إثيوبيا: إرسال مقترح سلام مع جبهة تحرير تيغراي إلى الاتحاد الأفريقي

الحكومة الإثيوبية تدعو إلى التوقيع "السريع" على اتفاق لوقف إطلاق النار مع المتمردين في تيغراي، حتّى تتمكن من إعادة الخدمات الأساسية التي حرمت منها المنطقة، وتعلن إرسال "مقترح سلام" إلى الاتحاد الأفريقي. 
  • توقف القتال في تيغراي شمالي البلاد منذ الهدنة التي قرّرها طرفا النزاع في نهاية آذار/مارس

دعت الحكومة الإثيوبية، الجمعة الفائتة، إلى التوقيع "السريع" على اتفاق لوقف إطلاق النار مع المتمردين في تيغراي، حتّى تتمكن من إعادة الخدمات الأساسية التي حرمت منها المنطقة، وأعلنت إرسال "مقترح سلام" إلى الاتحاد الأفريقي. 

وقال مكتب الاتصال التابع للحكومة الإثيوبية في بيان، إنه "لتمكين إيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام والسماح بإعادة الخدمات الأساسية" في شمال إثيوبيا "ولحلّ النزاع سلمياً، أكدت اللجنة على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن".

واعتمدت هذه اللجنة "مقترح سلام من شأنه أن يؤدي إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وإرساء أسس حوار سياسي مقبل" و قالت إنه "يجب نقل المقترح في أسرع وقت ممكن إلى الممثل الأعلى في الاتحاد الأفريقي" لمنطقة القرن الأفريقي، أولوسيغون أوباسانجو، الذي يرفض المتمردون في تيغراي وساطته.

وتابع بيان الحكومة "تُبذل جميع الجهود بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي، حتى يتسنّى تحديد موعد ومكان المحادثات، وبدء مفاوضات السلام بسرعة، وإبرام وقف لإطلاق النار قريباً".

وتشترط الحكومة الإثيوبية وساطة الاتحاد الأفريقي، بينما يشكّك متمرّدو تيغراي في حياد أوباسانجو، مستنكرين التقارب المفترض بين الرئيس النيجيري السابق ورئيس الوزراء أبيي أحمد. 

وتوقف القتال في تيغراي شمالي البلاد منذ الهدنة التي قرّرها طرفا النزاع في نهاية آذار/مارس، لكن لم يتمّ التوصل إلى اتفاق رسميّ لوقف إطلاق النار.

ويقول الجانبان إنّهما مستعدّان لإجراء مفاوضات، وعيّنت الحكومة "لجنة سلام" لإعدادها، لكن لم تبدأ أيّ محادثات رسمية بهذا الصدد.

وسمحت الهدنة باستئناف إيصال المساعدات الإنسانية، بعد انقطاع دام ثلاثة أشهر، براً إلى المنطقة، لكنّ تيغراي لا تزال محرومة من الخدمات الأساسية كالكهرباء والاتصالات والمصارف.. وطالب متمرّدو تيغراي الحكومة بإعادتها قبل البدء في أيّ مفاوضات.

وتسبب النزاع بأزمة إنسانية خطرة في شمال إثيوبيا، حيث يوجد أكثر من 9 ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدة إنسانية، بحسب برنامج الأغذية العالمي.

ردّ متمرّدي تيغراي: "مماطلة" و"فبركة" حكومية

وردّ متمرّدو تيغراي على هذا البيان باتهام الحكومة باللجوء إلى "خطط المماطلة"، مؤكّدين أنّ القوات الحكومية كانت بالتوازي تضاعف "الاستفزازات" على الأرض.

واعتبر المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاشيو رضا، في تغريدة عبر تويتر، أنّ "ما يسمّى بلجنة السلام التي شكّلها نظام أبيي أحمد، تمارس لعبتها المعتادة المتمثلة في التحايل على المجتمع الدولي، بينما تستفزّ قوّاتها على نحو نشط قواتنا على جبهات عدة".

وأضاف أنّ السلطات "أخَلّت عَلناً بوعودها التي كرّرتها عدّة مرّات باتخاذ خطوات لضمان بيئة مؤاتية لمفاوضات سلمية، مثل وصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق إلى تيغراي وعودة الخدمات الأساسية".

وكان المتمردون في إقليم تيغراي نفوا، السبت، أن تكون قد حصلت أي اتصالات "مباشرة" بينهم وبين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية، رداً على بيان صدر عن الاتحاد الأفريقي بشأن النزاع المسلّح بين الطرفين منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2020، معتبرين أنّ "خبر وكالة فرانس برس الذي نقل الخميس بياناً عن الاتحاد الأفريقي يتحدث عن التزامات مباشرة هو فبركة تامّة".

والخميس، نشر الاتحاد الأفريقي نصاً على موقعه الإلكتروني أشار فيه إلى بيان صدر في 4 آب/أغسطس عقب عرض قدمه الممثل الأعلى في الاتحاد الأفريقي لمنطقة القرن الأفريقي أولوسيغون أوباسانجو.

وفي هذا النص، هنأ مجلس السلم والأمن أوباسانجو بـ"الالتزامات المباشرة التي جرت بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي".

وتمّ استبدال كلمة "بين" بكلمة "مع" في نسخة محدّثة من النصّ نشرت السبت على موقع الاتحاد، والنص الأصلي الذي نُشر باللغتين الإنكليزية والفرنسية لم يعد مُتاحاً على الموقع.

المصدر: الميادين + وكالات