احتجاجات في إسطنبول تندد باستخدام الجيش التركي الأسلحة الكيميائية
اعتقلت الشرطة التركية عشرات المتظاهرين في المسيرة الاحتجاجية التي نظّمها "حزب الشعوب الديمقراطيّ" في العاصمة إسطنبول ضد استخدام الجيش التركي أسلحة كيميائية بحق الكرد في العراق وسوريا.
المتظاهرون الذين شاركوا في "مسيرة الإنسانية ضد الأسلحة الكيميائية" طالبوا المجتمع الدوليّ بالتحقيق في استخدام القوات التركية أسلحة كيمائية ضد الكرد في العراق وسوريا.
وقال المحتجّون: "يجب تأليف بعثة دولية والتحقق من هذه الادعاءات، إذ إنّ استخدام الأسلحة الكيميائية جريمة. حتى في أوقات الحرب لا يمكنك فعل ذلك".
وأضافوا: "أردنا لفت الانتباه إلى هذا الوضع كأعضاء في حزب الشعوب الديمقراطي وبعض المنظمات الديمقراطية والإقليمية، من أجل التحقيق في هذا الأمر. كما ترون، نحن حالياً تحت الحصار أمام مبنى المقاطعة".
وتابعوا: "نريد من جميع القوى العالمية أن تجري عمليات تفتيش واختبارات في تلك المواقع للتحقق والتوصل إلى حلّ، ونحن لا نريد لأحد أن يستخدم الأسلحة الكيميائية مرة أخرى، لا دولة ولا أي قوة أخرى، ولا ينبغي لأحد استخدام الأسلحة الكيميائية، لأن هذا غير إنساني".
إلى ذلك، ندد المؤتمر الديمقراطي للشعوب وحزب الشعوب الديمقراطي وقوى النضال المتحدة في مسيرة بما سمّوها "هجمات الجيش التركي بالأسلحة الكيميائية على مناطق الدفاع المشروع في زاب ومتينا وآفاشين في إقليم كردستان وتواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني".
وذكر محتجون أن الشرطة التركية أقدمت على اعتقال نحو 80 شخصاً، عندما حاولوا دخول مبنى منظمة حزب الشعوب الديمقراطي في إسطنبول.
كذلك، تجمّع الآلاف من الأشخاص في بلدة تلقبين التابعة لناحية سلوبي في باكور كردستان للمشاركة في "مسيرة الإنسانيّة" احتجاجاً على استخدام الأسلحة الكيميائيّة، وردد المتظاهرون شعارات " تحيا مقاومة زاب" و"حزب العمال الكردستاني يمثّل الشعب"، و"تحيا مقاومة الكريلا".
فيما عملت قوات الشرطة التركية على تفرقة التظاهرة من خلال استخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيّل للدموع.
وكانت وسائل إعلام مقربة من "حزب العمال الكردستاني" نشرت مقاطع فيديو تظهر، بحسب قولها، استخدام الجيش التركي أسلحة كيميائية ضد الجماعة المسلحة شمالي العراق.
في المقابل، أصدرت وزارة الدفاع التركية بياناً قالت فيه إن "المزاعم باستخدام القوات المسلحة التركية أسلحة كيميائية لا أساس لها وعارية من الصحة تماماً".
وانتقد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، هذه المزاعم ووصفها بأنها "أكاذيب" وجزء من "حملة تشهير" تستهدف الجيش والشرطة والاستخبارات التركية التي تضيّق الخناق على المقاتلين الكرد، بحسب زعمه.
وقبل أيام، اعتقلت الشرطة التركية سيبنم كورور فينكانسي، رئيسة نقابة الأطباء التركية، بعدما دعت إلى إجراء تحقيقٍ في مزاعم استخدام الجيش التركي أسلحة كيميائية ضد مسلحين كرد في شمالي العراق.
وقالت فينكانسي:"من الواضح أنه تمّ استخدام أحد أنواع الغاز الكيميائي السام التي تؤثر بشكل مباشر في الجهاز العصبي".
وقد اعتقلت الشرطة التركية فينكانسي بتهمة نشر "دعاية إرهابية" كجزء من تحقيق أجرته شرطة مكافحة الإرهاب، وفقاً لمكتب المدعي العام التركي في أنقرة.
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتهم الطبيبة فينكانسي بالافتراء على القوات المسلحة التركية وإهانة بلدها، "من خلال التحدث بلغة المنظمة الإرهابية"، بحسب تعبيره.
وجاء اعتقال الطبيبة فينكانسي بعد مُداهمة الشرطة عدّة مدن تركية واعتقال 11 صحافياً يعملون مع وسائل إعلام موالية للكرد.
اقرأ أيضاً: تركيا إردوغان.. الكرد سيقرّرون المصير!
حزب الشعوب الديمقراطي يعلق أنشطته في البرلمان التركي
بالتوازي، أعلن "حزب الشعوب الديمقراطي"، قبل أيام، تعليق أنشطته في البرلمان التركي بعد توقيف رئيسيه و9 من نوابه.
وأفاد الحزب، الذي يمثل القوة الثالثة في البرلمان التركي ويشغل 59 مقعداً، في بيان: "قررت كتلتنا البرلمانية وقيادة الحزب وقف أنشطتنا في الهيئات التشريعية في مواجهة هذا الهجوم الشامل والغاشم، وردّاً على اعتقال رئيس الحزب و9 من نوابه".
وكانت السلطات التركية اعتقلت رئيسي الحزب صلاح الدين دميرتاش وفيغان يوكسك داغ و9 نواب آخرين، فجر الجمعة، لإحالتهم إلى المحكمة بتهمة "الانتماء إلى حزب العمال الكردستاني المحظور والترويج له"، ما أثار موجة انتقادات واسعة ضد قرار أنقرة.