الأمم المتحدة تتطلع إلى إعادة الأموال الأفغانية المجمّدة لدى واشنطن
قال المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في أفغانستان، رامز الأكبروف، اليوم الإثنين، إنّ الأمم المتحدة تتطلع إلى إعادة احتياطيات أفغانستان البالغة 7 مليارات دولار، والمجمدة لدى الولايات المتحدة، إلى كابول.
وقال الأكبروف، خلال حديث إلى الصحافيين: "نحن في حاجة إلى إعادة هذه الأصول إلى أفغانستان، وأعلم بأنّ هناك مفاوضات جارية بشأن تلك العائدات، وبأنه تمّ تقديم مقترحات بشأن الشروط المحددة لكيفية إعادة أصول القطاع الخاص. لذلك، يجب ممارسة المرونة بشأن كِلا الجانبين".
وشدد الأكبروف على أنّ الأمم المتحدة ليست طرفاً في مفاوضات إعادة الأموال إلى أفغانستان، وليس لديها علم بتفاصيل المحادثات.
وأضاف الممثل الأممي أنّ ملايين الأشخاص مهدَّدون في أفغانستان في ظل ظروف إنسانية قاسية مع اقتراب فصل الشتاء، بحيث قال للصحافيين، عندما سُئل عن عدد الأشخاص الذين يمكن أن يتعرّضوا للخطر خلال الشتاء المقبل: "نحن نتحدث عن الملايين".
واستطرد بأنّ "أفضل وصف للموقف هو كارثة محضة، ففي كل مرة ندخل فيها المستشفيات يكون الأمر مفجعاً. لدينا أطفال يعانون سوء التغذية، ولن يتمكنوا من النجاة هذا الشتاء، وثمة مجموعات كبيرة من السكان [معرضة للخطر]".
وتستبعد الإدارة الأميركية الاستجابة للمطلب الأفغاني بشأن إعادة أصوله المالية لدى واشنطن، والبالغة 7 مليارات دولار، لافتةً إلى أنّ عدم ترجيحها ذلك هو بسبب إيواء كابول زعيم تنظيم "القاعدة" الإرهابي، أيمن الظواهري، الذي قُتل في غارة أميركية مؤخَّراً.
وبحسب ما قاله المبعوث الأميركي الخاص بأفغانستان، توم ويست، لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الإثنين، فإنه "ليس لدينا ثقة بأنّ هذه المؤسسة (بنك أفغانستان المركزي) لديها الضمانات والمراقبة لإدارة الأصول، بصورة مسؤولة".
وأضاف ويست: "كما أنه غني عن القول إنّ إيواء طالبان زعيم القاعدة، أيمن الظواهري، يعزز مخاوفنا العميقة بشأن تحويل الأموال إلى الجماعات الإرهابية".
وتعقيباً على استهداف زعيم "القاعدة"، أكدت حركة "طالبان" الأفغانية أنها لم تكن على دراية بوجوده في أراضيها قبل الغارة التي شُنَّت من أجل تصفيته.
وتسلم الظواهري زعامة تنظيم "القاعدة" بعد مقتل أسامة بن لادن في باكستان عام 2011.
وتحوّل الظواهري إلى أحد أكبر المطلوبين في العالم بعد اعتباره من العقول المدبّرة لهجمات أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، والتي أودت بحياة ثلاثة آلاف شخص.
وسيطرت حركة "طالبان" على السلطة في أفغانستان، في 15 آب/أغسطس 2021، تزامناً مع انسحاب قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) من البلاد.
وشكلت "طالبان" حكومة موقتة لإدارة شؤون البلاد، بعد تفكك الحكومة السابقة الموالية للرئيس أشرف غني، الذي غادر البلاد قبيل وصول مقاتلي الحركة إلى كابول، من دون مقاومة تُذكَر.
ولم تعترف دول العالم بالحكومة التي شكلتها "طالبان"، حتى الآن، مشترطةً وفاءها بعدة شروط، في مقدمتها "ضمان الحريات، واحترام حقوق المرأة والأقليات، وألّا تصبح الأراضي الأفغانية نقطة انطلاق للأعمال الإرهابية".