بركة للميادين: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين محكوم بالمال السياسي

رئيس منتدى الأمة في فلسطين سيد بركة يعلق عبر الميادين على موضوع استقالة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني.
  • جدل يتجدد حول دور الاتحاد العام لعلماء المسلمين

أعلن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، اليوم الأحد، استقالته من رئاسة الاتحاد، وذلك بعد نحو أسبوعين على الضجة التي أثارتها تصريحاته بخصوص موريتانيا والجزائر وقضية الصحراء.

وربط الشيخ المقاصدي المغربي استقالته من "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" بـ"تمسّكه بمواقفه وآرائه الثابتة والراسخة، التي لا تقبل المساومة". 

وقال في رسالة نشرها، إنّ استقالته من رئاسة الاتحاد جاءت "حرصاً على ممارسة حريته في التعبير، من دون شروط ولا ضغوط".

سيد بركة: الفتاوى السياسية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين شرذمت الأمة 

وتعليقاً على ما حصل، قال رئيس منتدى الأمة في فلسطين سيد بركة إنّ "الأزمة التي يعيشها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أزمة بنوية وأزمة ثقافية وأزمة رؤيوية".

وفي حديثه للميادين، لفت بركة إلى أنّ "هذا الاتحاد محكوم بالجغرافيا السياسية ومحكوم بالمال السياسي، بكل وضوح"، مشدداً على أنّ  استقالة الريسوني "لن تنهي الأزمة لأنها أعمق من ذلك بكثير، فالاتحاد الذي لا يملك رؤية لها علاقة بالأمة ولها علاقة بفلسطين، أنا أعتقد أنّ عدم وجوده أفضل من وجوده".

وتابع: "العلماء والمثقفون وكل فئات المجتمع تزرع والسياسة تحصد، أنا يعنيني على المستوى السياسي أين تبنّى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قضية ونجح في التأثير فيها على المستوى السياسي لصالح قضايا التحرر ولصالح قضايا الأمة المصيرية".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

كيف نفهم قبول الاستقالة؟ 

وقال بركة: "بكل وضوح أنا أجزم أن هذه المواقف ليست من بنات مواقف الأمين العام، هذه المواقف تملى عليهم، وإلا كما قلت من أفغانستان إلى فلسطين نريد أن نرى كيف يوظف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لصالح أقطاب ومحاور داخل الأمة، وهذه المحاور دائماً ما تكون منسجمة مع الولايات المتحدة الأميركية ومصالحها في المنطقة".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

أي دور يلعبه الاتحاد اليوم؟

وفي سياق حديثه، قال بركة إنه سياسياً فإن الاتحاد "ضلل الأمة على مستوى الأهداف، لأن من أهدافهم توحيد الأمة، لكن فتواهم السياسة شرذمت الأمة، وعمقت الانقسامات". 

ولفت إلى أنّ "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يخضع للمال السياسي القطري"، مضيفاً أنّ "علماء السلطان هم حاجز بين الإسلام والأمة، لأنهم وظفوا الإسلام بشكل انتقائي خدمة للمال السياسي".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

تصريحات الريسوني تثير حفيظة بعض الأحزاب والشخصيات الإسلامية

وأثارت تصريحات الريسوني، حفيظة بعض الأحزاب والشخصيات الإسلامية في كل من موريتانيا والجزائر، حيث وصفها الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، حمد ماء العينين ولد أييه، بـ"غير المسنودة والمتعارضة مع الشواهد التاريخية".

في حين دعت حركة مجتمع السلم الجزائرية "حمس" علماء الأمة إلى "التبرؤ من هذا الموقف الخطير، الذي سيحدث فتنة بين الدول والشعوب". كما أعلنت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تجميد نشاطها في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وفي خضم الجدل المثار، اعتبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في توضيح أصدره أمين عام الاتحاد، أن "دستور الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينص على أن الرأي الذي يسند إلى الاتحاد هو الرأي الذي يتم التوافق والتوقيع عليه من الرئيس والأمين العام بعد المشورة، ثم يصدر باسم الاتحاد"، و"بناء على هذا المبدأ فإن المقابلات أو المقالات لسماحة الرئيس أو الأمين العام تعبر عن رأي قائلها فقط، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد".

وأضاف "ما تفضل به فضيلة العلامة الريسوني في هذه المقابلة أو في غيرها حول الصحراء هذا رأيه الخاص قبل الرئاسة، وله الحق في أن يعبر عن رأيه الشخصي مع كامل الاحترام والتقدير له ولغيره، ولكنه ليس رأي الاتحاد".

المصدر: الميادين نت