اجتماعات استراتيجية لبوتين مع رؤساء الصين وإيران وتركيا في قمة شنغهاي المرتقبة
تأخذ قمة شنغهاي المرتقبة حيزاً بالغ الأهمية لما سينجم عنها على الصعيدين السياسي والاقتصادي بين قادة آسيا، وإلى جانبهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وإلى هامش القمة، سيعقد الأخير، لقاءات استراتيجية، مع الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وفيها سيتم تأكيد التعاون الاستراتيجي، والسعي إلى تثبيت حلف يجابه المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
بدايةً، سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو الاجتماع الثاني لرئيسي الدولتين خلال جائحة كورونا، بعدما عقد اللقاء الأول في شباط/ فبراير من هذا العام في أثناء الأولمبياد الشتوي في بكين.
وسيتم التأكيد في القمة المرتقبة في سمرقند على عدة نقاط، منها الشراكة الاستراتيجية الروسية -الصينية، والتي ارتقت إلى مستوى غير مسبوق واتسمت بالثقة المتبادلة. كما يلعب التعاون بين موسكو وبكين دوراً رئيسياً في ضمان الاستقرار العالمي والإقليمي.
أما النقطة الثانية، فسيتم النظر بالتفصيل في سبل زيادة وتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي، إذ بلغ حجم التجارة الثنائية في نهاية العام الماضي، رقماً قياسياً قدره 140 مليار دولار. وفي الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، نمت بمقدار الربع، وبلغت ما يقرب من 93 مليار دولار.
مع العلم أن التعاون الاستراتيجي يتعمق في مجالات الطاقة والاستثمار والصناعة. ويزداد مد خطوط الأنابيب لنقل النفط والغاز الروسي إلى الصين. وخلال المحادثات، من المقرر تأكيد أهمية الاستئناف التدريجي للتبادلات الإنسانية الثنائية ومواصلة تعزيزها.
بوتين - رئيسي
كذلك، يتضمن جدول أعمال اجتماعات بوتين لقاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وفيه سيتم تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الرئيسية للتعاون الثنائي، فضلاً عن الأمن الدولي والإقليمي، خصوصاً، خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وسيتم التأكيد على أن إيران شريك مهم لروسيا، خاصةً أنه يتم حالياً إعداد اتفاق جديد بين البلدين من أجل المزيد من الارتقاء بالتعاون إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وسيكون الاجتماع المقبل بين الرئيسين هو الرابع هذا العام.
والتقى بوتين ورئيسي في 19 كانون الثاني/يناير في موسكو. وفي 29 حزيران/ يونيو، عقدا محادثة ثنائية على هامش "قمة بحر قزوين" في عشق أباد، وفي 19 تموز/يوليو ، في طهران، التي زارها بوتين للمشاركة في قمة "أستانة".
وعلى الرغم من عواقب الوباء والعقوبات الغربية غير القانونية على البلدين، تتطور العلاقات التجارية والاقتصادية الروسية- الإيرانية بشكل ديناميكي.
وارتفع حجم التجارة في عام 2021 بنسبة 81.4%، ووصل إلى 4.1 مليارات دولار. كما زاد الميزان التجاري بنسبة 30% أخرى في الفترة بين كانون الثاني/يناير وآب/أغسطس، حيث تجاوز مؤشر 3 مليارات دولار.
أما على صعيد المشاريع المشتركة واسعة النطاق، فتعمل محطة بوشهر للطاقة النووية بثبات، وتواصل شركة "روس آتوم" الحكومية العمل على بناء المرحلة الثانية من المحطة، أي الوحدتين رقم 2 ورقم 3. وفي محافظة هرمزغان الإيرانية، وبمشاركة مجموعة "سيلوفيي ماشيني" الصناعية، يتم تنفيذ بناء محطة "سيريك" للطاقة الحرارية بقدرة 1400 ميغاواط. أيضاً، تقوم شركة "كاسبيان سيرفيسز" الروسية بتنفيذ برنامج كهربة السكك الحديدية في شمال إيران في قسم "غارمسار-إنتشه-بورون".
وخلال المحادثات بين بوتين ورئيسي، وبالإضافة إلى القضايا الثنائية، سيتم تبادل وجهات النظر في القضايا الدولية والإقليمية الملحة، بما في ذلك التسوية السورية، والوضع في أفغانستان، والقضايا الأمنية في جنوب القوقاز.
بوتين - إردوغان
في المحادثات مع رئيس الجمهورية التركية رجب طيب إردوغان، يتوقع أن تتم مناقشة الجوانب الرئيسية للتعاون الروسي -التركي خلال اللقاء بينه وبين بوتين في قمة شنغهاي، بما في ذلك الاتفاقات بشأن تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، وتطوير محادثات قمة سوتشي في 5 آب/أغسطس من هذا العام.
وكان حجم التجارة الروسية- التركية قد ارتفع في عام 2021 بنسبة 57%، ليصل إلى 33 مليار دولار. وفي الفترة من كانون الثاني/يناير إلى حزيران/يونيو من هذا العام، ارتفع بنسبة 93.8% أخرى.
كذلك، بلغ حجم الاستثمارات المتبادلة نحو 8.5 مليارات دولار.
وتتسم الشراكة في قطاع الطاقة بطابع استراتيجي، إذ توفر روسيا إمدادات مستقرة من الطاقة لتركيا، على وجه الخصوص. وتم ضخ 26.75 مليار متر مكعب من الغاز إلى تركيا عبر خطي أنابيب "بلو ستريم" و"ترك سليم" في عام 2021.
كما أن العمل مستمر في بناء محطة "أكويو" للطاقة النووية، ومن المقرر تشغيل أول وحدة طاقة في عام 2023، بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الـ100 للجمهورية التركية.
ومن المتوقع أن يبحث الرئيسان أيضاً بالتفصيل عدداً من المواضيع الأخرى، مثل تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في شهر تموز/يوليو من هذا العام في إسطنبول بشأن الأمن الغذائي و"صفقة الحبوب"، وملفات مهمة أخرى، مثل الوضع في أوكرانيا، وتنسيق الجهود لضمان السلام والاستقرار في سوريا والقوقاز.