معرض فلسطين الدولي للكتاب: "حبل سُرّة" بين الفلسطينيين والعالم العربي

تواصل فعاليات معرض فلسطين الدولي الثاني عشر للكتاب، تحت إشراف وزارة الثقافة الفلسطينية، لليوم السابع على التوالي، عرض عدد من الزوايا والمحطات والفعاليات الثقافية.
  • تستمر فعاليات معرض فلسطين الدولي للكتاب يومياً حتى الـ 29 من شهر أيلول/سبتمبر الحالي

تتواصل فعاليات معرض فلسطين الدولي الثاني عشر للكتاب، تحت إشراف وزارة الثقافة الفلسطينية، لليوم السابع على التوالي، على أرض المكتبة الوطنية في بلدة سردا شمالي مدينة رام الله، بعد انقطاع عامين من جرّاء جائحة كورونا.

ويشكّل معرض فلسطين الدولي للكتاب حلقة وصل تجمع القارئ الفلسطيني والكاتب العربي، ويفتح آفاقاً جديدة نحو استلهام الأقلام الشابة والمثقفة، ويستقطب كل الأذواق الأدبية والعلمية والفنية وأصحاب التجارب النقابية والوطنية، في الحيزّ المكاني ذاته، وينقلهم في رحلة نحو العالم.

ويتضمن المعرض عدداً من الزوايا والمحطات والفعاليات الثقافية. وخصّصت وزارة الثقافة مساحةً أُطلق عليها اسم "صالون غسان كنفاني" لعقد الندوات والجلسات الثقافية وعرض إنتاجات الشعراء والباحثين والكُتّاب، وزاوية ترفيهية للزوار الأطفال الذين يرافقون عائلاتهم.

ويحتوي المعرض على 350 دار نشر ومؤسسات من فلسطين والأردن ولبنان والعراق ومصر وتونس وقطر والكويت والمغرب العربي والشارقة والسعودية وكندا وإيطاليا. ويشارك فيه 150 أديباً وكاتباً من فلسطين والوطن العربي. 

وفي السياق، قال المدير العام للآداب والنشر والمكتبات في وزارة الثقافة الفلسطينية، عبد السلام العطاري، للميادين نت، إنّ "ما يميّز معرض فلسطين الدولي للكتاب أنّه يعود بعد انقطاع عامين بسبب جائحة كورونا، تزامناً مع بداية العام الدراسي الجديد في فلسطين"، مشيراً إلى أنّ وزارة التربية والتعليم خصّصت رحلات ثقافية لطلبة المدارس من مختلف محافظات فلسطين إلى المعرض، هدفها إجراء جولات تعريفية ودمجهم في الفعاليات.

وأضاف العطاري أنّ وزارة الثقافة الفلسطينية تسعى، من خلال المعرض، لـ"تعزيز البنية الثقافية، وتشجيع حركة التأليف الفلسطينية، وخلق حلقة وصل بين فلسطين والعالم العربي، بالرغم من سياسة الاحتلال وتضييقاته التي تمنع وصول بعض الإصدارات الثقافية والمعرفية"، لافتاً إلى أنّ القارئ الفلسطيني في حاجة إلى إصدارات كل من لبنان وسوريا، بسبب دوريهما، ثقافياً، على مستويَي العالم والوطن العربي".

وأشار إلى أنّ "الاحتلال منع إصدار ما يقارب 130 تصريحاً لدور نشر ومؤسسات عربية من أصل 200 طلب تقدمت به الوزارة، بينما سُمح لـ 11 ناشراً عربياً بدخول فلسطين المحتلة".

بدوره، قال رئيس مجلس إدارة دار الرسالة المصرية، علاء سرحان، للميادين نت، إنّ "مشاركة دار الرسالة المصرية في المعرض، هذا العام، تؤكّد دعم البنية الثقافية في فلسطين، ومؤازرة الشعب الفلسطيني وإسناده، وتُعَدّ تأكيداً لدعم صموده في مواجهة الاحتلال".

وتابع سرحان: "اقتصرت مشاركتنا في المعرض عام 2018 على إرسال مجموعة من الكتب إلى فلسطين، بعد أن منع الاحتلال دخولنا الأراضي الفلسطينية".

وعلت إصدارات الأسرى وإبداعاتهم الأدبية رفوف زوايا دور النشر والمؤسسات العربية والفلسطينية، على رغم التضييقات التي يتعرضون لها من جانب إدارة مصلحة السجون، وشنّ حملات التفتيش، ومصادرة الكتب الثقافية والتعليمية. وتمرّ، نتيجة ذلك، إصدارات الأسرى في رحلة طويلة وصعبة قبيل وصولها إلى القارئ.

الأسرى استطاعوا نشر معاناتهم

وشاركت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في أعمال الأسرى اليدوية وإصدارتهم الأدبية، وعرضتها أمام زوار معرض فلسطين الدولي للكتاب.

وفي هذا الشأن، قال مدير دائرة الإعلام في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ثائر شريتح، للميادين نت، إنّ "معرض فلسطين أتاح لهيئة شؤون الأسرى والمحررين مشاركة إنجازات الحركة الأسيرة ومؤلفاتهم الأدبية أمام القارئ والجمهور الفلسطينيَّين".

وأضاف شريتح أنّ "مؤلفات الأسرى الفلسطينين تروي تجاربهم في السجون المركزية ومراكز التحقيق، وتؤكد حق الفلسطيني في تدوين تجربته وتعميمها على شعبه، الذي يمرّ يومياً في المعاناة ذاتها".

وأشار إلى أنّ "إدارة مصلحة السجون تشنّ عمليات التفتيش، على نحو مستمر، وتصادر مقتنيات الأسرى وكتبهم، في محاولة لتقييد أصواتهم وإنتاجاتهم الأدبية، إلّا أنّ الأسرى استطاعوا نشر معاناتهم".

وتستمر فعاليات معرض فلسطين الدولي للكتاب، يومياً، حتى الـ 29 من شهر أيلول/سبتمبر الجاري، بينما تُغلق أبوابها بعد ذلك على مدى عامين، إلّا أنّ الفرص تبقى أمام الشبان الفلسطينيين مفتوحةً من أجل إثراء الدورة المقبلة عبر تجاربهم الموثَّقة في الكتب والأبحاث.

المصدر: الميادين.نت