إعلام إسرائيلي: ليس لدينا خيار واقعي لتدمير البرنامج النووي الإيراني

وسائل إعلام إسرائيلية تعدد أبرز الصعوبات أمام "إسرائيل" لاستهداف البرنامج النووي الإيراني، وتؤكد عدم قدرة "تل أبيب" على استخدام الخيار العسكري ضد البرنامح النووي.
  • إعلام إسرائيلي: ليس لدينا خيار واقعي لتدمير البرنامج النووي الإيراني

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أنّ السياسيين الإسرائيليين والقادة العسكريين خدعوا جمهورهم بالقول إنّ لدى "إسرائيل" بالفعل خياراً عسكرياً ضد المشروع النووي الإيراني، لافتةً إلى أنّه إذا كانت "إسرائيل" تملك مثل هذا الخيار بالفعل "فقد كان من المفترض تنفيذه منذ بدايات البرنامج النووي الإيراني".

وشككت الصحيفة بقدرة "إسرائيل" على استخدام الخيار العسكري لضرب البرنامج النووي الإيراني، بقولها إنّ "المسؤولين الإسرائيليين ربما يعتمدون على قدرات لا يمتلكونها بالفعل".

وذكرت الصحيفة أنّه منذ العام 2009 "نفّذ الموساد العديد من العمليات التخريبية ضد المنشآت النووية، واغتال عدّة علماء نوويين إيرانيين، ولكن معظم المنشآت عادت إلى العمل، ولم يكن خلفاء العلماء أقل موهبة منهم".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ "رئيس الموساد وقائد الجيش وقائد القوات الجوية سيستمرون في الأعمال السرية ضد إيران، لكن عاجلاً أم آجلاً سيصلون إلى النتيجة التي توصل إليها ناحوم أدموني في العام 1980 إذ قام بقصف المنشآت النووية السورية والعراقية، بعد أن أدرك فشل العمليات السرية".

ولفتت الصحيفة إلى أنّه "على الرغم من الضربات على المنشآت، فإنّ إيران تعلمت دروس سوريا والعراق، إذ نشرت أصولها النووية في أراضي الدولة كافة، فهي تمتلك اليوم عشرات المواقع لمعالجة السلسلة النووية من تعدين اليورانيوم ومعالجته وتحويله إلى غاز وتخصيبه وتخزينه".

وأفادت الصحيفة بأنّ هناك صعوبات عديدة أمام "إسرائيل" لاستهداف البرنامج النووي الإيراني، أبرزها: "أنّه ليس لديها مدمرات تحصينات، وفي السابق طلبت تل أبيب هذه الأسلحة من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لكنّها قُوبلت بالرفض، الأمر الثاني هو أنّ البرنامج النووي الإيراني منتشر جغرافياً وهو بحاجة إلى معلومات استخبارية دقيقة لا تمتلكها، والصعوبة الأخيرة تتعلق برد الفعل الإيراني في حال شنّت تل أبيب ضربات عديدة ومتتالية على طهران".

وأكّدت الصحيفة أنّ الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تملك خياراً عسكرياً ضد إيران، لكن الأميركيين، بعد حروبهم في أفغانستان والعراق، تجنبوا الخيار العسكري ولا سيما خلال رئاستي ترامب وبايدن.

وأوضحت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنّ الولايات المتحدة سئمت الحروب، خصوصاً في الشرق الأوسط، وتفضل العودة إلى الاتفاق النووي كما تفضّل الدبلوماسية على أي تحرك عسكري ينطوي على مغامرة. لذلك، يجب على القادة العسكريين والسياسيين في "إسرائيل" تجنّب الثرثرة بالوعود الفارغة والتصريحات المتغطرسة بشنّ عملية عسكرية.

يشار إلى أنّ "إسرائيل" تعارض خطوات إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، وتقول إنّ الولايات المتحدة الأميركية قد خدعتها بشأن كمية التنازلات التي ستقدمها إلى إيران.

واليوم، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، أنّ الرد الأخير الذي قدّمته طهران، في إطار المحادثات المتعلقة بالاتفاق النووي، "ليس بنّاءً".

وكان مستشار الوفد الإيراني في مفاوضات فيينا، محمد مرندي، ذكر أنّه "لن يتمّ تنفيذ أيّ اتفاق قبل إغلاق ملف التهم الباطلة ضدّ إيران، في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بصورة نهائية".

اقرأ أيضاً: لماذا تخشى "إسرائيل" الاتفاق النووي مع إيران؟

المصدر: وسائل إعلام إسرائيلية