تبون: اتفقت مع ماكرون على إقامة شراكة كاملة في ظل الاحترام المتبادل
أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أنّه اتفق مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على "إقامة شراكة كاملة بين بلديهما في ظلّ الاحترام المتبادل".
وقال تبون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون، الذي وصل إلى الجزائر اليوم الخميس في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام: "اتفقت مع ماكرون على إقامة شراكة كاملة في ظلّ مبادئ الاحترام وتوازن الثقة بين البلدين. ونطمح إلى تعزيز التبادل التجاري بين الجزائر وفرنسا".
وأضاف: "ناقشت مع ماكرون الوضع في ليبيا ومالي ومنطقة الساحل والصحراء الغربية".
من جانبه، قال ماكرون لنظيره الجزائري: "نملك ماضياً مشتركاً معقّداً وأليماً، ساهم بعض الشيء في عدم النظر إلى المستقبل. علينا النظر إلى هذا الماضي بإرادة الحقيقة، لنفتح الأرشيف منذ بداية الاحتلال (الفرنسي للجزائر) إلى الاستقلال من دون تابوهات. وهذا من أجل بناء المستقبل".
وأكد الرئيس الفرنسي "أنّنا لم نختر الماضي وإنّما ورثناه، ولدينا مسؤولية بناء المستقبل لنا وللأجيال المقبلة".
أول زيارة منذ 5 أعوام
ووصل الرئيس الفرنسي ماكرون إلى الجزائر، اليوم الخميس، على "أمل بناء علاقات تجارية وطي صفحة خلاف دبلوماسي". وكان في استقباله الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
#صور استقبال رئيس الجمهورية #عبد_المجيد_تبون لنظيره الفرنسي #إيمانويل_ماكرون بمطار هواري بومدين الدولي pic.twitter.com/hTEuZLPncK
— الشروق Echorouk (@echoroukonline) August 25, 2022
وأصبحت العلاقات مع الجزائر أكثر أهمية بالنسبة إلى فرنسا، لأنّ العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، أدت إلى زيادة الطلب في أوروبا على غاز شمالي أفريقيا، وبسبب الهجرة المتزايدة عبر البحر الأبيض المتوسط.
يُذكَر أنّ الجزائر ألغت، اليوم الخميس أيضاً، تأشيرة دخول كبير حاخامات يهود فرنسا، حاييم كورسيا، بسبب تأييده "إسرائيل"، بحسب ما أفاد به مصدر موثوق به لـ"الميادين"، شدد على أنّ "الجزائر لن تنجرّ نحو التطبيع، وترفضه في جميع أشكاله، وهي ثابتة في نُصرة القضايا العادلة، وأبرزها فلسطين والصحراء الغربية".
تحسّن في العلاقات بعد تدهورها
وكان تبون بعث، في تموز/يوليو الفائت، رسالة تهنئة إلى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمناسبة إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية، أعرب فيها عن "ارتياحه إلى علاقتنا الشخصية المتسمة بالثقة والمودة، وإلى التطورات التي أحرزتْها ولو نسبياً الشراكةُ الجزائرية الفرنسية".
ودعا تبون، في الرسالة، ماكرون إلى زيارة الجزائر "عن قريب، لنُطلق معاً ديناميكية تدفع إلى التقدم في معالجة الـملفات الكبرى، وإلى تكثيف العلاقات الجزائرية الفرنسية وتوسيعها".
وكان الرئيس الجزائري صرّح، في شهر آذار/مارس الفائت، بأنّ "جرائم الاستعمار" الفرنسي في الجزائر لن تسقط بالتقادم"، داعياً إلى "معالجة منصفة لملف الذاكرة والتاريخ في أَجواء من المصارحة والثقة".
وجاء ذلك بعد أن تراجعت العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوىً لها، عندما صرّح ماكرون مشكّكاً في وجود "أُمّة جزائرية" قبل الاستعمار الفرنسي.