مسؤولات ورائدات علم.. هذا ما حققته المرأة الإيرانية

رغم كل المحاولات الإعلامية الغربية لتشويه الواقع، وتزييف الحقائق، لا يمكن إخفاء دور المرأة الإيرانية اجتماعياً وسياسياً في البلاد.
  • بدعمٍ قيادي ورسميّ... هذا ما حققته المرأة الإيرانية

من نافل القول أنّ نشاط المرأة الإيرانية في مختلف مناحي الحياة في البلاد أمسى حيوياً وأساسياً منذ عقود مضت. 

ورغم كل المحاولات الإعلامية الغربية لتشويه الواقع، وتزييف الحقائق، لا يمكن إخفاء دور المرأة الإيرانية اجتماعياً وسياسياً في البلد الذي يُتهم بالتمييز على أساس الجنس.

إيران بحكم سياستها المستقلة، لم تكن يوماً بعيدة عن الاستهداف، وما تكثيف الحالة الإعلامية بشأن وفاة الشابة مهسا أميني سوى مثال على ذلك. ويمكن تتبع مسار التضليل الإعلامي بشأن الحدث نفسه والتضخيم الإعلامي بشأن رد الفعل في الشارع الإيراني في عدد من المنصات.

ازدواجية معايير 

أظهّرت الأحداث تورّط أميركا و"إسرائيل" والسعودية في تنظيم ما يسمى بـ"الثورة الملّونة" عبر استغلال وفاة الشابة أميني وقضية الحجاب، لكن هذه الدول فشلت في اقناع وكسب تعاطف النخبة الإيرانية بكل أجنحتها وتيارتها، ومعها الغالبية الساحقة من الشعب الإيراني.

لقد فعلها الأميركيون عدة مرات، ليس أولها عبر دعم احتجاجات ما سمي بـ "الثورة الخضراء الملونة" عام 2009 في عهد الرئيس الأسبق بارك أوباما بذرائع سرعان ما أظهر الشعب بهتانها، مثل تزوير الانتخابات وسرقة الأصوات وخرق الديمقراطية، ولن يكون آخرها بـ"ثورة المرأة والحجاب" بذريعة  وفاة المواطنة أميني على يد الشرطة، وهو إدعاء ثبت بطلانه بعد التحقيق الموثّق الذي اصدرته الحكومة الإيرانية.

الجدير ذكره أنّ قضية أميني كانت "منصة استغلال" ضد الحكومة الإيرانية، فيما لم تُلحظ حملات التضامن الواسعة مع الحكومة التي ملأت منصات التواصل الاجتماعي بما يقارب المليوني تغريدة بوقت قصير.

وبصرف النظر عمّا تضخّه الماكينات الإعلامية ومنصات الهجوم الإلكتروني الضاربة، لا بد من التأكيد في هذا المجال أنّ النساء الإيرانيات أدينّ دوراً مهماً منذ أواخر القرن التاسع عشر، لكن ذروة ذلك تجلّت بانتصار الثورة الإسلامية أواخر سبعنيات القرن الماضي.

المشاركة السياسة للنساء الإيرانيات 

بدأت المرأة الإيرانية بالمشاركة في العمل السياسي في البلاد منذ عام 1997 على مستوى مساعدة رئيس جمهورية، في عهد الرئيس الأسبق السيد محمد خاتمي، حين عُيّنت، معصومة ابتكار، في هذا المنصب، وبقيت فيه 8 سنوات.

وفي السلك الدبلوماسي والمناصب الحكومية دخل عدد من النساء الإيرانيّات إلى السلك الدبلوماسي والمناصب الحكومية. منهنّ مرضية أفخم التي عُيّنت ناطقةً باسم وزارة الخارجية عام 2015، لكن الأمر لم يقتصر عليها، فقد تبعتها نساء أخريات كحميرا ريجي التي عُيّنت سفيرةً لإيران لدى سلطنة بروناي.

أما عن الوزارات والهيئات الحكومية فقد شغلت مرضية وحيد دسترجردى عام 2009 لأول مرة منصب وزيرة الصحة الإيرانية.

يضاف إلى ذلك تولي النساء مناصب حيوية متعددة ومتعاقبة، مثل منصب نائب رئيس الجمهورية في الشؤون القانونية، ونائب رئيس الجمهورية لشؤون العلوم والتكنولوجيا، ونائب الرئيس لشؤون المرأة والأسرة، ورئيسة مؤسسة الحفاظ على البيئة، ومنصب محافظ مدينة.

واستحوذت المرأة الإيرانية حصصاً لافتة في مناصب المدراء في القطاع الحكومي، لترتفع من 13.8% في العام 2015 لتصل إلى 18.8% هذا العام.

المرتبة الأولى في عدالة التعليم

حصلت إيران على المرتبة الأولى عالمياً في "العدالة في التعليم" بين الفتيات والفتيان، بحسب تقرير المجمع العالمي للاقتصاد.

والكلمة القاطعة في هذا المضمار مستقاة من نسب التفوق العلمي الجامعي وعدد الباحثات في مراكز الأبحاث، إذ وصل عدد النساء في الجامعات إلى 75%، فيما تملأ 8000 سيدة فضاء التأليف والكتابة والصحافة والثقافة يشكل عام، إضافة إلى وجود 712 ناشرة، بعدما كانت النسبة تبلغ "صفراً" في مرحلة ما قبل الثورة.

وتشغل المرأة الإيرانية نسبة 50-60% من موظفي في البلاد، وشكلت 27% من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات، و37% من الشريحة الطبية في البلاد.

ويدعم هذا الحضور السياسي للنساء الإيرانيات دورُهن في الأدب والعلوم والابتكارات والفن والموسيقى الشعبية،إلى جانب الرجل. 

المصدر: الميادين نت