إثيوبيا تكمل الملء الثالث لـ"سد النهضة"
أكملت إثيوبيا المرحلة الثالثة من ملء خزّان "سدّ النهضة" الكبير على النيل الأزرق، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء آبي أحمد، وذلك على الرغم من احتجاجات بلدي المصبّ السودان ومصر.
وفي خطاب تلفزيوني من موقع "سدّ النهضة"، قال أحمد: "ما ترونه خلفي هو الملء الثالث مكتملاً".
وأمس الخميس، أعطى رئيس الوزراء الإثيوبي الضوء الأخضر لتشغيل توربين ثانٍ من بين 13 مقرّرة على "سدّ النهضة".
وبعد انتهاء عملية الملء، بات مستوى المياه في الخزّان يصل إلى 600 متر، أي أكثر بـ 25 متراً مما كان عليه في ختام المرحلة الثانية من التعبئة في الفترة عينها من العام الماضي، بحسب رئيس الوزراء الإثيوبي.
وفي ردٍّ مبطّن على انتقادات مصر والسودان، قال أحمد: "النيل هبة أغدقها الله علينا كي ينتفع منها الإثيوبيون"، منتقداً "الذين لا يتحمّلون المسؤوليات المنوطة بهم"، وفق تعبيره.
وفي وقت سابق، طالبت كلّ من مصر والسودان مراراً إثيوبيا أن "توقف عمليات ملء السدّ، ريثما يتمّ التوصّل إلى اتفاق بين الأطراف الثلاثة حول المسألة وآليات تشغيل السدّ".
ويؤكد البلدان أنّ "سد النهضة" الكبير، الذي يعد الأضخم في أفريقيا، بطاقة معلنة تزيد عن 5000 ميغاوات، وبقدرة استيعاب تقدر بـ74 مليار متر مكعب، سيضر بإمداداتهما من الموارد المائية.
وكان وزير الري والموارد المائية المصرية محمد عبد العاطي بعث، الأربعاء الماضي، رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي عبر الممثل الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة، بشأن "اعتزام إثيوبيا بقرار انفرادي، استئناف الملء الثالث لسد النهضة الكبير في موسم الأمطار الحالي، والوصول بمستوى المياه إلى 600 متر في قسم التدفق السفلي للسد".
وكان سفير إثيوبيا لدى الأمم المتحدة تاي أتسكي سيلاسي أمدي بعث رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، وجَّهها كبير المفاوضين الإثيوبيين بشأن "سد النهضة" سيشلي بيكيلي إلى وزير الري المصري، قال فيه بيكيلي لمصر: "لسنا ملزَمين قانوناً بتزويدكم بمعلومات بشأن الملء الثالث".
وتتخوّف دولتا المصب، مصر والسودان من تبعات السد على أمنهما المائي، فيما تشدّد أديس أبابا على أهميته لتوليد الكهرباء والتنمية. وبدأت إثيوبيا بتشييد "سد النهضة" على النيل الأزرق عام 2011، بهدف توليد الكهرباء.