بريطانيا: ريشي سوناك رئيساً للوزراء بعد فوزه بزعامة "المحافظين"

وزير المالية الأسبق في بريطانيا، ريشي سوناك، يفوز بالتزكية بزعامة حزب "المحافظين" البريطاني بعد انسحاب منافسيه.
  • وزير المالية الأسبق في بريطانيا ريشي سوناك

انتُخب السياسي ووزير الخزانة البريطاني الأسبق، ريشي سوناك، اليوم الإثنين، زعيماً لحزب المحافظين. وتَقَرّر، نتيجة ذلك، أن يصبح رئيساً للوزراء، بعد أن فشلت منافسته بيني موردونت في تأمين 100 صوت في البرلمان، أي الحد الأدنى لترشيحها أمامه.

وبعد انسحاب موردونت من السباق، فاز سوناك بالتزكية بزعامة حزب المحافظين البريطاني.

واستبعد سوناك، في تصريحات خلال اجتماع ضمّ مشرّعين من حزب المحافظين، نقلتها وكالة "رويترز"، مسألة عقد انتخابات مبكّرة، في ظل مطالبة حزب العمال المعارض بذلك.

وقال كبير أعضاء مجلس النواب البريطاني، غراهام برادي، إنه "نتيجة ذلك، تم انتخاب ريشي سوناك زعيماً لحزب المحافظين"، بينما تعهدت موردونت "الدعم الكامل" لوزير المالية الأسبق.

يأتي هذا الفوز بعد سلسلة من الانسحابات انتهت بموردنت، لكن سبقها، أمس، إعلان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، بوريس جونسون، أنه لن يترشح لزعامة حزب المحافظين في بريطانيا.

وفي إثر انسحاب منافسيه، نال سوناك الحدَّ الأدنى المطلوب من الأصوات للترشح، ليفوز بكرسي رئاسة الحزب، وبالتالي رئاسة مجلس الوزراء.

وقبل ذلك، أعلن وزير الدفاع البريطاني، بين والاس، أنه لن يترشح لمنصب رئيس الوزراء في البلاد، قائلاً إنّه "يرغب في البقاء وزيراً للدفاع في المملكة المتحدة".

وأصبح هذا المنصب شاغراً عبر إعلان رئيسة الوزراء، ليز تراس، استقالتها، بعد أقلّ من شهرين من تسلّمها منصبها كزعيمةٍ لحزب المحافظين، ورئيسة للوزراء.

وأكد سوناك حينها أنّه سيرشّح نفسه ليحل محل تراس. وأبدت شخصيات بارزة، كانت أيدت جونسون في الماضي، دعمها له.

وسيكون سوناك خامس رئيس وزراء عن حزب المحافظين في أقل من سبعة أعوام. وتقع على كاهله مهمة صعبة، تتمثّل بمحاولة إعادة بناء حزب سياسي يتأخر حالياً، بحسب استطلاعات الرأي، أكثر من 30 نقطة خلف حزب العمال المعارض.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

سوناك وأزمة الاقتصاد البريطاني

وبحسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، يخطو وزير المالية الأسبق إلى مركز رئاسة الوزراء، في الوقت الذي تتصارع البلاد مع تدهور الاقتصاد في أعقاب التداعيات الفوضوية لميزانية تراس المصغرة في الشهر الماضي.

واهتزت أسواق الأسهم، وانخفض الجنيه الإسترليني، واضطر بنك إنكلترا إلى التدخل في عملية طارئة لشراء السندات، بعد أن أعلنت تراس ووزير المالية آنذاك، كواسي كوارتينغ، مجموعة من التخفيضات الضريبية غير الممولة، والتي تم النظر إليها على أنها تفيد الأثرياء على نحو غير متلائم، حتى في الوقت الذي تواجه البلاد أزمة متفاقمة في تكاليف المعيشة. 

ويتجه الاقتصاد البريطاني نحو الركود، في وقتٍ حذر البنك الدولي من أنّ المملكة المتحدة تستعد لأبطأ نمو، لأغنى اقتصادات مجموعة السبع، في عام 2023.

اقرأ أيضاً: سياسة بريطانيا في عهد تراس: تخبّط داخلي وتصدير أزمات إلى الخارج

وبصفته رئيساً للوزراء، من المتوقع أن يُبقي سوناك على وزير المالية البريطاني، الذي تم تعيينه حديثاً، جيريمي هانت، الأمر الذي يشير إلى الاستمرار في القرارات الاقتصادية الأخيرة لبضعة أشهر.

وكان سوناك أحد الذين قادوا حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، وبسبب ذلك قرّبه جونسون إليه، ليصبح ريشي بعد ذلك من أبرز داعميه.

وسوناك مولود عام 1980 في ساوثهامبتون في بريطانيا. وينحدر من عائلة متوسطة. عمل أبوه طبيباً وكانت أمه صيدلانية، ودرس الفلسفة والعلوم السياسة والاقتصاد في جامعة أوكسفورد، قبل أن يكمل دراسته في جامعة ستانفورد الأميركية.

ووفق "لوفيغارو"، فإن صورة هذا السياسي تأثرت ببعض المتاعب بعد الكشف عن أن زوجته الثرية، أكشاتا مورتي، ربحت الملايين بسبب تمتعها بامتياز ضريبي بدعوى أنها غير مقيمة ببريطانيا، في حين كانت إقامتها في لندن.

كما كُشف أن سوناك نفسه كان يحمل "بطاقة خضراء" أميركية في الوقت الذي كان مستشاراً.

وتقول "لوفيغارو" إن ريشي سوناك يعبّر دائماً عن افتخاره بأصوله الهندية، وسبق له أن صرح موضحا ذلك، بالقول "أنا بريطاني، بريطانيا هي داري ووطني، لكن إرثي الثقافي هندي، وزوجتي هندية، وأنا هندي".

المصدر: وكالات + الميادين نت