استمرار محادثات السلام السرية بين أديس أبابا وتيغراي في جنوب أفريقيا
استمرّت محادثات السلام الجارية بين الحكومة الإثيوبية وقوات تيغراي في جنوب أفريقيا، اليوم الاثنين، بهدف إيجاد حلٍ سلمي ودائم لوقف النزاع المدمّر المستمر منذ عامين في البلاد، وفق ما أفادت مصادر مطّلعة.
وبدأت المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي، الثلاثاء الماضي، في جنوب أفريقيا، في أول حوار رسمي لمحاولة إنهاء الحرب التي أودت بحياة الآلاف، وتسببت بأزمة إنسانية عميقة في شمال إثيوبيا.
وأكّد دبلوماسي مطّلع على المحادثات لوكالة "فرانس برس" أنّ المناقشات مستمرة، اليوم الاثنين، لكنّه أشار إلى أنّ الأطراف "صارمة جداً بشأن السرية".
وكانت جنوب أفريقيا أعلنت في البداية أنّ المفاوضات بين الطرفين المتحاربين ستستمر حتى الأحد، لكنها ما زالت جارية في ظل تعتيمٍ إعلامي.
وقالت إيبا كالوندو، الناطقة باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، في رسالةٍ لوكالة" فرانس برس": "لم يحدد موعد لانتهاء المحادثات".
وكان أحد أعضاء وفد "جبهة تحرير شعب تيغراي" في جنوب أفريقيا قال لوكالة "فرانس برس" في نهاية الأسبوع إنّ "المحادثات ستستمر على الأرجح حتى الثلاثاء القادم".
آبي أحمد: نعمل من أجل تحقيق السلام
وفي مقابلةٍ مع وسيلة إعلام صينية حكومية، أعرب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عن أمله في تحقيق السلام، من دون الإشارة بشكلٍ مباشر إلى المحادثات الجارية في بريتوريا.
وقال آبي أحمد لمحطة "سي جي تي إن" الإخبارية الناطقة بالإنكليزية خلال مقابلة غير مؤرخة نشرت في تويتر: "نحن نعمل من أجل تحقيق السلام، ونحاول إقناع جبهة تحرير شعب تيغراي باحترام قانون الأرض، واحترام الدستور، والعمل كدولة واحدة في إثيوبيا".
وأضاف: "بالطبع، إذا كان هناك الكثير من التدخلات (...) فسيكون ذلك صعباً للغاية".
وأوضح أنه "يجب أن يفهم الإثيوبيون أنه يمكننا حل مشكلتنا بأنفسنا. وبدلاً من الاستماع إلى أطراف خارجية، من الأفضل احترام قانوننا الخاص وثقافتنا الخاصة وعاداتنا الخاصة".
وتابع: "إذا تمكنا من القيام بذلك، فيمكن تحقيق السلام. آمل في أن نحقق ذلك".
ودعا الاتحاد الأفريقي، في وقتٍ سابق، حكومة إثيوبيا وجبهة تحرير تيغراي إلى محادثات سلام في جنوب أفريقيا.
وتبادلت جبهة تحرير تيغراي، والحكومة الإثيوبية، قبل أيام، الاتهامات بالعودة إلى الأعمال القتالية، بعد نحو 5 أشهر من سريان الهدنة الإنسانية المعلنة.
وكانت الحكومة الإثيوبية قد أعلنت، في آذار/مارس الماضي، هدنة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى إقليم تيغراي، ودعت إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع جبهة تحرير تيغراي، وهو ما دعا إليه أيضاً قادة الجبهة، لكنهما لم يوقعا بعد على الاتفاق.
يذكر أن النزاع في تيغراي اندلع، في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2020، ما أدى إلى مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مليوني شخص، عندما أرسل رئيس الوزراء، آبي أحمد، قواته إلى الإقليم لإزاحة السلطات المحلية المنبثقة من "جبهة تحرير تيغراي"، التي تحدت سلطته لأشهر واتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية في الإقليم.
اقرأ أيضاً: نزاع منذ عامين بين "جبهة تيغراي" وأديس أبابا.. ما أبرز محطاته؟