أوكرانيا تسحب قواتها من بعثة حفظ السلام الأممية في الكونغو
عاد 250 جندياً أوكرانياً مع بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية "مونوسكو" إلى ديارهم للمشاركة في المعارك الدائرة فيها.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، اليوم الأحد: "عندما أُعلن انسحاب وحدة الطيران الأوكرانية في آذار/مارس، حذر دبلوماسيون من أنها بعثة الأمم المتحدة تعاني نقصاً شديداً في المروحيات".
وتابعت: "هذه عناصر حيوية في قتال مختلف الجماعات المتمردة المتمركزة في الغابات الكثيفة في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية"، وقد شكلت المروحيات العسكرية الأوكرانية الثماني نحو ثلث أسطول الأمم المتحدة في الكونغو، بحسب المصدر نفسه.
ومنذ إطلاق روسيا عمليتها العسكرية في شباط/فبراير الماضي، سحبت أوكرانيا جنودها المشاركين في بعثات حفظ السلام الأخرى التابعة للأمم المتحدة، ولكنّ سحب قواتها هذا يأتي في وقت تتعرض بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية فعلاُ لضغوط في البلاد.
وتعرّضت "مونوسكو" لانتقادات على نطاق واسع، لإخفاقها في القيام بما يكفي لاستعادة السلام في الشرق، حيث تولّت جماعات مسلحة عديدة على مدى ثلاثة عقود قتل واغتصاب ونهب ثروات المنطقة من ذهب وألماس وخلافهما.
واستدعت أوكرانيا في أيار/مايو الفائت 6 مروحيات من أفريقيا كجزء من بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي، فيما عبرت البعثة عن "تأسفها على هذا القرار لكونه يضعف نشاطها".
ويأتي ذلك في وقت تتحدث فيه تقارير صحافية وميدانية عن خسارة كبيرة تتكبدها القوات الأوكرانية على جبهات القتال مع دونيتسك ولوغانسك ضد القوات الروسية وحلفائها.
"البعثة لم تنجح في إحلال السلام والاستقرار"
من جهة أخرى، كانت سلطات جمهورية الكونغو الديمقراطية قد طالبت، في آب/أغسطس الفائت، المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في البلاد المغادرة "في أقرب وقت ممكن"، وذلك في ظل الاحتجاجات التي تشهدها البلاد ضد بعثة الأمم المتحدة، التي تتهمها بتنفيذ "أعمال غير مجدية في التصدي للجماعات المسلحة".
وقالت إنّ "التوترات الحالية بين بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في البلاد والسكان ترجع إلى "التصريحات غير اللائقة للمتحدث باسم بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار، ماتياس ديلمان، التي زعم فيها عدم امتلاك مونوسكو الوسائل العسكرية للتعامل مع حركة أم 23"، مضيفةً: "لقد طلبنا إلى مونوسكو بطريقة ودية أن يغادر البلاد".
وفي تموز/يوليو، قتل 36 شخصاً، بينهم أربعة من قوات حفظ السلام الأممية،عندما نهب محتجون مباني تابعة للأمم المتحدة في مدن شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفتحت البعثة تحقيقاً في مقتل مواطنين إثر إطلاق جنود أممين النار عليهما "من دون مبرر" عند الحدود مع أوغندا، في حادث وصفته المبعوثة الاممية بينو كيتا "بالخطر والشائن وغير المسؤول".