"سوناطراك" الجزائرية و"ناتورجي" الإسبانية توقّعان اتفاقاً لمراجعة سعر الغاز
وقّعت شركتا "سوناطراك" الجزائرية و"ناتورجي" الإسبانية اتفاقاً في العاصمة الجزائر، اليوم الخميس، حول مراجعة أسعار بيع الغاز عبر خط أنبوب "ميدغاز" الذي يربط البلدين عبر البحر المتوسط.
وقال عملاق النفط والغاز الجزائري، في بيان: "اتفقت سوناطراك وشريكتها ناتورجي على مراجعة أسعار عقود توريد الغاز طويلة الأمد الحالية في ظل تطورات السوق الراهنة، ضماناً لتوازن العقود المعمول بها على أساس الربح المتبادل".
وأكّدت "ناتورجي"، في بيان، توقيع الاتفاق من دون الإشارة إلى تفاصيله.
وقال المدير العام لـ"سوناطراك"، توفيق حكار، في تصريحٍ نقلته قناة الجزائر الدولية: "الاتفاق الذي وقّعناه اليوم ينصّ على مراجعة الأسعار تماشياً مع الأسعار في السوق العالمية"، مشيراً إلى أنّ "المفاوضات كانت شاقة ومتعبة ودامت تقريباً 10 أشهر، بسبب عدم وضوح الرؤية في السوق، وفي النهاية مضينا اتفاقية لمراجعة العقود مدّتها 3 سنوات".
وأضاف: "من خلال العقود التي تربطها بناتورجي، صدّرت سوناطراك، على مدى العقد الماضي، أكثر من 83 مليار متر مكعب من الغاز لزبونها في السوق الإسبانية، ما أسهم في تعزيز دور الجزائر كمورّد موثوق فيه داخل السوق الأوروبية للغاز".
يُشار إلى أنّ آخر اتفاق وُقّع بين الشركتين، في تشرين الأوّل/أكتوبر 2020، كان في صالح "ناتورجي"، التي أعادت التفاوض على جميع عقودها لاستيراد الغاز، بعد تراجع أسعار النفط والغاز بسبب جائحة "كوفيد-19".
وكانت الجزائر، لأعوام طويلة، أكبر مزوّد لإسبانيا بالغاز، خصوصاً عبر شركة "ميدغاز" التي تُسيّر خط الأنابيب الرابط بين البلدين (تملك سوناطراك 51% منها وناتورجي 49%).
ولكنّ الكميات بدأت تتضاءل، بعد وقف خط الأنابيب العابر للمغرب، بسبب عدم تجديد الاتفاق إثر قطع العلاقات بين الجزائر والرباط في آب/أغسطس 2021.
وحتى الكميات المورّدة عبر "ميدغاز"، انخفضت بسبب توتر العلاقات الدبلوماسية بين مدريد والجزائر، منذ أن قرّر رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، في آذار/مارس، دعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة، لإنهاء أزمة دبلوماسية بين مدريد والرباط مستمرة منذ نحو عام.
وردّاً على ذلك، علّقت السلطات الجزائرية، مطلع حزيران/يونيو، العمل بمعاهدة التعاون مع إسبانيا، ما أثّر على التعاملات التجارية بين البلدين.