وزارة الأسرى الفلسطينية: السجون تشهد غلياناً يُنذر بالانفجار
أفادت وزارة الأسرى والمحررين في غزة، اليوم الخميس، بأنّ الأوضاع داخل السجون "تأخذ منحى التصعيد، والساعات المقبلة ستكون حاسمة"، مشيرةً إلى أنّه "ستكون هنالك قرارات صادرة عن الحركة الوطنية الأسيرة للمدافعة عن الحقوق والمكتسبات ومواجهة آلة القمع الصهيونية".
وأضافت الوزارة، في بيان، أنّ وحدات القمع "المتسادا" تحيط بأقسام الأسرى وسط حال من الغليان تسود السجون، وأقدمت على عزل عشرات الأسرى، محدثةً تنقلات واسعة في مختلف السجون وآخرها تنقلات سجن هداريم، وذلك بهدف إحباط أي مخطط ينوى الأسرى القيام به رفضاً لأوضاعهم المعيشية في الأسر.
وأوضحت أنّ الأوضاع في السجون تشير إلى مرحلة الغليان الشديد الذي قد ينذر بالانفجار الشديد في أي وقت، فالأسرى يستعدون بقوة لتصعيد خطواتهم الاحتجاجية للوصول إلى الإضراب المفتوح تحت شعار "مُوحّدون في وجه السجّان"، وذلك باستخدام أساليب ووسائل جديدة بهدف تسليط الضوء على معاناتهم المتفاقمة ووقف الإجراءات القمعية التي يتعرضون لها.
وطالبت الوزارة من جميع مؤسسات حقوق الإنسان الدولية، ومنظمة الصليب الأحمر، وهيئة الأمم المتحدة، بضرورة وضع حد لمعاناة الأسرى المتفاقمة بشكل متسارع وفعال قبل فوات الآوان.
الاحتلال يمنع الأسرى من الاعتصام في الساحات
وأكدت مؤسسة "مهجة القدس" أنّ إدارة سجون الاحتلال أغلقت جميع غرف أسرى الجهاد الإسلامي في سجن رامون منعاً لتنفيذ خطوة الاعتصام في الساحات.
وأضافت المؤسسة أنّ "إدارة سجون الاحتلال تغلق غرف أسرى الجهاد الاسلامي في سجن النقب بالسلاسل".
ويأتي ذلك بعد أنّ صرّح محمد الشقاقي الناطق الإعلامي لـ"مؤسسة مهجة القدس"، بأنّ "أعداداً كبيرة من الأسرى كانت ستعتصم في الساحات، بعد الخروج من الأقسام للمطالبة بالنزول للزنازين".
وأضاف الشقاقي "بدءاً من اليوم ستتصاعد الخطوات النضالية في السجون لمواجهة الإجراءات القمعية والتعسفية التي تفرضها مصلحة سجون الاحتلال على الأسرى".
وتابع: "منذ أسابيع قام أسرى حركة الجهاد الإسلامي بإعداد خطوات ضد كل إجراءات سجون الاحتلال بحق أسرى الحركة ما بعد نفق الحرية وكان من المقرر أن الـ 2022/08/25 تاريخاً لخروج كل أسرى الجهاد في جميع السجون والأقسام إلى الزنازين وبذلك يتمرد أسرى الجهاد بشكل مطلق على البرنامج اليومي لإدارة سجون الاحتلال برفضهم البقاء في أقسام السجون والمعتقلات".
وأشارت المؤسسة إلى أنّ هذا الحدث "تقاطع مع هجوم جديد من إدارة سجون الاحتلال على الحركة الأسيرة كافة وتنكرها للتفاهمات التي جرى التوصل إليها ما بين إدارة سجون الاحتلال والحركة الأسيرة في آذار/مارس المنصرم".
وبحسب الناطق باسم المؤسسة، فإنّ أسرى "الجهاد والهيئة القيادية منخرطون في الخطوات العامة التي تقوم بها لجنة الطوارئ الوطنية العُليا الممثل فيها الجهاد الإسلامي"، مشيراً إلى أنّه "في الوقت نفسه يسير أسرى الجهاد بالبرنامج المحدد من أسابيع، وهذا ما يفسر هجوم إدارة السجون على أسرى الجهاد وإغلاق الزنازين عليهم بالأقفال كما حدث في سجن النقب في 9 أقسام وفي سجن نفخة في 5 أقسام، لأن الإدارة غير معنية بتطبيق الجهاد الإسلامي خطواته".
وفي وقت سابق اليوم، أكد مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أنّ محكمة تابعة للاحتلال مددت اعتقال الشيخ بسام السعدي إلى يوم الأحد المقبل، "لاستكمال الإجراءات القضائية".
وكشف مكتب إعلام الأسرى أنّ "المتطرف الصهيوني بن غفير هدد والدة الأسير مراد الرجبي، وغيرها من عوائل الأسرى، باتصالات هاتفية".
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم أيضاً، ببدء المئات من الأسرى اليوم وفي جميع السّجون بالخروج من الأقسام، والاعتصام في ساحات السّجن، كجزء من خطوات التمرد والعصيان على قوانين إدارة السّجون.
ويوم أمس أكّد نادي الأسير الفلسطيني، أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت عدداً من أقسام الأسرى الفلسطينيين في سجن النقب.
ويوم السبت الماضي، أصدرت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة بياناً دعت فيه إلى الإضراب يومي الاثنين والأربعاء المقبلين، وإلى امتناع الأسرى من الخروج للفحص الأمني.
"في الأقصى رباطنا درع" حمايةً للمسجد الأقصى
وفي سياق متصل، دعت حركة" حماس" للحشد والاستنفار والمشاركة في فجر وجمعة "في الأقصى رباطنا درع" حمايةً للمسجد الأقصى وتصديا لانتهاكات الاحتلال.
ودعت لجنة الطوارئ العليا للأسرى المؤلفة من جميع الفصائل، وفي ظل تصعيد إدارة السّجون، أبناء شعبها إلى تكثيف الفعاليات المناصرة لهم يوم غد الجمعة الموافق 26 آب/أغسطس، استناداً إلى ما دعت إليه في البيان رقم (2) الصادر عنها، عبر تخصيص خطب الجمعة للحديث عن أسرى الحرية، والخروج إلى نقاط التماس مع المحتل في محافظات الوطن كافة.
وأشارت اللجنة في بيان، إلى أنّها تتواصل مع "الشعب الفلسطيني والعالم على الرغم من محاولة السجان المستمرة كسر إرادة الأسرى ووحدتهم، كما استمراره في إجراءاته التعسفية بحقهم"، مضيفاً أنّ "آخرها عمليات النقل التعسفي لأسرى الأحكام المؤبدة، في محاولة بائسة ويائسة للنيل من ثباتهم، ومحاولة للتغطية على إخفاقه الذريع في منع عملية نفق الحرية العام الماضي".