين كرّروا محاولة العبور بضع مرّات.
ويؤكد الجمهوريون أنّ هذه الهجرة غير الشرعية تغذّي تهريب "الفنتانيل" في الولايات المتحدة. و"الفنتانيل" مادة أفيونية مصنّعة أقوى بـ 50 مرة من الهيروين، وهي مسؤولة عن وفاة آلاف الشباب في البلاد.
اقرأ أيضاً: هجرة معاكسة.. المكسيك الوجهة الأقل كلفة للأميركيين
معارك ثقافية
كذلك، يعد الجمهوريون أميركا بـ"مستقبل قائم على الحرية"، خصوصاً في المدارس التي كانت محور نقاش في السنوات الأخيرة بشأن الإقفال واستخدام الأقنعة واللقاح ضدّ كوفيد وتدريس تاريخ العبودية والتمييز العنصري.
ويبدو أنّ هذا الموقف يتردّد صداه لدى قاعدتهم الانتخابية.
كذلك، واصل المحافظون هجومهم على الرياضيات المتحوّلات جنسياً، "كي تتمكّن النساء فقط من المشاركة في المنافسات النسائية الرياضية" على حدّ تعبيرهم.
في المقابل، يدعو الديمقراطيون إلى توسيع الحماية للمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية (LGBT).
اقرأ أيضاً: ترامب: أميركا لم تعد محترمة في العالم وهي تسير إلى الجحيم
الدفاع عن الديمقراطية
ظهر الدفاع عن الديمقراطية كمصدر قلق جديد للناخبين الأميركيين، مدفوعاً بسلسلة جلسات استماع اللجان البرلمانية التي تحقّق في شأن دونالد ترامب والهجوم على الكونغرس الذي شنّه مؤيّدوه في السادس من كانون الثاني/يناير 2021.
وفي هذه الأثناء، ما زال الرئيس السابق يؤكد، من دون دليل، أنّ الانتخابات الرئاسية لعام 2020 قد "سُرقت"، وهي نظرية لا يزال الملايين من مؤيّديه ومئات المرشّحين الجمهوريين لانتخابات الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، يتمسّكون فيها.
اقرأ أيضاً: بايدن: ديمقراطيتنا في خطر.. هذا وقت الدفاع عنها
المناخ الغائب الكبير
على الرغم من الكوارث المتكرّرة في جميع أنحاء البلاد هذا العام، لم يجرِ موضوع المناخ تناوله تقريباً في هذه الحملة.
وأشار استطلاع للرأي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" مع "آي بي سي نيوز" إلى أن 80% من الديموقراطيين يعتقدون أنّ التغيّر المناخي "مهمّ جداً في تصويتهم"، في مقابل 27% فقط من الجمهوريين.
اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة تتخلّف عن دفع حصّتها من تمويل مكافحة التغير المناخي
ودخل سباق التجديد النصفي في الولايات المتحدة مرحلته الأخيرة مع انتهاء الحملات الانتخابية، في استحقاق يمكن أن يغيّر العهد الرئاسي لجو بايدن.
اقرأ أيضاً: ماذا نعرف عن الانتخابات النصفية الأميركية؟