إيران تحذّر الاتحاد الأوروبي من أي إجراء سياسي متسرع يشجّع الإرهاب
أكّد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأربعاء، أنّ بلاده "سترد على الاتحاد الأوروبي إذا اتخذ إجراءً سياسياً متسرعاً مبنياً على أساس التهم الباطلة في قضية وفاة الشابة مهسا أميني، وإذا كان يشجع مثيري الشغب والإرهابيين الذين استهدفوا أرواح الشعب الإيراني وأمواله".
وخلال اتصال هاتفي بمنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قال أمير عبد اللهيان: "نتابع قضية وفاة مهسا أميني بجدية في إطار قوانيننا الداخلية".
وأكد لبوريل أنّ "الجهاز القضائي الإيراني يتابع هذه القضية بقوة"، لافتاً إلى أنّه "سيتم الإعلان عن التقرير العلمي والتقني الدقيق من قبل الطب الشرعي".
وشدد أمير عبد اللهيان على أنّ بلاده "تعدّ المطالبات السلمية حقاً من حقوق الشعب، لكننا نفصل بين هذه المطالب وبين مثيري الشغب الذين يقومون بحرق سيارات الإسعاف ويدمرون البنوك والممتلكات العامة، ويهاجمون المواطنين وقوات الشرطة بالسلاح الأبيض ويقومون بأعمال إرهابية".
بدوره، أبدى بوريل تأييده رأي أمير عبد اللهيان بأنّ "الشغب والإرهاب يختلفان عن الاحتجاجات السلمية التي يجب الرد عليها بشكل مناسب".
وأكد لأمير عبد اللهيان: "لا نريد أن تتأثر العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والجمهورية الإسلامية الإيرانية سلبياً".
وكان الاتحاد الأوروبي، أعلن أنّه ينظر في فرض عقوبات جديدة على إيران، وذلك على خلفية مزاعم "قمعها للاحتجاجات"، بعد خطوة مماثلة من الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: السيد خامنئي: وفاة مهسا أميني أحزننا..وأعمال الشغب كان مخططاً لها
يذكر، في السياق، أنّ وزارة المخابرات الإيرانية، أعلنت في وقتٍ سابق، اعتقال أكثر من 250 شخصاً على خلفية الاحتجاجات التي تلت وفاة الشابة "مهسا أميني"، بينهم 9 أجانب.
وكشفت الوزارة أنّ "المواطنين الأجانب من دول ألمانيا وبولندا وإيطاليا وفرنسا وهولندا والسويد وغيرها اعتقلوا في مكان أحداث الشغب أو في كواليس المؤامرة".
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، علّق على التدخلات الأميركية والأوروبية في قضية الشابّة الإيرانية، مهسا أميني: "الدول التي لديها تاريخ طويل في إثارة الحروب والتعامل بعنف على صعيد العالم، تفتقر إلى المشروعية لتقديم النصائح إلى الآخرين بشأن حقوق الإنسان".
وأضاف كنعاني أنّ "قادة سياسيين من أميركا، وأحياناً أوروبا، دعموا وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية والمعادية لإيران، مستغلين حادثة أليمة ما زالت قيد التحقيق".
اقرأ أيضاً: إيران ومعركة التضليل الإعلامية في وفاة مهسا أميني
أمير عبد اللهيان: توصلنا إلى توافقات جيدة مع وكالة الطاقة الذرية
وفي سياقٍ منفصل، تحدّث أمير عبد اللهيان خلال اتصاله ببوريل عن "التوصل إلى توافقات جيدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، شاكراً إياه "لدوره البنّاء في المفاوضات النووية الجارية لرفع العقوبات عن إيران".
وأفاد الوزير الإيراني بأنّه "تم تبادل الرسائل بشكل غير مباشر بين إيران والولايات المتحدة في نيويورك وفيينا، وشهدنا مباحثات متقدمة".
وفي شأن المفاوضات النووية، قال بوريل: "نحن سعداء للتطور الحاصل في المفاوضات النووية، ونشدد على أهمية مواصلتها لتحقيق الاتفاق"، معرباً عن استعداده لكل أنواع التعاون من أجل التوصل إلى الاتفاق.
وعدّ منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "التوافقات الأخيرة الحاصلة بين إيران والوكالة الذرية مثيرة للتفاؤل، وهي خطوة مهمة نحو الاتفاق".
يشار إلى أنّ مستشار الفريق الإيراني المفاوض، محمد مرندي، أكّد في حديث للميادين الأحد، أنّ "إيران تريد ضمانات قبل التوقيع على اتفاق نووي جديد"، مشدداً على أنّ "الأميركيين والأوروبيين يواجهون وضعاً صعباً، وموقفهم لا يسمح لهم بزيادة الضغط على إيران".
واتهم المستشار الإيراني مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتبعية للسياسات الأميركية، قائلاً إنّ "رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينفّذ ما تمليه عليه الإدارة الأميركية".
وتابع: "إيران مستعدة للتعاون مع الوكالة الذرية، علماً بأنّ أسئلتها الأخيرة لم تكن جدية"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ "الأميركيين يستخدمون الوكالة للضغط على إيران، ويريدون إبقاء بعض البنود غامضة للتملص من الاتفاق".