"بوليتيكو": أين أخطأت بريطانيا.. وكيف أصبحت مجدداً رجل أوروبا المريض؟
تحدث مقال في موقع "بوليتيكو" بعنوان "أين أخطأت بريطانيا: كيف أصبحت بريطانيا رجل أوروبا المريض مجدداً؟" عن الواقع المأزوم، اقتصادياً وسياسياً، والذي تشهده المملكة المتحدة منذ مدة.
ولفت إلى أنّ الأزمة الحالية هي حصيلة مجموعة عوامل، أبرزها ارتفاع تكلفة المعيشة، والتضخم الاقتصادي، وضعف النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى الاختلال في استقرار البلاد، والذي أدى إليه الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأشار المقال إلى أنّ "الفساد والإضرابات ليست شيئاً جديداً في ليفربول. لكنّ إغلاق رابع أكبر ميناء في بريطانيا يعبّر عن شيء أكبر كثيراً".
وأوضح أنّ هذه الإغلاقات باتت "تعبّر عن موجة كبيرة من إضرابات القطاعين العام والخاص، والتي تحدث في مجالات السكك الحديدية في المملكة المتحدة، والخدمات البريدية، والمحاكم القانونية، وخدمات جمع القمامة".
وأكد المقال أنّ "السبب الرئيس والمباشر للإضرابات هو ارتفاع التكلفة المعيشية، فلقد تجاوز التضخم في المملكة المتحدة عتبة 10% هذا العام"، لكنه أكد، في الوقت نفسه، أنّ "المشاكل الاقتصادية في المملكة المتحدة سبقت الأزمة الحالية بوقت طويل".
اقرأ أيضاً: سوناك: بريطانيا تواجه أزمة اقتصادية عميقة
وتابع أنه "لأكثر من عقد من الزمن، عانت بريطانيا ضعف النمو الاقتصادي، والإنتاجية الضعيفة، وركود استثمارات القطاعين الخاص والعام. ومنذ عام 2016، كانت قيادتها السياسية في حالة تقلب ناجم عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وذكر مقال "بوليتيكو" أنّه "بعد نصف قرن من توصيف وزير الخارجية الأميركي، هنري كيسنجر، للأزمة الاقتصادية في المملكة المتحدة في السبعينيات، بأنّ "بريطانيا في مأساة"،فإن المملكة المتحدة تتّجه إلى أن تكون الرجل المريض في أوروبا مرة أخرى.
وتعرّض الاقتصاد البريطاني لاضطرابات خاصة خلال الأسابيع الأخيرة، إذ ارتفعت تكلفة الاقتراض الحكومي في أعقاب الميزانية المصغرة الكارثية لرئيسة الوزراء السابقة ليز تراس في 23 أيلول/سبتمبر، بحيث اضطر البنك المركزي البريطاني إلى التدخل ليعمل على استقرار أسواق السندات.
لكن، في حين يبدو أنّ التنصيب السريع للمستشار السابق ريشي سوناك رئيساً للوزراء أعاد بعض الهدوء، فإن الخلفية الاقتصادية لا تزال قاتمة، بحسب المقال.
وأشار إلى أنّ "نموّ الإنتاجية في المملكة المتحدة جاء منذ الأزمة المالية متخلفاً عن مثيله في الدول المقارنة، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا".
اقرأ أيضاً: بنك إنكلترا يرفع الفائدة: بريطانيا تواجه أطول ركود اقتصادي منذ مئة عام