إيمانويل ماكرون ثبَّت فكرة حل البرلمان.. متى يتخذ القرار؟
بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تثبيت حتمية إجراء انتخابات تشريعية جديدة في أذهان الناس، بعد إعلان الحزب الرئاسي أن كل شيء بات جاهزاً لحملة انتخابية جديدة.
وبعد 6 أشهر من إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون كرئيس للجمهورية، وما يزيد قليلاً عن 4 أشهر لخسارته الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية (البرلمان)، لم تعد الطبيعة الحتمية لمثل هذه العملية، على المدى المتوسط، موضع شك.
ونُوقش موضوع حل البرلمان في المكتب التنفيذي لحزب الرئيس، وأكّد البرلماني ستيفان سيغورني أنّ "الحزب مستعدٌ لأيّ ظرف" قبل أن يشير إلى أنّ فرقه تعمل منذ شهر على "تحقيق شيءٍ عملي".
كما أنشأ الحزب بالفعل "بروتوكول الحل"، مع "إعادة التخطيط التفصيلي" اذي يشير بدقة، يوماً بعد يوم إلى مراحل العملية.
التهديد بالحل لوّح به ماكرون في 28 أيلول/سبتمبر
كان الرئيس إيمانويل ماكرون، قد لوّح بالفعل بهذا التهديد في 28 أيلول/سبتمبر الماضي، أمام غالبية المديرين التنفيذيين المدعوين لتناول العشاء في الإليزيه، مؤكداً أنّه سوف يُشهر سلاح الحل، إذا صوتت المعارضة بالتوافق على اقتراح بحجب الثقة عن الحكومة، وبالتالي إسقاط حكومة إليزابيث بورن.
وأثناء ظهوره على قناة "France2"، يوم 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كرَّر ما قاله: "هناك أدوات في يد رئيس الجمهورية".
اللعب على الفجوة بين النظام والفوضى
رئيس الدولة بدأ في تحديد ساحة المواجهة، ويستهدف في المقام الأول زعيم "حزب فرنسا غير الخاضعة" جان لوك ميلانشون ورئيسة "حزب الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف مارين لوبان لاعتبارهم "المؤمنون بالفوضى".
ويؤكد صديق مقرّب لماكرون: "من يفوز هو من ينجح في الوقوف إلى جانب النظام والحركة، ضدّ من يقف إلى جانب الفوضى والانسداد".
التوقيت لحلّ البرلمان
بعد التصويت على النص الخاص بالقوة الشرائية دون أيّ عوائق في تموز/يوليو الماضي، وفي الوقت الذي سيتم اعتماد نصوص الميزانية بفضل المادة 3 - 49، يقول صديق ماكرون: "نشعر أننا ندخل حقاً في الجزء الصعب: سيكون الأمر أكثر صعوبةً أن نحقق الأغلبية".
وكان مجلس الشيوخ قد تبنى مشروع قانون تسريع الطاقات المتجددة يوم السبت الماضي، لكن ليس أكيداً إنّ كانت الجمعية الوطنية ستتبع ذلك. وقد يتسبب مشروع قانون الهجرة أو مشروع قانون إصلاح نظام التقاعد، المقرر في بداية عام 2023، في انسداد سياسي غير قابل للحل، أو انفجار اجتماعي يبرر عملية الحل.
وانتخب حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا، جوردان بارديلا، زعيماً جديداً له يوم السبت الماضي، بعد أن أيّدت أغلبية ساحقة عضو البرلمان الأوروبي، ليخلف مارين لوبان في المنصب.
يُذكَر أنّ ماكرون، حصد ما يعادل 58.55% من الأصوات، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بينما حصلت لوبان على ما يعادل 41.45% من الأصوات.