مواجهة داخلية وأخرى خارجية.. والهدف بناء دولة اشتراكية على نحوٍ شامل

تتبلور الاستراتيجية الصينية الآخذة في التوسّع، والتي تتنوع جوانبها بين الإنجازات التكنولوجية والاقتصادية. اليوم، بدت سياستها الخارجية أكثر وضوحاً في ظل التقلبات والتوترات الدولية.
  • مواجهة داخلية وأخرى خارجية.. والهدف بناء دولة اشتراكية على نحوٍ شامل

هي مواجهة داخلية وأخرى خارجية أرادهما الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال السنوات الخمس المقبلة. لكن تلك الداخلية تختلف اختلافاً جذرياً عن الخارجية، إذ إنّ الأولى هدفها تثقيل القدرات الإنتاجية والمضي قدماً في البلاد.

وبينما يرسم الحزب الشيوعي الصيني خططه للداخل لتحقيق التنمية وتوسيعها، لم يخش من رسم خطوط حمر أمام التدخلات الخارجية والاستفزازات الغربية.

"لن نتعهد بالتخلي عن اللجوء إلى القوة، ونحتفظ بخيار اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحل القضية التايوانية" قالها الرئيس الصيني، خلال افتتاحه المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، وتقديمه تقريراً نيابة عن اللجنة المركزية التاسعة عشر للحزب.

أراد الرئيس شي التشديد على التمسك بمبدأ الصين الواحدة، وإعلان مواجهة الاستفزازات الغربية، بمواجهة علنية. وقد على التمسك بـ"السياسات المتشددة" بغية توحيد الأراضي الصينية كافة.

اعتبر الرئيس شي أنّ مبدأ "التوحيد السلمي، ودولة واحدة بنظامان" هو أفضل نهج لإعادة التوحيد بين جانبي المضيق، مؤكداً أن هذا المبدأ هو الأكثر اصلاحاً بالنسبة إلى المواطنين على جانبي المضيق والأمة الصينية. وتعهد بالتمسك بـ"توافق عام 1992"، لافتاً إلى دفع السلطات الصينية باتجاه إجراء المشاورات الواسعة والعميقة مع الشخصيات من مختلف الأحزاب والفئات في تايوان.

حماية الأمن القومي وتعزيز القدرات العسكرية.. هدفان أساسيان

وبينما تتبلور الاستراتيجية الصينية الآخذة في التوسّع، والتي تتنوع جوانبها بين الإنجازات التكنولوجية والاقتصادية، بدت سياستها الخارجية أكثر وضوحاً في ظل التقلبات والتوترات الدولية.

إذ شدد الرئيس الصيني على اتباع سياسة تحدد مواقفها حسب جوانب الصواب والخطأ في القضايا ذاتها. وعارض بحزم نزعة الهيمنة وسياسة القوة بكافة أشكالها وعقلية الحرب الباردة التي تنتهجها الولايات المتحدة، دون أن يسميها، أو التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى.

وتعهّد الرئيس شي بتعزيز آلية التنسيق لأعمال الأمن القومي، وتوطيد منظومات حكم القانون والاستراتيجيات والسياسات ذات الصلة. كما وشدد على أن بكين بصدد تعزيز قدراتها الدفاعية لضمان سيادة الدولة وأمنها ومصالحها.

أما تحقيق هدف الكفاح لتقوية الجيش بحلول الذكرى المئوية لتأسيسه وخلق وضع جديد لتحديث الدفاع الوطني، هو ما يسعى الحزب الشيوعي الصيني إلى تكريسه في البلاد، إضافةً إلى تعميق التسلح وتعزيز التدريبات العسكرية والجاهزية القتالية بصورة شاملة بغية رفع قدرات الجيش الصيني. 

تعزيز الجهود الصينية في التكنولوجيا.. رسائل مشفرة

لم يخفِ الرئيس الصيني هدفهم في حقل التكنولوجيا والعلوم للسنوات الخمس المقبلة. إذ تعهد بكسب معركة التقنيات الاساسية الرئيسية، وحشد القوة لتنفيذ أبحاث علمية وتكنولوجية. ولفت إلى أنه مع نهاية عام 2035 ستسعى الصين لتحقيق الهدف العام للتنمية، المتمثل بإحداث طفرة كبرى في عالم القوة الاقتصادية والقوة العلمية والتكنولوجية والقوة الوطنية الشاملة. 

لا شك بأنّ التصريحات هذه تعتبر بمثابة مواجهة علنية وتحدّ للولايات المتحدة في الحقل التكنولوجي. خصوصاً بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عزمها منع شركات التكنولوجيا الأميركية التي تتمول فدرالياً، من أن تبني منشآت تكنولوجية متقدمة لها، في الصين لمدّة 10 سنوات.

إضافة إلى انتهاج الولايات المتحدة مبدأ التشديد على مبيعات الرقائق الإلكترونية واشباه الموصلات للصين، وإدراج 31 شركة صينية إلى قائمة المؤسسات "غير الموثوقة".

لا يمكن فصل الهدف التنموي هذا عن الرسائل المشفّرة للولايات المتحدة، فالصين اليوم تسعى إلى الاستقلال الذاتي في عالم تطوير الصناعات التكنولوجية، تحقيقاً لمبدأ الاعتماد على الذات في مجال العلوم والتكنولوجيا وأن تكون الصين بذلك في مقدمة الدول المبتكرة.

المصدر: الميادين نت