الأمم المتحدة تطالب بتمكين الدول النامية لمواجهة التغيّر المناخي
دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إلى تعزيز الدّعم المالي للبلدان النامية لتمكينها من مواجهة التغيّر المناخي، وذلك في قرار لدعم باكستان التي شهدت فيضانات تاريخية.
وتشير الدول الـ193 الأعضاء في هذا النص، الذي تمّ تبنيه بالتوافق، إلى "ضرورة تحسين الوصول إلى تمويل دولي للتحرك المناخي لمساعدة البلدان النامية، خصوصاً تلك الضعيفة، في مواجهة الآثار السلبية للتغيّرات المناخية، في التأقلم مع هذه التغيّرات وتخفيف وطأتها".
ويشكّل الوعد الذي أطلقته البلدان الغنية بزيادة مساعداتها المناخية للبلدان الفقيرة إلى 100 مليار دولار، اعتباراً من العام 2020، وبقي من دون تنفيذ، إحدى النقاط الساخنة التي لا تزال عالقة في المفاوضات المناخية، تضاف إليها المطالبات بتمويل خاص لتعويض "الخسائر والأضرار" الناجمة من التغيّر المناخي.
ودعا غوتيريش، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى جعل مؤتمر الأطراف "كوب 27" المزمع عقده في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في مصر، "مساحةً للتحركات الجدية على صعيد الخسائر والأضرار".
وقال: "يجب أن يوفّر كوب 27 وضوحاً في ما يتعلّق بعمليات التمويل الحيوية من أجل التأقلم والصمود".
وتعتبر البلدان النامية، التي تعدّ الأقل تسبّباً بالاحترار العالمي، من الأكثر تأثُّراً بتداعياته، وتستند إلى مفهوم "العدالة المناخية" لدعم مطالباتها.
ففي باكستان مثلاً، أودت فيضانات بـ1700 شخص ودمّرت مليوني منزل وغمرت ثلث مساحة البلاد.
اقرأ أيضاً: باكستان: يجب إنصاف الدول النامية التي تتحمّل أعباء التغيّر المناخي
وإزاء هذه الكارثة، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة، المجتمع الدولي، إلى "زيادة المساعدات الإنسانية وتعزيز جهود إعادة الإعمار في باكستان".
وأوضح غوتيريش أنّه يعمل مع الحكومة الباكستانية من أجل تنظيم مؤتمر للمانحين "على أعلى مستوى"، من أجل توفير "دعم ملموس لجهود إعادة التأهيل والإعمار". محذّراً من تداعيات هذه الفيضانات التي ستطول كثيراً، مشدّداً على أن تأثيرها "لن يقتصر على أيام أو أشهر".
وأضاف أنّ هذه الكارثة "ليست سوى مقدّمة"، وأنّ الفوضى المناخية "تقرع حالياً باب الجميع في العالم".
هذا وقدّر مسؤولون باكستانيون، الشهر الماضي، قيمة الأضرار التي تسببّت بها كارثة السيول بأكثر من 10 مليارات دولار.
وأعلن البنك الدولي أنّه سيقدّم نحو ملياري دولار من المساعدات لباكستان، بعد ما شهدته من فيضانات مدمّرة أودت بحياة 1700 شخص هذا العام.
وأفاد البنك الدولي، أمس الخميس، أنّ الفيضانات الكارثية التي ضربت باكستان، والمرتبطة بالتغير المناخي، ستدفع من 6 إلى 9 ملايين باكستاني إلى الفقر.