مركز فلسطين: اعتقال 475 شخصاً الشهر الماضي بينهم 39 طفلاً و16 سيدة
أكّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أنّ سلطات الاحتلال صعدت بوضوح في شهر آب/أغسطس الماضي حملات اعتقالها الفلسطينيين، حيث رصد المركز 475 حالة اعتقال بينهم 39 طفلاً، و16 سيدة.
وأوضح "مركز فلسطين" في تقريره الشهري المتعلق بالاعتقالات أن الاحتلال صعد في الشهر الماضي حملات الاعتقال التي يستهدف بها الفلسطينيين وبخاصة في الخليل والقدس وجنين، بهدف وقف تصاعد عمليات المقاومة، حيث زادت حالات الاعتقال بين المقدسيين على 160 حالة.
وفي قطاع غزة اعتقلت قوات الاحتلال 6 مواطنين بينهم 4 صيادين خلال عملهم في البحر شمال غزة، ثم أطلقت سراحهم بعد ساعات من التحقيق. فيما اعتقلت التاجر "محمد عبد السلام أبو السرهد" من مخيم المغازي على حاجز بيت حانون (معبر إيرز) خلال توجهه إلى الداخل المحتل. واعتقلت كذلك العامل "طاهر أبو عودة" من سكان بيت حانون بعد دهم مكان عمله في الداخل علماً أنه حاصل على تصريح عمل.
اعتقال النساء والأطفال
مدير المركز الباحث "رياض الأشقر" قال إنّ الاحتلال واصل في آب/أغسطس الماضي استهداف الأطفال بالاعتقال والحبس المنزلي وفرض الغرامات المالية، إذ رُصدت 39 حالة اعتقال لقاصرين، أصغرهم الطفل "حمزة شراونة" (9 سنوات) من البلدة القديمة بالقدس وأطلق سراحه بعد يومين من الاعتقال.
واعتقلت 16 سيدة وفتاة بينهن الطالبة الجامعية دينا جرادات بعد دهم منزل أسرتها في حيّ المراح في جنين ومدد اعتقالها 5 مرات، فيما أعادت اعتقال ثلاث أسيرات محرّرات وهن، تحرير أبو سرية، ومريم عرفات، وفلسطين نجم، من سكان نابلس، واعتقلت الفتاة، ولاء طنجة.
واعتقل الاحتلال الفتاة انتصار مناع العجلوني (18 عاماً)، من الخليل وأفرج عنها بكفالة مالية، بعد أيام على اعتقالها، إضافة إلى المرابطة المقدسية أسماء الشيوخي ونجلتها الفتاة رغد الشيوخي من بلدة سلوان جنوب الأقصى.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المواطنة "سائدة قبها" من جنين على حاجز برطعة العسكري وهي ترافق طفليها، واقتادتها إلى التحقيق، وأفرجت عنهم بعد ساعات، قبل أن تمنعها من دخول بلدة برطعة.
واعتقلت "حليمة إسماعيل نعيم" من بلدة الظاهرية جنوب الخليل، والفتاة "ريم يوسف علي" من مخيم شعفاط، خلال وجودها في باحات المسجد الاقصى. فيما اعتقلت المرابطة "منتهى إمارة" من أم الفحم في أثناء تصديها للمستوطنين في مدينة القدس المحتلة، والمقدسية "إلهام نعمان" خلال تصدى المرابطات لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.
اعتقال القيادات الوطنية والإسلامية
كذلك، نفذت قوات الاحتلال خلال شهر آب/أغسطس الماضي حملة اعتقالات واسعة على قيادات في العمل الوطني والإسلامي، حيث اعتقلت عدداً من قادة حماس وهم فازع ونادر صوافطة من طوباس، والقيادي الشيخ نزيه أبو عون من جنين، الشيخ موسى حلاجية من جنين، والقيادي المحاضر في جامعة النجاح مصطفى الشنار من نابلس والقيادي عايد دودين من دورا جنوب الخليل والقيادي غانم سوالمة من نابلس.
فيما اعتقل الاحتلال قيادات من الجهاد الإسلامي، أبرزهم الشيخان بسام السعدي، وناجح حبايبة ونصر العمور والقيادي بسام ذياب وهم من مدينة جنين وحولت غالبيتهم إلى الاعتقال الإداري، واعتقلت القيادي فراس حسان من بيت لحم، والقياديين في الجبهة الشعبية و الأسيرين المحررين كنعان كنعان من قرية كوبر شمال رام الله، وبلال كايد من بلدة عصيرة الشمالية بمحافظة نابلس، والذي أمضى 14 عاماً فى سجون الاحتلال وخاض إضراباً عن الطعام لمدة 71 يوماً .
بينما اعتقلت محافظ القدس عدنان غيث بزعم خرق شروط الإبعاد عن الضفة الغربية وأطلقت سراحه بعد يومين وفرضت عليه الحبس المنزلي المفتوح وغرامة باهظة، كما اعتقلت شادي مطور أمين سر فتح في القدس، وافرجت عنه بكفالة مالية.
الأوامر الإدارية
كما بيّن الأشقر أن محاكم الاحتلال واصلت تصعيدها في شهر آب/أغسطس الماضي في إصدار الأوامر الإدارية بحق الأسرى، حيث أصدرت محاكم الاحتلال الصورية (185) قراراً إدارياً، تراوحت بين شهرين وستة أشهر، بينها (73) أمر جديد، و(112) أمر تجديد لفترات أخرى وصلت إلى المرة الخامسة لدى بعض الأسرى ما يرتفع عدد الأوامر الإدارية التي صدرت منذ مطلع العام الجاري الى ما يزيد على (1200) قرار إدارى.
انتصار عواودة
وقال الأشقر إن اليوم الأخير من الشهر الماضي شهد إسدال الستار عن ملحمة بطولية خاضها الأسير خليل عواودة من الخليل تمثّلت في انتصاره على الاحتلال في معركة الأمعاء الخاوية إذ علق إضرابه الذي استمر 172 يوماً متواصلة بعد اتفاق مع إدارة سجون الاحتلال على إنهاء اعتقاله الإداري وإطلاق سراحه في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وكان عواودة قد خاض إضراباً بطولياً عن الطعام رفضاً لاعتقاله الإداري التعسفي واستمر 111 يوماً وعلّقه بعد اتفاق مع الاحتلال بعدم التجديد له، ولكن سرعان ما تراجع الاحتلال وجدد للمرة الثالثة، ما دفعه إلى استئناف الإضراب مرة أخرى، وتراجعت صحته إلى حد الخطر الأقصى. وقد حاول الاحتلال الاتفاق على إضرابه بقرار تجميد الاعتقال الإداري الذي رفضه الأسير واستمر في اضرابه، واضطر الاحتلال إلى الموافقة على تحديد سقف اعتقاله وإطلاق سراحه بعد شهر.
خطوات تصعيدية
وأشار الأشقر إلى أن الشهر الماضي شهد حراكاً وتصعيداً واسعين بين الأسرى كان من المفترض أن يتوّج بإضراب مفتوح عن الطعام في مطلع الشهر الحالي، حيث خاض الأسرى خطوات نضالية تحذيرية متعددة، أبرزها إعادة الوجبات، ورفض الفحص الأمني، ولبس ملابس الشاباص، وحل الهيئات التنظيمية، وإعادة تفعيل لجنة الطوارئ الوطنية، والتمرد على قوانين السجن.
وأضاف الأشقر أن الاحتلال وتحت مشهد وحدة الاسرى وتصميمهم ، وخشية دخول عدد كبير من الأسرى في إضراب مفتوح عن الطعام، وما كان سينتج عنه من حراك تضامني قد يشعل كافة الساحات، تراجع عن تعنته ووافق على وقف العقوبات بحق الأسرى وأبرزها قرار نقل أسرى المؤبدات كل 6 أشهر، ما دفع الأسرى إلى تعليق خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام.